تتجلى مظاهر الفرح والروحانية في وسط القاهرة مع اقتراب موعد الاحتفال بمولد الإمام الحسين، حيث يتوافد الآلاف من المصريين والمسلمين من مختلف أنحاء العالم إلى الجمالية لتشهد شوارعها امتلاءً بالزوار الذين يتجمعون حول مسجد الإمام الحسين.
هذه الاحتفالات، التي تعكس التراث الديني والثقافي للشعب المصري، تُعتبر من أبرز المناسبات السنوية التي تحمل طابعًا خاصًا في القلوب.
أجواء احتفالات مولد الحسين
مع الليلة الختامية للاحتفال، تتزين الأجواء بالمدائح النبوية والإنشاد الديني، حيث تُقام حلقات الذكر في ساحات المسجد.
وتقوم الطرق الصوفية بأداء طقوس احتفالية فريدة، يحمل فيها أتباعها الرايات الخاصة بهم أثناء الطواف حول المسجد.
وتُعدّ هذه الطقوس جزءًا لا يتجزأ من التراث الصوفي، الذي يعكس عمق الروحانية لدى المصريين.
ويُعتبر توزيع الطعام “لوجه الله” أحد أبرز مظاهر الاحتفال، حيث تُعدّ وجبات متنوعة ومشروبات تُوزع على الحاضرين، مما يعكس كرم الضيافة والترابط المجتمعي.
ومع ختام الاحتفالات، تُعقد حلقات للذكر والابتهالات، حيث يستمتع الحضور بأجواء روحانية مميزة.
مولد الحسين
نجوم المديح
من أبرز نجوم الاحتفالات الشيخ ياسين التهامي، الذي يُعتبر من أبرز المنشدين في مصر.
يتمتع بأسلوب فريد حول فيه كلمات المدح من الصياغات التقليدية إلى قصائد شعرية صوفية راقية.
يأتي الآلاف للاستماع إلى إنشاده، مما جعله يتربع على عرش نجوم المديح.
نشأ الشيخ ياسين التهامي في قرية الحواتكة بمحافظة أسيوط، حيث انغمس في طرق الإنشاد الصوفية منذ صغره. وقد سافر إلى دول أوروبية حيث تم تكريمه هناك بفضل أسلوبه الفريد. من أشهر أعماله “والله ما طلعت شمس ولا غربت إلا وحبك مقرون بأنفاسي” و”يا رفاق الصبر”.
الشيخ أمين الدشناوي
من بين الأصوات المميزة أيضًا الشيخ أمين الدشناوي، المعروف بلقب “ريحانة المادحين”.
بدأ رحلته في الإنشاد الديني منذ سن مبكرة، وتمكن من الاحتراف في هذا المجال. سافر إلى دول عدة وحظي بتكريمات منها من الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك.
الشيخ محمود التهامي
يبرز أيضًا الشيخ محمود التهامي، ابن ياسين التهامي، الذي تعلم فن الإنشاد من والده وأحكم مهاراته بالدراسة. يُعتبر من المنشدين المتميزين وقد حصل على جوائز عديدة، بما في ذلك لقب سفير الثقافة في الوطن العربي بفرنسا.
من أشهر أعماله “قاضي الغرام” و”طلع البدر علينا”.
لا تقتصر قائمة نجوم المديح على هؤلاء فحسب، بل تشمل أيضًا أسماء مثل الشيخ أحمد عكاشة والشيخ صبري سالم والشيخ العربي فرحان البلبيسي، الذين يساهمون في إحياء روح الاحتفال بمولد الحسين، مؤكدين على عمق العلاقة بين المصريين وتراثهم الديني.
تظل احتفالات مولد الحسين رمزًا للترابط الديني والروحاني، لتجمع بين الأجيال وتعيد إلى الأذهان قيمة المحبة والإيمان التي تسود في قلوب الناس.