آيات القرآن الكريم تثبت رحلة الإسراء والمعراج.. والإفتاء ترد على المشككين

الاحد 26 يناير 2025 | 01:50 مساءً
الإسراء والمعراج
الإسراء والمعراج
كتب : خلود عاشور

تحتفل الأمة الإسلامية اليوم، الموافق 26 من رجب 1446 هجريًا (26 فبراير 2025)، بذكرى ليلة الإسراء والمعراج، وهي الرحلة الروحية التي أسرى فيها الله بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بالقدس،وذلك في واحدة من أعظم المعجزات التي ورد ذكرها في القرآن الكريم.

وذكرت رحلة الإسراء في القرآن صراحة في مطلع سورة الإسراء يقول الله تعالى : {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.

أما رحلة المعراج فذكرت في القرآن في سورة النجم، يقول الله تعالى:{وَٱلنَّجۡمِ إِذَا هَوَىٰ (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ وَمَا غَوَىٰ (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ (3) إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ (4) عَلَّمَهُۥ شَدِيدُ ٱلۡقُوَىٰ (5) ذُو مِرَّةٖ فَٱسۡتَوَىٰ (6) وَهُوَ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡأَعۡلَىٰ (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ (8) فَكَانَ قَابَ قَوۡسَيۡنِ أَوۡ أَدۡنَىٰ (9) فَأَوۡحَىٰٓ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَآ أَوۡحَىٰ (10) مَا كَذَبَ ٱلۡفُؤَادُ مَا رَأَىٰٓ (11) أَفَتُمَٰرُونَهُۥ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ (12) وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ (13) عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ (14) عِندَهَا جَنَّةُ ٱلۡمَأۡوَىٰٓ (15) إِذۡ يَغۡشَى ٱلسِّدۡرَةَ مَا يَغۡشَىٰ (16) مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ (17) لَقَدۡ رَأَىٰ مِنۡ ءَايَٰتِ رَبِّهِ ٱلۡكُبۡرَىٰٓ (18)}.

ردت دار الإفتاء على المشككين  حول حادثة الإسراء والمعراج، بشكل قاطع، على صحة الرحلة، في 7 نقاط أساسية، وهما كالتالي:

- رحلة الإسراء حدثت قطعًا كما أخبرنا القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الإسراء: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى﴾، وهذه الآية دالة على ثبوت الإسراء وعدم جواز إنكاره بأي حال من الأحوال.

- ثبوت المعراج وفقًا للآية الكريمة

بالنسبة للمعراج، إلى قوله تعالى في سورة النجم: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى﴾، مشيرة إلى أن المقصود في هذه الآية هو رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل في المعراج، الإسراء والمعراج كانا بالجسد والروح معًا

اتفق جمهور العلماء على أن الإسراء والمعراج كانا بالجسد والروح معًا.

- واستندت دار الإفتاء إلى قول الله تعالى ﴿بِعَبْدِهِ﴾، والعبد لا يطلق إلَّا على الروح والجسد، وجمهور العلماء من المحققين على أنَّ المعراج وقع بالجسد والروح يقظةً في ليلة واحدة.

- ما يراه البعض من أَنَّ المعراج كان بالروح فقط أو رؤيا منامية فإنَّ هذا الرأي لا يعوَّل عليه؛ لأنَّ الله عزَّ وجلَّ قادرٌ على أن يعرج بالنبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم بجسده وروحه كما أسرى به بجسده وروحه، وتعجُّب العرب وقتها دليل على القيام بالرحلة روحًا وجسدًا؛ فلو كانت رؤية منامية ما كانت تستحقُّ التعجُّب منهم.

- فيما يتعلق بتعارض الرحلة مع قدرة الإنسان، فالجواب: أَنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل إنَّه قام بهذه الرحلة بنفسه دون العناية الإلهية، بل الرحلة بأكملها بتوفيق الله وفضله وهو الذي أسرى بعبده، فلم يقل النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم لقد سريت، وهذا الإعجاز الحاصل في الرحلة لا يتعارض مع قدرة الله عزَّ وجلَّ، فضلًا عن أنَّ غرابة وصف الرحلة منتفٍ وخاصة بمقاييسنا المعاصرة، بل حدثت أمور تشبه المعجزات كاختراع الفاكس منذ عقود طويلة والذي تمكَّن من نقل أوراق وصور إلى أي مكان في العالم، فضلًا عن ظهور الإنترنت والفضاء الإلكتروني منذ عدَّة سنوات.

