هل يهدف التوسّع العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة إلى احتلال طويل الأمد؟

الاربعاء 04 ديسمبر 2024 | 10:54 صباحاً
كتب : بسمة هاني

 شهدت الأشهر الأخيرة توسيعًا ملحوظًا للوجود العسكري الإسرائيلي في وسط القطاع ,في خطوة تكشف عن نية إسرائيل للبقاء لفترة طويلة في قطاع غزة، هذا التوسع العسكري شمل هدم أكثر من 600 مبنى فلسطيني لتأمين منطقة عازلة، بالإضافة إلى تعزيز شبكة من القواعد العسكرية المدعمة بالتحصينات، بحسب تحليل أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» باستخدام صور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو.

التوسع العسكري وأثره على الجغرافيا

سيطرت إسرائيل على «ممر نتساريم»، منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، وهو ممر استراتيجي يمتد بطول أربعة أميال، ويفصل شمال قطاع غزة عن جنوبه. وقد أضحت المنطقة التي تبلغ مساحتها نحو 18 ميلاً مربعاً تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، مما أدى إلى منع مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين من العودة إلى ديارهم في شمال القطاع.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية تسارعًا في بناء القواعد العسكرية، حيث تم إنشاء أو توسيع 12 قاعدة عسكرية جديدة منذ سبتمبر الماضي، ليصل عدد القواعد العسكرية الرئيسية إلى 19 قاعدة مزودة بتحصينات دفاعية وأبراج مراقبة ومواقف للمدرعات، الكولونيل نداف شوشاني، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أكد أن هذه التحركات ذات أسباب تشغيلية، حيث يمكن إزالة هذه المنشآت في أي وقت، لكنها تعكس أيضًا استعدادًا لوجود طويل الأمد.

آثار كارثية على المدنيين كانت آثار التوسع العسكري الإسرائيلي مدمرة للمدنيين الفلسطينيين، حيث طالت عمليات الهدم قرى ومناطق زراعية  على سبيل المثال، دُمِّرت قرية المغراقة التي كانت تضم أكثر من 10 آلاف نسمة قبل الحرب، وتحولت إلى أطلال بعدما دُمرت مبانيها ومزارعها بشكل كامل. السكان الذين فروا جنوبًا لا يرون أي أمل في العودة إلى أراضيهم في هذا السياق، قال بشير أبو كميل، أحد سكان القرية: "في البداية، كنا نعود لتفقُّد ما تبقَّى من منازلنا. لكن مع توسع السيطرة الإسرائيلية، أصبح الاقتراب من الأنقاض بمثابة حكم بالإعدام".

مخاوف دولية واحتمالات العودة إلى الاحتلال إعادة الوجود الإسرائيلي الحالي في غزة إلى الأذهان حقبة الاحتلال العسكري للقطاع قبل الانسحاب في عام 2005، مما يثير قلقًا دوليًا بشأن احتمال العودة إلى السيناريو نفسه. وفيما تزداد التوترات في المنطقة، تظل غزة على حافة الهاوية وسط صراع يبدو أن نهايته ليست قريبة.

التوسع العسكري الإسرائيلي وأبعاده المستقبلية تشير التقارير إلى أن الجيش الإسرائيلي يقوم بتدعيم قواعده العسكرية وتوسيعها، ويُعِدّها بأحدث المعدات والتحصينات، مع تزايد عدد الجنود الإسرائيليين في المنطقة. هذا التوسع العسكري أثار ردود فعل متباينة: فبعض المتعاطفين مع "إسرائيل" يرونه ضروريًا لأسباب أمنية، بينما يخشى آخرون من أن يكون هذا مقدمة لخطط إسرائيلية أكبر للسيطرة على غزة.

ومع استمرار تعزيز الوجود العسكري في غزة، يظل السؤال قائمًا: هل ستتراجع "إسرائيل" عن هذه الخطوة أم ستكون هذه بداية لاحتلال طويل الأمد؟ رغم أن المستقبل غير واضح، إلا أن هذه التطورات ستؤثر بشكل كبير على الوضع السياسي في المنطقة.

اقرأ أيضا