حذرت الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية (امفنت) من مخاطر السمنة على صحة الإنسان، مؤكدة أن السمنة تشكل تحديا صحيا عاما ومعقدا يؤثر على واحد من كل ثمانية أفراد حول العالم.
جاء ذلك في بيان للشبكة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السمنة، فيما أكدت (امفنت) أنها تنادي بأهمية التآزر من أجل مواجهة خطر السمنة في العالم والأسباب المؤدية لها في منطقة شرق المتوسطفي اليوم العالمي لمكافحة السمنة.
ودعت الشبكة إلى العمل المشترك في اليوم العالمي لمكافحة السمنة، مشيرا إلى أنها تعاود التأكيد على التزامها وتفانيها في مكافحة السمنة، باعتبارها مشكلة ملحة، خاصة في منطقة شرق المتوسط.
وتدرك الشبكة أن السمنة تشكل تحديا صحيا عاما ومعقدا يؤثر على واحد من كل ثمانية أفراد حول العالم، مطالبة بأن يكون هناك اهتماما فوريا وجهودا تعاونية وتدخلات مدروسة ومبنية على الأدلة.
وشهدت السمنة تصاعدا إلى مستويات وبائية عالية عالميا، مؤثرة على ملايين الأشخاص حول العالم، وباتت تشكل تهديدا كبيرا على الصحة العامة، ومنذ عام 1990 وحتى عام 2022، تضاعف انتشار السمنة بين الأطفال والمراهقين في سن 5-19 سنة أربع مرات (من 2% إلى 8%) بينما بلغت أكثر من الضعف بين البالغين (من 7% إلى 16%).
وتعد الأنماط الحياتية غير الصحية، واتباع العادات الغذائية السيئة، وبعض العوامل البيئية الأخرى من أسباب هذا الارتفاع في نسب السمنة، وبالتالي الإلقاء بأعباء كبيرة على الأفراد والمجتمعات وأنظمة الرعاية الصحية. وفي عام 2019 وحده، تم ربط وفاة خمسة ملايين شخص بأمراض غير معدية بسبب زيادة مؤشر كتلة الجسم عن المعدل الطبيعي.
وقالت الشبكة في بيانها إن السمنة تعد مصدر قلق صحي واسع الانتشار في بلدان منطة شرق المتوسط، حيث أثرت على نسبة تتراوح بين 5.5% و 37.9% من السكان في عام 2016. ومما يثير القلق بشكل زائد أن حوالي 7% من الأطفال دون سن الخمس سنوات في المنطقة يعانون من الوزن الزائد.
وأشارت إلى أن الجهود لمكافحة السمنة في المنطقة تواجه تحديات كبيرة، حيث تتأثر هذه الجهود بالعديد من العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والجيوسياسية، منوها إلى أن المنطقة تواجه تحديا متمثلا بالعبء المزدوج للتغذية، حيث يترافق سوء التغذية أيضا مع الوزن الزائد والسمنة، وتتسبب الفوارق في الوصول إلى الطعام الغني بالعناصر الغذائية وفرص النشاط البدني والموارد الصحية في تفاقم أعباء السمنة على بعض السكان.
تسلط (امفنت) الضوء على أهمية النهج الشامل والمتعدد القطاعات على المستوى العالمي لمواجهة مشكلة السمنة، فيما يعتبر التعاون بين الحكومات والمنظمات الصحية العامة ومقدمي الرعاية الصحية والقطاع الخاص أمرا جوهريا لتطوير وتنفيذ استراتيجيات فعالة لتعزيز أساليب الحياة الصحية ومنع السمنة ومعالجة الأسباب المؤدية لها.
ولفتت الشبكة إلى أنها تدرك أهمية رسم تدخلات متوافقة مع احتياجات المنطقة والسياقات الثقافية الخاصة بها، إذ تعتبر الجهود التعاونية على المستوى الإقليمي والوطني أمرا أساسيا لتنفيذ سياسات تعزز العيش الصحي وتضمن الأمن الغذائي وتوفر خدمات رعاية صحية متاحة للجميع.
وشددت على أنها ملتزمة بتعزيز البحث المبني على الأدلة، وتعزيز التعاون بين أصحاب المصلحة، والدعوة إلى سن سياسات من شأنها حل أزمة السمنة. ومن خلال مبادرات بناء القدرات وحملات التوعية العامة، وتعزيز البحث والابتكار.
وتهدف (امفنت) إلى المساهمة في تطوير حلول مستدامة لمواجهة السمنة في منطقة شرق المتوسط وخارجها، مؤكدة أنه في اليوم العالمي لمكافحة السمنة، دعونا نتحد في التزامنا بمكافحة هذه المشكلة، ونتشارك في بناء مجتمعات أكثر صحة، ومستقبل يتمتع الجميع فيه بالصحة التامة والرفاهية المثلى.