وجه اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق رسالة هامة للعالم قائلا: حرَّم الإسلام نشر وبث الشائعات وترويجها ، وتوعَّد فاعل ذلك بالعقاب الأليم في الدنيا والآخرة؛ فقال تعالى: ﴿إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النور: 19]، وهذا الوعيد الشديد فيمن أَحَبَّ وأراد أن تشيع الفاحشة بين المسلمين، فكيف الحال بمن يعمل على نشر الشائعات بالفعل! كما أشارت النصوص الشرعية إلى أن نشر الشائعات من شأن المنافقين وضعاف النفوس، وداخلٌ في نطاق الكذب، وهو محرَّم شرعًا.
o دار الافتاء عرفت الشائعات بأنها تدويرٌ لخبرٍ مختَلَقٍ لا أساس له من الواقع ، يحتوي على معلومات مضلِّلة ، باعتماد المبالغة والتهويل في سرده ، وهذا الخبر في الغالب يكون ذا طابعٍ يُثير الفتنة ويُحْدِث البلبلة بين الناس ؛ وذلك بهدف التأثير النفسي في الرأي العامّ تحقيقًا لأهداف معينة، على نطاق دولةٍ واحدةٍ أو عدة دول، أو النطاق العالمي أجمعه.
o وللتصدي لنشر الشائعات جفَّف الإسلام منابعَها ؛ فألزم المسلمين بالتَّثَبُّت من الأخبار قبل بناء الأحكام عليها ، وأمرنا بِرَدِّ الأمور إلى أولي
الأمر والعِلم قبل إذاعتها والتكلم فيها ، كما نهى الشرع عن سماع الشائعة ونشرها ، وذمَّ سبحانه وتعالى الذين يسَّمَّعون للمرجفين والمروجين للشائعات والفتن ، وبيَّن الشرعُ الشريفُ سِمَات المعالجة الحكيمة عند وصول خبرٍ غير موثوقٍ منه ؛ فأمَرَنا بحسن الظن بالغير، والتحقق من الخبر، ومطالبة مروجي الشائعة بأدلتهم عليها والسؤال عمّن شهدها ، وعدم تلقي الشائعة بالألسن وتناقلها ، وعدم الخوض فيما لا عِلم للإنسان به ولم يقم عليه دليلٌ صحيح، وعدم التهاون والتساهل في أمر الشائعة،
بل اعتبارها أمرًا عظيمًا، وتنزيه السمع عن مجرد الاستماع إلى ما يسيء إلى الغير، واستنكار التلفظ به.
o تشكل الشائعات ظاهرة الظواهر الهدامة والتى ينبغي الالتفات إليها ودراستها لما لها من تأثير على المجتمعات سواء كان إيجابياً أو سلبياً واستخدام أطراف خارجية لهذه الظاهرة في بث العديد من الشائعات التي تؤدي إلى تهديد استقرارالدول ، وقد تزايدت أهمية دراسة الشائعات ، ووضع برامج وسياسات لمواجهتها في القرن الحادي والعشرين مع انتشاروسائل
الاتصال الحديثة، وعصر المعلومات حيث توجد العديد من مصادر المعلومات الصحيحة والمغلوطة ، وذلك لوضع سياسات لمواجهتها بالسبل التي تحقق الاستقرار ،
o فى إطار نهج الجماعة الإرهابية وما دأبت عليه من نشر الأكاذيب والإفتراءات والأخبار المختلقة فى محاولة يائسة لإثارة البلبلة بعد أن فقدت مصداقيتها فى أوساط الرأى العام وهو ما يؤكد على إفلاسها ، وافتقارها لأى إرضية أو شعبية فى البلاد ، بعدما رأى الشعب المصرى بأم عينه مهازل هذة الجماعة الضالة والمضلة آبان توليها الحكم فى
البلاد ، فلم تفلح فى شئ وفرقت نسيج الشعب المصرى بين ما هو أخوانى وأى فصيل آخر ، بل وزاد الدين بلة عندما اتخذوا شعارهم " الإسلام هو الحل " فى حين انهم بعدوا تماما عن تطبيق سماحة الدين الإسلامي وهمشوا دور الوطن ولم يعد لهم هدف الا الخلافة ، بالرغم من أنهم مشروع استعمارى نشأ بمعرفة الاحتلال البريطاني ، لضرب وحدة الدول العربية ، وما تلاها من المؤمرات المتتالية والمتعاقبة من مئات السنين لبث الفرقة والفتنة وشرذمة الدول وخلق مليشيات للقضاء التام على وحدة الدول
العربية وسلامة اراضيها ، واوهموا شعوبها بحلم الربيع العربى الذى سيفتح لهم جنان الله فى الأرض ، وبعدما خربوا بلادهم بأيدهم ، لم يجدوا جنان بل فتحت لهم أبواب جهنم ليدخلوا من أى باب ارادوا ، وقضوا على الأخضر واليابس ببلادهم وشردوا شعوبهم فى بقاع الأرض .
o شعب مصر العظيم ... احذروا ان تكونوا مصدر الشائعات وانطلاقها او مروجيها فاذا ما سمعتوا بخبر ما بمجلس عام او خاص أو فى مجله أو وسائل التواصل الاجتماعى أو قناة فضائية أو أذاعة ، وكان ما
سمعته يتعلق بالدولة أو المجتمع أو طائفة أو شخص فلا تستعجل فى تقبل الشائعة دون استفهام او اعتراض واحذر من ترديد الشائعة لان فى تردديها زيادة انتشار لها مع اضفاء بعض الكثير من الكذب عليها كما قيل فى المثل الروسى ( الكذبة كرة ثلجية تكبر كلما دحرجتها ) واحتفظ بالخبر لنفسك ولا تنقله لغيرك ، مع الذى يبقى فى نفسك هو عدم تصديق الخبر ، مع إحسان الظن بالدولة والناس حتى يثبت بالبرهان والدليل صدق هذة الشائعة ، وسيعلم الذين ظلموا اى منقلب ينقلبون .
o حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن وجنبها شر الفتن والاحقاد والشائعات والضغائن والحروب ، اللهم إنى استودعك مصر وأهلها أمنها وأمانها ، ليلها ونهارها ، أرضها وسمائها ، فاحفظها ربى يا من لا تضيع عنده الودائع .