أطلق مركز الأزهر العالمي للفلك الشرعي وعلوم الفضاء بمجمع البحوث الإسلامية، اليوم في مركز الأزهر للمؤتمرات، مبادرة "بالإنسان نبدأ.. بناء الإنسان وصناعة الحضارة"، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبإشراف الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر ورئيس مركز الأزهر العالمي للفلك الشرعي وعلوم الفضاء، والأنبا إرميا، رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي.
في كلمته خلال الحفل، أوضح الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن بناء الأوطان لا يقتصر على التعمير والبناء المادي فحسب، بل يجب أن يبدأ ببناء الإنسان جسدًا وروحًا، فكرًا واعتقادًا، وثقافةً وسلوكًا.
وأضاف أن هذا المفهوم متأصل في منهج الإسلام، حيث أن الرسول ﷺ أسس جيلًا قادرًا على حمل مسؤولية بناء الدولة والحفاظ على الدين.
وأشار الجندي إلى أهمية القرآن المكي في بناء الإنسان عقديًا وسلوكيًا، مُبيّنًا أن القصص القرآنية، مثل قصة قوم لوط، تحمل دروسًا تحذيرية ضد أي محاولات لتشويه الفطرة الإنسانية.
كما استشهد الجندي بالحديث الشريف "إنَّ هذا الإنسان بنيانُ اللَّهِ فملعونٌ مَنْ هدم بنيانَه"، مُوضحًا أن الحفاظ على الإنسان هو رعاية لبنيان الله، وهو ما يتسق مع مفهوم إحياء النفس الذي يساوي إحياء البشرية جمعاء.
وأكد أن مجمع البحوث الإسلامية سيشارك في هذه المبادرة من خلال وعاظ الأزهر الشريف ولجان الفتوى، بالإضافة إلى الأنشطة الثقافية والتوعوية التي يقدمها المجمع.
وأكد الجندي أن بناء الإنسان يتطلب جهدًا ومكونات متعددة، وأبرز هذه المكونات هو الدين، محذرًا من التحديات المعاصرة مثل الإلحاد والتشكيك في العقيدة، التي تهدف إلى هدم الإنسان والقيم الإنسانية.
في ختام كلمته، شدد الدكتور الجندي على أهمية تعزيز منظومة القيم والأخلاق الإسلامية في التعامل مع المجتمع، مشيرًا إلى التحديات التي تواجه الأخلاق في العصر الحديث.
كما أكد على ضرورة التمسك بالهوية الوطنية والثقافية، مُشيرًا إلى أن نصر أكتوبر المجيد كان مثالًا واضحًا على أهمية الانتماء للوطن.
واختتم بالتأكيد على أهداف المبادرة، التي تهدف إلى خلق أجيال تتمتع بالقيم والأخلاق، والقادرة على الإبداع والابتكار، مشيرًا إلى حرص الأزهر الشريف، بقيادة الدكتور أحمد الطيب، على المساهمة في بناء الإنسان وتحقيق التعاون الإنساني والعيش المشترك في سلام.