مع حلول فصل الخريف، تعود حياة الكثيرين إلى إيقاعها المعتاد بعد موسم الصيف الحافل، المدارس تفتح أبوابها، والأسر تعود إلى الروتين اليومي، في حين تنحسر السهرات والمناسبات الاجتماعية التي تميز أشهر الصيف، هذا التغير الموسمي لا يؤثر فقط على أنماط الحياة، بل يتعداه ليطال الصحة الجسدية والنفسية للكثيرين.
فوائد الخريف:
ـ فرصة لاستعادة النشاط
يمنح فصل الخريف فرصة للعديد من الأشخاص لاستعادة النشاط البدني، خصوصًا بعد الصيف الذي يحدّ من ممارسة الأنشطة بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
انخفاض درجات الحرارة في الخريف يدفع الكثيرين للمشي وممارسة الرياضة في الهواء الطلق. فالطقس المعتدل يُشجّع على ممارسة الأنشطة البدنية بحرية، ما يعزز من اللياقة البدنية والصحة العامة.
بالإضافة إلى ذلك، يقلّ استهلاك المشروبات الغازية والعصائر السكرية التي تكون رائجة في الصيف، ليحل محلها تناول المشروبات الساخنة المفيدة.
أما من ناحية النوم، فإن الخريف يُعد فرصة ذهبية لتحسين نوعية النوم، حيث تطول ساعات الليل، ما يتيح فرصة للنوم بشكل أفضل في بيئة معتدلة الحرارة.
تأثيرات الخريف النفسية
ـ تغيرات الساعة البيولوجية
مع انتهاء التوقيت الصيفي وعودة التوقيت الشتوي، تشهد ساعات النهار قصرًا وساعات الليل طولاً, هذا التغير يؤثر بشكل مباشر على الساعة البيولوجية للجسم، حيث يشعر الناس بالنعاس في وقت مبكر من المساء، بالنسبة للكثيرين، يترافق هذا التغير مع الشعور بالخمول، الكسل، وحتى الاكتئاب الموسمي المعروف باسم "اكتئاب الخريف".
الإنارة الاصطناعية في البيئات الحضرية قد تزيد من تعقيد هذه التأثيرات، حيث تتداخل مع الضوء الطبيعي للنهار، ما يؤثر على أنماط النوم ويزيد من اضطرابات المزاج.
النساء أكثر عرضة للاكتئاب الموسمي
تشير الأبحاث إلى أن النساء هن الأكثر عرضة للاكتئاب مع بداية فصل الخريف، بحسب الأخصائية النفسية ريان البدوي نجار، فإن النساء يتأثرن بالاضطرابات الهرمونية، ما يزيد من فرص تعرضهن للاكتئاب.
النساء اللواتي يعانين من اضطرابات نفسية مسبقة أو توتر وقلق مفرط قد يكنّ أكثر عرضة لهذا النوع من الاكتئاب الموسمي، بالإضافة إلى ذلك، يلعب العامل الوراثي والمنطقة الجغرافية دورًا كبيرًا في تفاقم الأعراض.
كيف نتجنب آثار الخريف السلبية؟
للتغلب على آثار الخريف السلبية، من الضروري اتباع بعض النصائح العملية، يُنصح بالخروج في الهواء الطلق يوميًا لاستنشاق الهواء النقي، حيث يساعد ذلك على تحسين الحالة النفسية، كما يُفضّل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتناول نظام غذائي صحي لتعزيز المناعة واللياقة البدنية.
وفي النهاية، رغم التحديات التي يجلبها الخريف من تغيرات صحية ونفسية، إلا أنه يحمل أيضًا العديد من الفوائد التي يمكن استثمارها، مثل تحسين النشاط البدني والنوم، المفتاح يكمن في الاستعداد لمواجهة تلك التغيرات والتكيف معها بطرق صحية وإيجابية.