في ظل الحياة العصرية، يعاني الكثيرون من الإجهاد المزمن الذي يؤثر سلباً على جودة حياتهم، تشير الأبحاث إلى أن هذا النوع من الإجهاد يمكن أن يكون نتيجة لأسباب متعددة، مما يتطلب تشخيصًا دقيقًا لعلاجه وتجنب تفاقمه، استعرض الدكتور حسام الديب، استشاري الروماتيزم، أبرز أسباب الإجهاد المزمن وكيفية التعامل معها.
أسباب الإجهاد المزمن
يعد التعرض للضغوط النفسية والعصبية من أبرز العوامل التي تؤدي إلى الإجهاد المزمن. وفقًا للدكتور الديب، فإن الشعور بالحزن والغضب يمكن أن يزيد من حالة الإرهاق، حيث يعاني الشخص من شعور بالخمول وعدم الرغبة في القيام بأي نشاط، خاصةً عند الاستيقاظ من النوم. هذه الأعراض تتضمن أيضًا صداعًا مستمرًا وفقدانًا للطاقة، مما يطلق عليه مصطلح "متلازمة الإجهاد المزمن".
وتشبه متلازمة الإجهاد المزمن أعراض مرض الفيبروميالجيا، لكن هناك اختلافات بين الحالتين. إذ إن الإجهاد المزمن يعد واحدًا من أعراض الفايبروميالجيا، حيث يشعر المريض بالتعب وعدم الراحة عند الاستيقاظ، مما يؤثر على جودة نومه.
العوامل الغذائية والصحية
تساهم العوامل الغذائية بشكل كبير في الشعور بالإجهاد. إذ أن تناول الأطعمة غير الصحية، مثل الوجبات السريعة الغنية بالدهون الضارة، يمكن أن يؤدي إلى الإرهاق. كما أن نقص بعض المعادن الأساسية، مثل المغنسيوم والزنك، وأيضًا نقص أوميغا 3 وفيتامين د، يضاعف من هذه المشكلة. يُنصح الأطباء بتبني نمط حياة صحي يشمل ممارسة التمارين الرياضية، حتى لو كان ذلك مجرد المشي.
اضطرابات النوم والأمراض المزمنة
يُعد اضطراب النوم من أكثر الأسباب شيوعًا للإجهاد المزمن، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض الفايبروميالجيا. الأمراض التي تسبب الخمول، مثل أمراض الغدة الدرقية والأنيميا والروماتويد والذئبة، يمكن أن تسهم أيضًا في تفاقم حالة الإجهاد. في حال استقرار هذه الأمراض وتلقي العلاج المناسب، عادةً ما يختفي الشعور بالإرهاق.
الآثار النفسية
تحذر الدراسات من تأثير الحالة النفسية على مستوى النشاط المناعي للجسم، حيث يمكن أن يؤدي الحزن إلى تقليل نشاط الجهاز المناعي، مما يضعف قدرة الجسم على مقاومة الأمراض. وهذا قد يجعل الأفراد أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المناعية.
في الختام، يجب على الأفراد الانتباه لمسببات الإجهاد المزمن، والعمل على تحسين نمط حياتهم من خلال التغذية السليمة، وممارسة النشاط البدني، وإدارة الضغوط النفسية. من المهم استشارة الأطباء المتخصصين عند الشعور بالإرهاق المستمر للحصول على التشخيص الدقيق والعلاج المناسب.