وجه اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق رسالة هامة للعالم قائلا: إسلام والسلام، الكلمة الأولى هى أسم إسلام الفتى الروسى المسلم الذى يدعى إسلام والذى قام بعمل بطولى لأنقاذه مائة شخص فى الهجوم الدموى الذى وقع فى عملية إرهابية من أسوأ الهجمات التى تشهدها روسيا منذ سنوات لقى ما لا يقل عن " ١٥٢ " شخص حتفهم وأصيب عشرات آخرين عندما فتح مسلحون يتحصنون داخل قاعة كروكس سيتى - موسكو ويرتدون الملابس المموهة النار من أسلحة آلية على أشخاص خلال حفل موسيقى بالقرب من العاصمة موسكو يوم الجمعة، كما وقع إنفجار ثانيا داخل المبنى، اما الكلمة الثانية السلام فهى أسم من اسماء الله الحسنى وعددها تسعة وتسعون أسم وتعنى السالم من كل نقص وآفة وعيب .
قام الفتى إسلام بفتح ممر الطوارئ إلى الشارع فى قاعة كروكس سيتى - موسكو والتى تعرضت للهجوم وتسبب فى أنقاذ مائة شخص من الموت المحقق كانوا فى طريقهم الى المرحاض خشية الموت الذين كانوا سيذهبوا اليه بأنفسهم نتيجة التدافع وسقوط الكثير بين قتيل أو مدهوس أو مخنوق أو مصاب أو صريع الطلقات النارية أو العبوات الناسفة أو المتفجرة .
واضاف الشرقاوي وسائل الإعلام الروسية والصحف والمجلات ومواقع التواصل الاجتماعى أشادت بهذا الفتى الذى وصفوه بالبطل الحقيقى أو الفتى الذهبى عندما قال كلمة منذ ذهب وتساوى ثقله ذهب " أن تموت فى المعركة خير من أن تترك الآخرين يموتون " .
وتابع ان والد إسلام أشاد بموقف نجله واضاف أنه كان يعمل فى فترة دوام بقاعة كروكس سيتى - موسكو قسم تسليم المعاطف وان مكان عمله فى الطابق الارضى مكنه من هذا العمل البطولى .
وأوضح ان تنظيم داعش الإرهابى أعلن مسؤوليته عن الهجوم على قاعة حفلات موسيقية قرب موسكو، حيث قامت مقاتليه بالهجوم على تجمع كبير فى ضواحى العاصمة الروسية موسكو، وقد تمكنت السلطات الروسية من تعقب وضبط اربعة أشخاص نفذوا هذا العمل الإرهابى .
واكمل ان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فى احتفالية مكافحة الإسلاموفوبيا يؤكد ان الإسلام دين الرحمة ويستشهد بأية فى سورة التوبة بالقرآن الكريم " وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله، ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون " وأشار بأنه أكثر من مليارى مسلم على مستوى العالم هم تجسيد للإنسانية فى تنوعها لافتا إلى أنهم ينحدرون من جميع أنحاء العالم، لكنهم فى بعض الأحيان يواجهون عدم التسامح والتحيز لأى سبب آخر باستثناء عقيدتهم، فكلمة الإسلام مشتقة من الجذر نفسه بكلمة سلام، وقد رأى بنفسه آبان توليه مفوض الأمم المتحدة للشؤون اللاجئين مدى سخاء الدول الإسلامية التى فتحت ابوابها للأشخاص الذين أجبروا على الفرار من ديارهم، فى وقت أغلقت فيه دول أخرى حدودها .
واستطرد ان الإسلاموفوبيا هو الخوف من المسلمين والتحيز ضدهم والتحامل عليهم بما يؤدى إلى الاستفزار والعداء والتعصب بالتهديد وبالمضايقة وبالإساءة وبالتحريض وبالترهيب للمسلمين ولغير المسلمين سواء على ارض الواقع أو عبر مواقع التواصل الاجتماعى، ومعنى آخر نظرة العالم تنطوى على كراهية ومخاوف لا أساس لها ضد المسلمين، تؤدى الى ممارسات تمييزية وإقصائية، وهو مصطلح دخيل وليس عربيآ، وعلى الرغم من هذا المصطلح غربى إلا ان هذا لا يعنى أنه لم يكن هناك وجود داخل البلدان الإسلامية، واصبح هناك فريقين الغربى الذى يحط من الإسلام والمسلمين وفريق إسلامى ساهمت ممارسته تأجيج الظاهرة وإكسابها نوع من الشريعة والتى عادة ما تستغل إعلاميآ بشكل سلبى للهجوم على الإسلام .