أَمَّا إنكار البعض لحدوث رحلة الإسراء والمعراج بسبب تعارضها مع القدرة البشرية، فالجواب: أَنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل إنَّه قام بهذه الرحلة بنفسه دون العناية الإلهية، بل الرحلة بأكملها بتوفيق الله وفضله وهو الذي أسرى بعبده، فلم يقل النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم لقد سريت، وهذا الإعجاز الحاصل في الرحلة لا يتعارض مع قدرة الله عزَّ وجلَّ، فضلًا عن أنَّ غرابة وصف الرحلة منتفٍ وخاصة بمقاييسنا المعاصرة، بل حدثت أمور تشبه المعجزات كاختراع الفاكس منذ عقود طويلة والذي تمكَّن من نقل أوراق وصور إلى أي مكان في العالم، فضلًا عن ظهور الإنترنت والفضاء الإلكتروني منذ عدَّة سنوات.

- تعيين رحلة الإسراء والمعراج بالسابع والعشرين من شهر رجب قد حكاه كثيرٌ من الأئمة واختاره جماعةٌ من المحققين، وهو ما جرى عليه عمل المسلمين قديمًا وحديثًا، فضلًا عن أنَّ تتابع الأمَّة على الاحتفال بذكراها في السابع والعشرين من رجب يُعدُّ شاهدًا على رجحان هذا القول ودليلًا على قوته.

- نناشد بضرورة الابتعاد عن إثارة هذه الشبهات وإعادة إحيائها عند حلول هذه المناسبة، فهو جدل موسمي برغم استقرار منهج البحث العلمي والشرعي فيه، والأَولى والأجدر الاهتمام بما هو أنفع من هذا الجدل وهو استلهام العِبر والدروس المستفادة من المناسبة؛ كالثِّقة بنصر الله، وحسن التسليم والتوكُّل عليه، والأخذ بالأسباب.

الأدعية الخاصة بالإسراء والمعراج

هناك بعض الأدعية التي يحب المسلمين قولها في ليلة الإسراء والمعراج، وهي:

- ربنا اجعلنا لك ذكارين، لك شكارين، إليك أواهين منيبين، تقبل يا رب توبتنا، واغسل حوبتنا، وأجب دعواتنا، وثبت حجتنا، واسلل سخائم صدورنا، وعافنا واعف عنا”.

- إلهنا لا تحرمنا من نبيك الشفاعة، واجعل التقوى لنا أربح بضاعة، ولا تجعلنا في شهرنا هذا من أهل التفريط والإضاعة، وآمنا من خوفنا يوم تقوم الساعة برحمتك يا أرحم الراحمين”.

- اللهم نسألك بكلّ اسمٍ هو لك أن تجعلنا في الحياة الدنيا من الذين يعملون ما يقولون، ويخلصون في أعمالهم لوجهك الكريم، فتقبل منهم ما عملوا وتجزيهم خير ما أنت مجزي به عبادك الصالحين يا رب العالمين.

- إلهنا نسألك أن تبدّل الحال إلى أفضل الأحوال، اللهم اجعل أيامنا كلّها سعادة، واصرف عنّا شرّ الأسقام والأحزان، وابسط لنا من الخير والرزق الوفير واستعملنا بما يرضيك عنا يا رب العالمين.

- اللهم أعذ قلوبنا وأنفسنا من همسات الشياطين، اللهم إنّا نعوذ بك من نفخهم ونفثهم وهمزهم.

- يا ربّ أسألك باسمك الأعظم أن لا تدع لي من الذنوب كبيرًا أو صغيرًا إلا وغفرته لي، وأسألك أن تفرج عني الهموم والغموم، وأن تصلحني إلى أحسن الأحوال يا رب العالمين.

اقرأ أيضا