قام فريق من الباحثين بتحليل جينات محتملة مرتبطة بالمستقلبات، وهي الجزيئات المشاركة في العمليات الكيميائية الحيوية في الجسم، بالإضافة إلى مخاطر القلب والأوعية الدموية، وقد شملت الدراسة تحليل مستويات 187 مركبًا من المستقلبات في عينات بلازما من 4974 مشاركًا ضمن مجموعة كاتالونيا GCAT، حيث تم دمج هذه البيانات مع قواعد بيانات جينية أخرى تشمل حوالي 40 ألف فرد أوروبي.
تفاصيل الدراسة
لتحديد تأثير المناطق الجينية المحددة على المستقلبات، دمج الباحثون النتائج مع بيانات التعبير الجيني من 58 نوعًا مختلفًا من الأنسجة والخلايا، من خلال تعديل تعبير هذه الجينات، استطاع العلماء تحديد الجينات المسؤولة عن مستويات المستقلبات في الجسم، وفقًا لما ذكره موقع ميديكال إكسبريس.
كما تم تطبيق نفس المنهجية على بيانات من ثلاث دراسات أوروبية أخرى شملت نحو 700 ألف مشارك، بهدف دراسة العلاقة بين التعبير الجيني والأحداث القلبية الوعائية، مثل النوبات القلبية، ومن خلال تحليل الوساطة الجينية، استكشف الباحثون العلاقة السببية بين التعبير الجيني ومستويات الأيض ومخاطر القلب والأوعية الدموية.
النتائج والتوجهات المستقبلية
بفضل هذه التحليلات، تمكن الباحثون من تحديد آلية جزيئية محتملة تربط بين ستة مناطق جينية ومخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية عبر المستقلبات المنظمة.
وقد نُشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة Genome Medicine، حيث أكدت على أهمية تحديد أهداف جينية جديدة ذات إمكانات علاجية.
وفي هذا السياق، أوضح رافائيل دي سيد، قائد المشروع الاستراتيجي لـ GCAT|Genomes for Life، أن النتائج تعمق فهمنا للآليات الأساسية لمخاطر القلب والأوعية الدموية وتفتح المجال لتطوير أدوية جديدة.
وأضاف أن "تنظيم مستويات نواتج التمثيل الغذائي في الدم عن طريق تعديل التعبير الجيني يمكن أن يوفر مسارًا جديدًا لتقليل الأحداث القلبية الوعائية في الفئات السكانية المعرضة للخطر".
كما أشار روبرت كاريراس توريس، الباحث في IDIBGI، إلى أن هذه الدراسة تمكنت من تحديد الدهون التي تعمل كوسيط بين التعبير الجيني ومخاطر القلب والأوعية الدموية، موضحًا كيف أن هذه النتائج تصف سلسلة من عوامل الخطر التي تمتد من الاستعداد الوراثي إلى مخاطر القلب والأوعية الدموية.
أهمية البحث الجيني
تؤكد هذه الدراسة على أهمية البحث الجيني الواسع النطاق لتحديد مؤشرات حيوية جديدة واستراتيجيات علاجية،وإن تحديد الجينات الرئيسية المرتبطة بالنواتج الأيضية ومخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية يوفر فرصة لتطوير علاجات شخصية وتعزيز جهود الوقاية والعلاج، لا سيما وأن أمراض القلب والأوعية الدموية تظل واحدة من الأسباب الرئيسية للوفاة على مستوى العالم.