قرارات عاجلة من «الوطنية للإعلام» لتنظيم المشهد الإعلامي وتعزيز القيّم المجتمعية والدينية

اتخذت الهيئة الوطنية للإعلام مؤخرًا سلسلة من القرارات التي أثارت اهتمامًا واسعًا بين المواطنين والمراقبين. من أبرز هذه القرارات: حظر ظهور «العرّافين» غير المعتمدين إعلاميًا على الشاشات، ومنع بث الإعلانات أثناء إذاعة القرآن الكريم.

 تأتي هذه الخطوات في إطار سعي الهيئة لتنظيم المشهد الإعلامي وتعزيز احترام القيم المجتمعية والدينية، وإليكَ تفاصيل أهم القرارات:

حظر ظهور «العرّافين» غير المعتمدين إعلاميًا

في خطوة تهدف إلى تنظيم الخطاب الديني على الشاشات، قررت الهيئة منع ظهور الأفراد الذين يقدمون أنفسهم كمفسرين أو عارفين دون الحصول على موافقات رسمية من مؤسسات دينية معتمدة مثل الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية.

وجاءت دوافع وأسباب القرار متمثلة في الحد من انتشار المعلومات الدينية المغلوطة، وتعزيز ثقة الجمهور بالمحتوى الديني المعروض.

تنظيم الخطاب الديني

ومن هذا المنطلق، صرّح الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، بأن هذا القرار يعتبر «خطوة إيجابية ومهمة نحو تنظيم الخطاب الديني في وسائل الإعلام». موضحًا: أن ظهور بعض الأشخاص غير المؤهلين لنشر الفتاوى أو تفسير النصوص الدينية قد تُسبب في نشر أفكار خاطئة أو مغلوطة.

وأكد «كريمة»، أن القرار يهدف إلى حماية المشاهدين من التأويلات غير الصحيحة للنصوص الدينية، بالإضافة إلى تعزيز دور المؤسسات الدينية المعتمدة مثل الأزهر ودار الإفتاء في ضبط الفتوى والخطاب الديني.

وكردود فعلية على قرار الهيئة الوطنية للإعلام، أشاد العديد من المواطنين بالقرار، وقال أحمد علي، موظف حكومي: «الخطاب الديني يحتاج إلى تنظيم لضمان عدم تضليل الناس بمعلومات غير دقيقة».

منع بث الإعلانات أثناء إذاعة القرآن الكريم

وجاء القرار الثاني لـ الوطنية للإعلام، متمثلًا في وقف بث الإعلانات التجارية أثناء إذاعة القرآن الكريم، مشددة على ضرورة احترام قدسية النصوص الدينية، ومن المقرر أن يبدأ تنفيذ القرار من الأول من يناير 2025، وسيشمل جميع المحطات التي تبث القرآن الكريم.

وجاء القرار من أجل الحفاظ على تجربة روحية نقية للمستمعين، بالإضافة إلى تجنب تشويه الطابع الديني بإعلانات ذات طبيعة تجارية.

احترام قدسية القرآن الكريم

وفي تعليق على قرار منع الإعلانات أثناء إذاعة القرآن الكريم، قال الشيخ أحمد إبراهيم، أحد علماء الأزهر الشريف، «هذا القرار يعكس احترامًا كبيرًا لقدسية القرآن الكريم، فوجود الإعلانات أثناء التلاوة يشوّه الرسالة الروحية التي يحملها النّص المقدس».

وأكد «إبراهيم»، أن «احترام النّصوص الدينية واجب، والقرارات التي تعزز هذا الاحترام تلقى دعمًا من المؤسسات الدينية والمجتمع».

ترحيب شعبي واسع

ويرى الكثيرون أن هذه القرارات تعكس اهتمام الهيئة بإعادة تنظيم المشهد الإعلامي واحترام القيم المجتمعية، بينما أعرب البعض عن قلقهم من احتمال تقييد حرية التعبير، خاصة فيما يتعلق بقرار حظر ظهور العارفين.

تأتي هذه القرارات ضمن جهود الهيئة الوطنية للإعلام لضمان تقديم محتوى إعلامي يتماشى مع القيم المجتمعية والدينية. وبينما لاقت القرارات ترحيبًا واسعًا من الجمهور، يظل التحدي في تطبيقها بفعالية لتحقيق الأهداف المرجوة.