وفقًا لتقرير الجارديان صرّح وزير الشؤون الأوروبية البولندي، آدم شلابكا، بأن على أوروبا أن تتحمل مسؤولية أمنها بشكل كامل، مع اقتراب فترة "بالغة الصعوبة"، وذلك في الوقت الذي تتولى فيه بولندا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي وسط تحديات جيوسياسية متصاعدة.
رئاسة بولندية في ظل ظروف غير مسبوقة
بدأت بولندا فترة رئاستها التي تمتد لستة أشهر بينما يستعد دونالد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض. وقد وعد ترامب بالتفاوض لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، وهدد باستخدام القوة العسكرية للاستيلاء على غرينلاند، مما يزيد المشهد تعقيدًا.
مفهوم شامل للأمن الأوروبي
أكد شلابكا في مقابلة مع صحيفة "الجارديان" أن الأمن الأوروبي يمتد إلى ما هو أبعد من تعزيز الدفاعات العسكرية، ليشمل الأمن الداخلي، وأمن الطاقة، والأمن الاقتصادي. وأضاف: "يجب أن يكون الأمن ضمن أولويات التفكير اليومي في أوروبا".
بولندا من مراقب إلى لاعب رئيسي
تأتي هذه الرئاسة الثانية لبولندا في ظروف تختلف تمامًا عن رئاستها الأولى عام 2011، حينذاك، كانت بولندا حديثة العهد بالاتحاد، أما الآن فهي في طليعة الدول الأوروبية التي تقود الجهود للتعامل مع تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا.
سياسة بولندية حازمة تجاه روسيا
على مدى سنوات، حذرت بولندا من التهديد الروسي، وهو ما اعتبره شلابكا رؤية "أثبتتها الأحداث". أضاف الوزير: "كنا نحاول دائمًا إقناع شركائنا بأن روسيا تشكل تهديدًا لاستقرار الاتحاد الأوروبي وديمقراطيته، واليوم باتت هذه الحقيقة واضحة للجميع".
توتر بين بولندا والمجر
تولت بولندا الرئاسة خلفًا للمجر، التي أثارت سياساتها تجاه روسيا انتقادات واسعة. وفي خطوة رمزية، استبعدت بولندا السفير المجري من احتفال بمناسبة الرئاسة، ردًا على قرارات اعتبرتها وارسو "غير ودية"، مثل منح المجر حق اللجوء لنائب وزير العدل البولندي السابق.
ترامب وتحدي العلاقة مع الولايات المتحدة
بينما تستعد بولندا للتعامل مع إدارة ترامب المحتملة، تتجنب وارسو التكهنات حول سياساته المستقبلية. وقال شلابكا: "ننتظر الأفعال الرسمية بعد تنصيبه قبل اتخاذ أي مواقف". في الوقت نفسه، تعزز بولندا دورها كأحد أبرز حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا.
إنفاق دفاعي لتحقيق أمن أوروبي مستقل
أعاد رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك التأكيد على أن أوروبا بحاجة إلى تقليل اعتمادها على الآخرين في أمنها. ومع كون بولندا من الدول الأعلى إنفاقًا على الدفاع بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي، فهي في موقع يؤهلها للعب دور قيادي في تعزيز الأمن الأوروبي.
التعاون الأوروبي-الأمريكي ضرورة استراتيجية
أشار شلابكا إلى أن العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ستظل عاملًا حاسمًا لأمن المنطقة، مضيفًا: "كلما كانت العلاقة بين الاتحاد وواشنطن أقوى، كانت منطقتنا أكثر أمانًا".