يعمل فريق من الباحثين في كلية يونج لو لين للطب بجامعة سنغافورة الوطنية (NUS Medicine) على تطوير علاج يحمل آمالًا جديدة للمرضى المصابين باضطراب الصرع، الذي يتميز بنوبات متكررة ناتجة عن نشاط دماغي غير طبيعي.
العلاج الجيني الجديد
تحت قيادة الأستاذ المساعد في البحث هوانج هوا، من قسم علم وظائف الأعضاء وعلم وظائف الأعضاء الكهربية، قام الفريق بتجربة نهج مبتكر للعلاج الجيني يستهدف شكلًا وراثيًا نادرًا من الصرع المرتبط بطفرة في جين KCNA2، وهو جين مسؤول عن تنظيم نشاط الخلايا العصبية.
وقد تم تصميم علاج خاص يعرف باسم "أوليجونوكليوتيد جابمر المضاد للحس" (ASO) لاستهداف الأحماض النووية المعيبة، مما يسمح بالتفكيك الفعال لهذه الأحماض دون التأثير على وظيفة الجين الطبيعية.
النتائج الواعدة
أظهرت التجارب باستخدام هذا العلاج انخفاضًا ملحوظًا في بروتين قناة البوتاسيوم المرتبطة بجين KCNA2، مما ساعد في استعادة تدفق البوتاسيوم الطبيعي وتقليل نشاط الخلايا العصبية المفرط المرتبط بالنوبات. وأوضح الأستاذ هوانج أن "الصرع يرتبط بالخلايا العصبية شديدة الإثارة، ويعمل البوتاسيوم على تقليل هذا النشاط".
وأشار هوانج إلى أن قناة البوتاسيوم، المشفرة بواسطة الجين KCNA2، تعمل كـ "باب" يتحكم في تدفق أيونات البوتاسيوم على سطح الخلايا. وعندما يحدث تحور في الجين، يفشل هذا "الباب" في القيام بوظيفته، مما يؤدي إلى تفاقم حالات الصرع. ومع ذلك، فإن العلاج الجديد يستهدف الحمض النووي الريبي المعيب ويعيد "تصحيح الباب"، مما يتيح تدفق البوتاسيوم وتنظيم نشاط الخلايا العصبية.
مراحل البحث المقبلة
تم نشر الدراسة في مجلة Molecular Therapy—Nucleic Acids، وقد تم إجراؤها على عينات خلايا في المختبر. بدأ الفريق البحث في عام 2021، بعد أن تواصلت عائلة طفل رضيع يعاني من نوبات صرع مقاومة للعلاجات التقليدية.
بينما لا يزال هذا البحث في مراحله المبكرة ويحتاج إلى مزيد من التجارب، فإن النتائج الأولية تقدم بارقة أمل في إمكانية تقديم العلاج للمرضى الذين يعانون من الصرع الشديد الناتج عن اعتلالات القنوات، وهي اضطرابات وراثية ناجمة عن تشوهات في القنوات الأيونية.
يمكن أيضًا تطبيق تقنية Gapmer الجديدة لتستهدف طفرات أخرى في نفس الجين أو في جينات قنوات أيونية أخرى، مما يفتح آفاقًا جديدة لإنشاء علاجات مخصصة لمشاكل متنوعة مرتبطة بـ KCNA2.
أعرب الباحثون عن أملهم في أن تساهم هذه الابتكارات في تطوير خيارات علاجية جديدة للمرضى الذين يعانون من الصرع وأشكال أخرى من الطفرات الجينية المماثلة في المستقبل.