جوزيف عون.. هل يستطيع رئيس لبنان الجديد تحقيق الاستقرار في بلاده؟

الاحد 12 يناير 2025 | 09:57 صباحاً
جوزيف عون
جوزيف عون
كتب : محمد عبدالحليم:

بعد فراغ رئاسي استمر لما يقارب العامين ونصف العام، انتخب البرلمان اللبناني المكون من 128 مقعدًا الجنرال جوزيف عون، قائد الجيش اللبناني، رئيسًا جديدًا للبلاد.

يأتي هذا الانتخاب في وقت يواجه فيه لبنان أزمات متعددة تهدد استقراره، من انهيار اقتصادي حاد إلى تداعيات حرب مدمرة بين حزب الله وإسرائيل، مما يضع الرئيس الجديد أمام تحديات جسيمة لإنقاذ البلاد من الهاوية.

خلفية الأزمة اللبنانية

بحسب تحليل جديد للمجلس الأطلسي، فإن لبنان يعاني منذ سنوات من أزمات اقتصادية وسياسية وأمنية متلاحقة. بدأ الانهيار الاقتصادي في أكتوبر 2019، ولم تظهر أي بوادر لانتعاش اقتصادي بسبب فشل الطبقة السياسية في إجراء الإصلاحات اللازمة التي من شأنها فتح أبواب المساعدات المالية الدولية.

منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في أكتوبر 2022، عملت الحكومة بصورة محدودة كحكومة تصريف أعمال، غير قادرة على إصدار تشريعات حاسمة.

إلى جانب ذلك، يعاني لبنان من تداعيات الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل، والتي خلفت دمارًا هائلاً.

 تقدر البنك الدولي أن الحرب تسببت في أضرار بلغت قيمتها 8.5 مليار دولار على الأقل، مع ارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من 3800 شخص، وفقًا لتقارير لبنانية.

ومع استمرار الهدنة الهشة بين الجانبين، لا يزال الجنود الإسرائيليون منتشرين في مناطق جنوب لبنان، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني.

جوزيف عون.. الرجل المناسب في الوقت الصعب؟

جوزيف عون، القائد السابق للجيش اللبناني، يتمتع بشعبية واسعة في لبنان بسبب إدارته للجيش خلال الأزمات الأخيرة. منذ تعيينه قائدًا للجيش في مارس 2017، قاد عون الجيش في معركة ضد تنظيم داعش في شمال شرق لبنان، حيث حقق انتصارًا سريعًا.

كما لعب دورًا محوريًا خلال الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت بعد الانهيار الاقتصادي في أكتوبر 2019، حيث رفض أوامر الرئيس السابق بفض الاحتجاجات بالقوة، مما أكسبه احترامًا واسعًا.

على الرغم من التحديات الاقتصادية التي واجهت الجيش، بما في ذلك انخفاض رواتب الجنود بشكل كبير، تمكن عون من الحفاظ على تماسك المؤسسة العسكرية. كما يتمتع بعلاقات قوية مع الدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، اللتين قدمتا دعمًا ماليًا وتدريبيًا للجيش اللبناني لسنوات.

التحديات التي تواجه الرئيس الجديد

يأتي عون إلى الرئاسة في وقت يحتاج فيه لبنان إلى قيادة قوية لتجاوز أزماته المتعددة. من بين التحديات الرئيسية التي يواجهها:

الأزمة الاقتصادية: يحتاج لبنان إلى إصلاحات اقتصادية جذرية لاستعادة ثقة المجتمع الدولي وجذب المساعدات المالية.

تداعيات الحرب مع إسرائيل: مع استمرار التوترات على الحدود الجنوبية، يحتاج عون إلى العمل على تعزيز الهدنة ومنع تجدد الصراع.

مصير أسلحة حزب الله: يعد نزع سلاح حزب الله أحد الشروط الأساسية لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لكن أي محاولة لتنفيذ ذلك قد تثير صراعًا داخليًا.

العلاقة مع حزب الله

على الرغم من انتقادات بعض وسائل الإعلام الموالية لحزب الله لعلاقات الجيش اللبناني الوثيقة مع الولايات المتحدة، تمكن عون من إدارة العلاقات المعقدة بين الجيش وحزب الله.

يعتبر حزب الله جزءًا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والسياسي اللبناني، مما يجعل أي مواجهة مباشرة معه محفوفة بالمخاطر. 

بدلاً من ذلك، يعتمد الجيش وحزب الله على آلية تفاهمات متبادلة لتجنب الصراعات.

رؤية عون للبنان الجديد

في خطابه الافتتاحي، أكد عون على ضرورة تشكيل حكومة جديدة بسرعة وإطلاق حوار جاد مع النظام السوري الجديد لتسوية القضايا العالقة، مثل ترسيم الحدود ومصير اللاجئين السوريين في لبنان.

كما وعد باتباع سياسة "الحياد الإيجابي" والعمل على تعزيز احتكار الدولة لحمل السلاح، وهي إشارات واضحة إلى التزامه ببنود اتفاقية الهدنة مع إسرائيل. 

اقرأ أيضا