في ليلة لا تُنسى من ليالي كرة القدم المصرية، وفي مساء يوم 2 يوليو 2007، التقى الأهلي والزمالك في نهائي كأس مصر, وتوج النادي الأهلي بالبطولة بعد فوز مثير في المباراة التي جرت على ملعب القاهرة الدولي، في مواجهة تقليدية جمعت الغريمين التقليديين في الكرة المصرية.
كانت المباراة تجمع بين عملاقين، تعودت جماهيرهما على أن تكون المواجهات بينهما مليئة بالإثارة والتشويق، دون أن تخضع لأي منطق أو توقعات.
وكان الأهلي يتمتع بجيله الذهبي بقيادة الساحر البرتغالي مانويل جوزيه، بينما كان الزمالك في أوج تألقه تحت قيادة المدرب الفرنسي هنري ميشيل. وكانت الجماهير على موعد مع ملحمة كروية بين أفضل ما أنجبت الملاعب المصرية، ليشهدوا مباراة ستبقى في الأذهان طويلاً.
الجمهور قبل المباراة:
انتظر عشاق الفريقين المباراة بفارغ الصبر، ينتظر جمهور الأهلي تحقيق فوز جديد على خصمه التقليدي، خاصة مع جيل ذهبي يضم أبو تريكة ومتعب وبركات وفلافيو، يقودهم مانويل جوزيه صاحب الخبرة، في المقابل جمهور الزمالك يثق في فوز فريقه، ولما لا وهو يتمتع بمستوى رائع مع مدربه الجديد هنري ميشيل.
تشكيل الفريقين:
اختار البرتغالي مانويل جوزيه خوض المباراة بنفس تشكيل مباراته السابقة أن ذاك، أمام الإسماعيلي على طريقة 3-4-1-2، بينما فضل هنري ميشيل اللعب على طريقة 3-4-2-1، محتفظًا بالغزال الأسمر شيكابالا كما كان يلقب على مقاعد البدلاء كورقة رابحة أخرى.
الأهلي:
حراسة المرمى: أمير عبد الحميد
الدفاع: عماد النحاس، شادي محمد، أحمد السيد
الوسط: إسلام الشاطر، محمد شوقي، حسام عاشور، محمد بركات
وسط هجوم: محمد أبو تريكة
الهجوم: عماد متعب، فلافيو
الزمالك:
حراسة المرمى: محمد عبدالمنصف
الدفاع: وائل القباني، عمرو الصفتي، وسام العابدي
الوسط: طارق السيد، علاء عبدالغني، تامر عبد الحميد، أحمد غانم سلطان
وسط هجوم: حازم إمام، جمال حمزة
الهجوم: عمرو زكي
احداث المباراة:
الشوط الأول:
الأهلي ضغط في الدقائق الأولى من المباراة، وشن هجمات خطيرة على مرمى الزمالك، لكن دون فرص كاملة تحقق هدفا. الزمالك حاول ولكن على استحياء، الاستحواذ كان من نصيب الشياطين الحمر، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي بين الفريقين.
الشوط الثاني:
مع انطلاق صافرة الشوط الثاني، انتظرت جماهير الأهلي أن يستمر الاستحواذ ويترجم لهدف في شباك الزمالك، ولكن بعد مرور خمس دقائق فقط، سدد عبدالمنصف حارس الزمالك كرة وصلت إلى مدافعي الأهلي شادي محمد وعماد النحاس، اللذين لم يجيدا التعامل معها، فاندفع أمير عبد الحميد في محاولة فاشلة لإنقاذها، في الوقت الذي انطلق فيه عمرو زكي ليرتقي للكرة ويسددها برأسة، مهتزًا الشباك في الدقيقة 50، وتعالت صيحات جماهير الزمالك، إنه الهدف الأول في شباك الأهلي.
الندية كانت عنوان المباراة، بعد خمس دقائق، هيأ أمادو فلافيو الكرة برأسه للقناص عماد متعب، الذي انطلق بالكرة في سباق مع الصفتي مدافع الزمالك، وسدد كرة صاروخية في مرمى عبدالمنصف، وصفها معلق المباراة مدحت شلبي: "كرة لا تصد ولا ترد، طلقة رصاص وفي حراسة الصفتي".
عند نزول شيكابالا، تعالت صيحات جماهير الزمالك، شيكابالا الممتع في أرض الملعب، يراوغ، يصنع، ويسجل بيساره في الدقيقة 64 من تصويبة رائعة، معلنًا تقدم الزمالك مرة أخرى.
وفي الدقيقة 87، جاء موعد الماجيكو محمد أبو تريكة. معشوق الأهلي رد على موهبة الزمالك، متعب راوغ وشوقي مرر، والساحر صوب وهز الشباك.
الأهلي يتعادل مرة أخرى، المباراة انتهت واللقاء لم ينتهِ، الاحتكام إلى الوقت الإضافي.
الشوط الثالث:
بعد مرور 9 دقائق من الوقت الإضافي، ظهر شيكابالا مرة أخرى، مرر الكرة من ناحية اليمين لجمال حمزة، الذي سددها ببراعة على يسار أمير عبد الحميد حارس الأهلي، الزمالك يتقدم ويثبت تفوقه للمرة الثالثة خلال اللقاء.
الإرهاق البدني بدا على لاعبي الفريقين، لكن الأهلي رفض الاستسلام، والزمالك أصر على الحفاظ على انتصاره وتفوقه، حتى جاء دور البديل الأهلاوي أسامة حسني مع انطلاق
الشوط الرابع:
أضاع أسامة حسني البديل فرصة هدف مؤكدة من تمريرة لأبو تريكة في الشوط الثالث، وفي الدقيقة الأولى من الشوط الرابع، سجل أسامة حسني هدف التعادل برأسية رائعة من تمريرة محمد بركات.
المباراة تعود مرة أخرى للملعب، لقاء تاريخي، شاشة استاد القاهرة تضيء بنتيجة اللقاء حتى الآن 3-3، الجماهير تتساءل، بعد مرور دقيقة واحدة من الهدف الثالث للأهلي، تلقى أحمد صديق "البديل" الكرة من تمريرة أبو تريكة، مررها صديق إلى أسامة حسني، وسجل مرة أخرى برأسه، وجماهير الزمالك ألقت باللوم على أحمد حسام مدافع الفريق.
التغييرات
في الزمالك، لعب أحمد عبدالرؤوف بديلاً لوسام العابدي "المصاب" في بداية الشوط الثاني.
خلال المباراة، نزل شيكابالا إلى الملعب بدلاً من حازم إمام، وأحمد حسام بدلاً من تامر عبد الحميد.
وفي الأهلي، حل أسامة حسني بديلاً لفلافيو، وأحمد شديد قناوي بدلاً من إسلام الشاطر، وأحمد صديق بديلاً لحسام عاشور.
تاريخ بطولات الأهلي: مسيرة حافلة بالإنجازات:
لم تكن هذه المرة الأولى التي يتوج فيها الأهلي بلقب كأس مصر، ولم تتوقف بطولاته عندها، حيث تُوج المارد الأحمر بـ39 لقبًا في بطولة كأس مصر حتى الآن.