قبل انطلاق ماراثون الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، ومع تصاعد حدة المنافسة بين الرئيس الحالي جو بايدن، ومرشح الحزب الجمهوري المرتقب دونالد ترامب خاصة بعد المناظرة الأخيرة التي أظهرت حالة الضعف التي يعاني منها بايدن ونظامه السياسي.
ويتساءل العديد عن مصير الحرب في غزة والصراع الروسي الأوكراني حال فوز ترامب بحكم أمريكا، ومؤشرات اندلاع حرب عالمية ثالثة وقتها خاصة بعد وصول اليمين المتطرف في فرنسا إلى السلطة.
وقال السفير الأوكراني بالقاهرة ميكولا ناهورني، إن المساعدات الأمريكية إلى أوكرانيا ستستمر حال فاز جو بايدن أو ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024، مرجعًا ذلك أن الإدارة الأمريكية تدرك خطر هزيمة كييف في هذا الصراع على الدول الأوروبية وعليها أيضًا.
وأضاف ناهورني في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أول من قدم الأسلحة الأمريكية المتطورة إلى أوكرانيا بما في ذلك صواريخ جي بي، مؤكدًا على مواصلة أمريكا دعمها لكييف في جميع الأحوال.
وحول خطط أوكرانيا المستقبلة، قال ميكولا ناهورني إن كييف لديها خطة واحدة وهى استمرار القتال والانتقال إلى العملية الدفاعية الاستراتيجية، لإعادة ترتيب صفوفنا وتهيئة الظروف المناسبة لاتخاذ الخطوات الرامية في النهاية إلى تحقيق كامل الأراضي الأوكرانية.
وأوضح السفير الأوكراني، أن تراجع المساعدات الأمريكية والغربية أثرت سلبيًا على القدرة القتالية للقوات الأوكرانية، مطالبًا بعودة الدعم بكامل حجمه في المستقبل القريب.
وأرجح ميكولا ناهورني انخفاض الدعم المقدم إلى أوكرانيا إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي اندلعت في 7 أكتوبر بجانب الأحداث الداخلية في أمريكا وأوروبا.
ومن جانبه، يرى إيفان يواس، مستشار السياسات الخارجية الأوكرانية، أن نهاية الحرب في قطاع غزة وأوكرانيا ستكون دعاية انتخابية جيدة للغاية للرئيس الأمريكي جو بايدن خلال ماراثون الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024.
ورجح يواس في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن يساهم وضع بايدن حدًا للصراع في غزة وكييف في تحسين صورته، ومنحة فرصة أخرى لكسب شعبية جديدة في الولايات المتحدة خاصة بعد فشله في المناظرة ضد مرشح الحزب الجمهوري المرتقب للرئاسة الأمريكية 2024.
وأشار مستشار السياسات الخارجية الأوكرانية، إلى أن مشكلة بايدن تمكن في قدرته المحدودة على إنهاء الحرب في غزة، مضيفًا أن إسرائيل ترغب باستبداله برئيس آخر لا يفرض شروطًا قاسية على تل أبيب ولا يؤخر توريد الأسلحة كما فعل بايدن.
وأوضح إيفان يواس، أن الأشخاص من نفس النمط النفسي لترامب لا يميلون إلى الوفاء بالوعود التي يقطعونها قبل الانتخابات، مشيرًا أنه في حال فوزه ستتلقى أوكرانيا مساعدات أقل من الولايات المتحدة والدول الأوروبية، في حين أن إسرائيل سوف تتلقى المزيد الأسلحة والمعدات العسكرية والدعم المالي.
ويرى مستشار السياسات الخارجية الأوكرانية، أن فرص فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية ضئيلة للغاية، مضيفًا أنه سيبلغ ممن العمر 86 عامًا في نهاية ولايته الرئاسية الثانية المحتملة،
لذا لا استبعد احتمالية ألا يكون بايدن هو من سيترشح للانتخابات عن الحزب الديمقراطي، بل ميشيل أوباما أو جافين كريستوفر نيوسوم حاكم ولاية كاليفورنيا.
وحول تزايد احتمالات اندلاع حرب عالمية ثالثة حال فوز ترامب وصعود اليمين المتطرف بفرنسا، قال يواس إنه على الرغم من وجود شعور في الأجواء بحرب عالمية ثالثة محتملة، إلا أنني لست مستعدًا للقول إن وصول اليمين المتطرف إلى السلطة في فرنسا وربما انتصار ترامب في الولايات المتحدة سيساهم في ذلك.
ورجح أن تتوصل الصين إلى اتفاق مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن بكين يمكن أن تضحي بموسكو مقابل شيء ذي طبيعة اقتصادية كتقليص الرسوم الجمركية على بضائعها في الأسواق الأمريكية.
وفي السياق ذاته، قال محمد ربيع الديهي الباحث في العلاقات الدولية، إن شعبية الرئيس الأمريكي جوبايدن تراجعت بشكل كبير بعد مناظرته مع دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري المرتقب للانتخابات الرئاسية الأمريكية وفق للعديد من استطلاعات الرأي الأمريكية.
وأضاف الديهي، خلال تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن الشعب الأمريكي أصبح قلق من القوى العقلية لجو بايدن بعد العديد من ذلات اللسان في المؤتمرات الصحفية واللقاءات الرئاسية التي تشير لعدم تركيزه بشكل كافي.
وأشار الباحث في العلاقات الدولية، إلى أن تعهدات ترامب بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية وزيادة الدعم الأمريكي المقدم لإسرائيل في حربها على غزة لقى قبولًا كبيرًا في الداخل الأمريكي وأدى إلى زيادة احتمالات وصوله إلى السلطة.
وقال جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية، والقيادي بحركة فتح، أن الإدارة الأمريكية لا تمتلك القدرة على التأثير الكامل على الأوضاع الفلسطينية الإسرائيلية خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية 2024، وانشغالها بالداخل الأمريكي.
وأضاف الحرازين في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» الحزب الجمهوري مؤيد لإسرائيل بشكل كامل، مشيرًا إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين يدرك ذلك ويحاول كسب الوقت لحين وصول ترامب إلى السلطة للحصول وقتها على دعم مطلق من واشنطن بالإضافة إلى منحه الضوء الأخضر لتوسيع نطاق الحرب مع حزب الله بجنوب لبنان.