من المعروف أن مشروبات الطاقة تمنح مستهلكيها طاقة بدنية سريعة بجانب طعمها اللذيذ. وعلى الرغم من إقبال الكثيرين على استهلاكها خصوصاً المراهقين والأطفال إلى أن هناك أصوات تحذّر من مخاطرها الكبيرة على الصحة.
ما هي مشروبات الطاقة؟
لم يحدد المجتمع العلمي تعريف واضح لمشروبات الطاقة.لكنها تندرج ضمن فئة المشروبات المنعشة. كما أن الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية لم تسمح بالإعلان عنها بصفتها مشروبات بإمكانها تعزيز الأداء البدني والذهني لدى المستهلك، فيما اعترض البرلمان الأوروبي على تصنيف هذا النوع من المشروبات صحياً.
تأثير مشروبات الطاقة على الجسم
لمشروبات الطاقة تأثير منشط، كما أنها قد تعزز من الأداء الرياضي, ورغم ذلك فإن لها آثار جانبية سلبية كثيرة. ورغم إصرار العلامات التجارية الرائدة المصنعة لها على سلامة المنتجات، فإن خبراء الصحة، من منظمة الصحة العالمية يحذرون من خطرها على الصحة العامة، كما ينصحون بعدم استهلاكها خاصةً بالنسبة للأطفال، ويؤكدون خطورتها على المراهقين الأقل من 18 عاما والنساء الحوامل و الأشخاص العاديين الذين يتناولون بعض الأدوية ومن لديهم حساسية للكافين.
أهم أخطار مشروبات الطاقة
1- زيادة خطر السكتة القلبية واحتشاء عضلة القلب
بحسب دراسة نشرتها جمعية القلب الأميركية العام الماضي، فإن مشروبات الطاقة والتي تحتوي معظمها على الكافيين تغير النشاط الكهربائي للقلب، وتزيد من ضغط الدم. وبعد التقييم ثبت أن استهلاك مشروبات الطاقة بشكل متكرر يرتبط بالسكتة القلبية واحتشاء عضلة القلب. بالإضافة إلى ما يعرف بسماكة الدم.وهناك أدلة علمية أكثر تفصيلاً عن الآثار الضارة لتلك المشروبات, وبشكل عام فإن الجهاز القلبي الوعائي إلى جانب الجهاز العصبي هو الأكثر تضررا.
2- القلق والأرق وتشنجات العضلات
عادة ما تظهر الآثار الضارة للكافيين على الجهاز العصبي نتيجة استهلاك جرعات تصل إلى 200 ملليغرام أو أكثر، رغم أن ذلك يمكن أن يختلف من شخص لاخر. إلى أن بعض مشروبات الطاقة تحتوي على ما بين 100 و 200 ملليغرام من الكافيين لكل واحدة، وهو شيئ مقلق مع الأخذ في الحسبان أنها عادة ما تكون مصحوبة بمكونات محفزة أخرى يمكن أن تزيد من تأثير الكافيين.
3- زيادة خطر السمنة والتسوس ومقاومة الأنسولين
السكر أحد المكونات الرئيسة لجميع مشروبات الطاقة، إذ يحتوي معظمها على نسبة أكبر من المشروبات الغازية العادية، التي تقدر في المتوسط بين 10 و 12 جرام لكل 100 ملليلتر من المشروب. فإذا اعتبرنا أن العلبة تحتوي على 250 ملليلتراً، هذا يعني أن هناك 25 أو 30 جراماً من السكر لكل علبة.
الجدير بالذكر أن بعض العلامات التجارية تبيع علباً بمقدار نصف لتر، مما يعادل حوالي 60 جراماً من السكر، وهو معدل أعلى بكثير من الحد الأقصى للكميات االموصى بها من منظمة الصحة العالمية، التي تؤكد أن معدل السكر لا يجب أن يزيد على 25 غراما بالنسبة للأطفال والمراهقين.
ماذا يحدث للأطفال؟
يعد الأطفال الفئة الأكثر عرضة لهذه المخاطر، إذ يستهلك نسبة كبيرة منهم تبك المشروبات بشكل مفرط، وهو ما يقدر على وجه التحديد بحوالي أربعة لترات شهرياً. ونظراً لصغر حجم أجسامهم وضعف مسارات عملية التمثيل الغذائي لديهم، فهم أكثر حساسية للتسمم جراء الكافيين. حيث تؤكد الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية أنه لا يمكن تحديد كميات آمنة من استهلاك الكافيين لدى الأطفال، ويطالب العديد من المختصين في التغذية وأطباء الأطفال والجمعيات الطبية- بتجنب استهلاك هذه المشروبات.
وفي السياق تنظر بعض الحكومات، على غرار المملكة المتحدة، في إمكانية حظر بيع مشروبات الطاقة للأطفال دون سن 16 عاما. ويجدر الإشارة أن تناول علبة واحدة من هذه المشروبات بمثابة إعطاء طفل ثلاثة أكواب من القهوة مع 12 ملعقة صغيرة من السكر