واردف ان الاستنكار والتنديد لا يكفى وحده لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا بل نحتاج إلى عمل سياسى وإعلامى على أسس سليمة ومستمرة ونحتاج الى تواصل مع المجتمعات الأوربية ، ونحن بحاجة إلى اهتمام خاص بالأجيال الجديدة للمسلمين ومؤسسات إسلامية قوية وحاضرة فى محيطها مع ضرورة إصلاح وتطوير وترسيخ منظومة العمل المؤسسى للوجود الإسلامى قبل الأنشغال بالرد على الاتهامات الباطلة التى يلحقها المتطرفين بالإسلام والمسلمين بشكل دائم ومستمر ، مع العمل المتواصل الذى يهدف الى ترسيخ صور الاعتدال والمشاركة المجتمعية على مختلف المستويات ليضمن مكانته ودوره الأصيل ويبتعد عن الأدوار الهامشية.
واستطرد ان معركة الإسلاموفوبيا هى معركة ليست قاصرة على المسلمين فقط وإنما هى معركة المجتمعات الغربية ككل للخروج من أى شئ يعرقل التعايش السلمى بين الشعوب ويبنى على المحبة والاحترام المتبادل بدلآ من البغضاء والكراهية والحقد والضغينة .
خصصت الأمم المتحدة يوم ١٥ مارس سنويآ " اليوم العالمى لمكافحة رهاب الإسلام او الإسلاموفوبيا بناء على طلب دولة باكستان ووافقت عدد ١٩٣ دولة بالأمم المتحدة وهم كل الاعضاء على هذا الطلب الذى يتزامن مع ذكرى الجريمة الإرهابية فى نيوزيلندا عندما اقتحم يمينى متطرف مسجدين وقتل عدد ٥١ مسلم من المصليين وجرح آخرين .
وظاهرة الإسلاموفوبيا ترجع الى عدة أسباب:- " الجهل بالإسلام - تبنى صورة نمطية سلبية للمسلمين الخوف من تزايد إعداد المسلمين - اللوبى الصهيونى - الإعلام وتقديم صورة سيئة عن المسلمين - الإعلام الغربى الذى عمل على ترسيخ صورة مغلوطة عن الإسلام وأنه دين يقوم على القهر والغلبة ويفرض نفسه غصبآ على جميع الأجناس والأديان، وأنه دين توسع بحد السيف ويحرم حرية الاراء والعقيدة ويحجر على بناء الديانات الأخرى .
ولمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا فلأبد من خلق مجتمع عادل ومنصف للجميع ومجتمع عالمى يقوم على التعايش والحوار البناء من خلال تجديد الخطاب الدينى - وتنويع النشاط الدينى ، ونبذ العنف والكراهية والحقد والضغينة والفتن واستبدالها بالحوار والمحبة والتسامح وحب الآخرين، وليكن المبدأ فى الحياة الدين لله والوطن للجميع .
قبل هذا وذاك فتش عن بنى صهيون فى أسباب هذة الظاهرة، فلا شر يدبر ولا مكيدة تدار ولافتنة تحدث الا وكانوا المخطط والمدبر والمنفذ مع إطلاق التهم على الإسلاموفوبيا وكأنهم حملآ وديع، لعنة الله عليهم فى كل وقت وحين، فهم قتلة الأنبياء والمرسلين، بسم الله الرحمن الرحيم " وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيرآ منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرآ وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نار للحرب أطفاها الله ويسعون فى الأرض فسادآ والله لا يحب المفسدين " صدق الله العظيم . سورة المائدة.
وأختتم ان مصر من أول دول العالم التى أودت ظاهرة الإسلاموفوبيا وحذرت منها المجتمعات الإنسانية والعالمية، بل وتصدت لها نيابة عن العالم منذ بداية الثمانينات وكلفتها الكثير والكثير، ولكن بحكمة ومحبة شعبها الاقباط والمسلمين تجاوزت كل هذة الموجات المضللة عن الإسلام والمسلمين ونشرت الدين السمح الحنيف الذى يقبل ويتعايش منذ الاف السنين فى نسيج واحد لم يفرقه شئ، حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن وجنبها شر الفتن والاحقاد والشائعات والضغائن والحروب، اللهم إنى استودعك مصر وأهلها أمنها وأمانها، ليلها ونهارها، أرضها وسمائها، فاحفظها ربى يا من لا تضيع عنده الودائع.