قال الدكتور عماد البشتاوي، أستاذ العلوم السياسية: إن القرارات التي تتخذها الحكومات، بما في ذلك الحكومة الإسرائيلية، ليست بالضرورة محل إجماع، بل تُتخذ في الغالب بالأغلبية.
تفاصيل الصفقة بين إسرائيل والمقاومة
وأوضح خلال مداخلة هاتفية على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن مساعد وزير الخارجية الإسرائيلي، المنتمي لليمين المتطرف، وافق على صفقة جارية، ولم تُسجل معارضة شديدة لها كما كان الحال في الشهور الماضية.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وحزب الليكود الذي ينتمي إليه، يبدوان أكثر تقبلاً لهذه الصفقة، حيث أصبحت الأصوات المؤيدة لها داخل الائتلاف الحاكم أكثر بروزًا مقارنة بالفترة الأولى من الحرب على قطاع غزة.
ما تعكسه هذه الصفقة؟
وذكر أن هذا التغير يعكس حالة من التفاؤل داخل إسرائيل بشأن الصفقة، مع تحسن الظروف الإقليمية، بما في ذلك توقيع اتفاق مع حزب الله وبدء هدنة مدتها 60 يومًا، مما قد يشجع حركة المقاومة الفلسطينية على اتخاذ خطوات مماثلة.
وأضاف البشتاوي، أن هذه المعطيات قد تسرّع من إبرام الصفقة خلال الأيام القليلة المقبلة، خاصة مع عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى المشهد السياسي واحتمال فوزه في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأشار إلى أن نتنياهو استغل 44 يومًا من المفاوضات بذكاء ودهاء، حيث خلق ذرائع جديدة وفرض شروطًا تعجيزية، ما أوحى بعدم رغبته في إتمام الصفقة، لكن هذه الشروط لم تكن سوى وسيلة ضغط واستثمار سياسي في ظل اقتراب الانتخابات الأمريكية لعام 2024، حيث سعى إلى كسب مزيد من الدعم من الحزب الجمهوري، وخاصة الرئيس السابق ترامب، لتعزيز موقف إسرائيل دون أن تتعرض لضغوط خارجية.
واختتم البشتاوي بالقول إن الحكومة الإسرائيلية أصبحت الآن أكثر حرصًا من أي وقت مضى على إبرام هذه الصفقة، مرجحًا ألا يُقدِم نتنياهو على طرح شروط جديدة. فالأولوية أصبحت واضحة، وهي إنهاء الصفقة، خصوصًا بعد أن أصبحت الظروف الداخلية والإقليمية والدولية مواتية لتحقيق هذا الهدف.