أصبح للمرأة المصرية باع كبير في العمل السياسي لأول مرة، بعد عقود من التهميش ، إذ أصبح لها وجود قوى ومؤثر في البرلمان بغرفتيه من مجلس النواب ومجلس الشيوخ، فضلا عن دورها القوى والمؤثر في الأحزاب السياسية والعمل السياسي والذي ظهر جليا الفترة الماضية ، مع الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030 والتي أطلقتها الدولة بتوجيهات الرئيس السيسي في كافة المجالات، فأصبحت المرأة تتقلد أعلى المناصب بكافة الوزارات، ولكن ما التحديات التي تواجه المرأة في العمل السياسي وكيف تتغلب عليها؟.
ومع إشراك المرأة وتمكينها في كافة المجالات وأبرزها المجال السياسي، نجحت في الظهور بقوة وتركت بصمة قوية ، لتبدأ عصرها الذهبي.
التغيير الاجتماعي والسياسي:
تغيير نظرة وتوجهات المجتمع تجاه الأدوار التي يؤديها الشباب والمرأة و الاعتراف بدور النساء والشباب، كمبدعين وقادرين على المشاركة في التغيير الاجتماعي والسياسي في مجتمعهم.
ويرصد "بلدنا اليوم" دور المرأة في العمل السياسي والتحديات التي تواجهها في هذا المجال من خلال تجارب سيدات تعملن في هذا المجال:
المرأة في عصرها الذهبي:
في البداية، قالت "غادة عفت"، عضو تنسيقية شباب الأحزاب السياسيين، في تصريحات خاصة لـ "بلدنا اليوم" إن هناك تحديات قليلة بالنسبة للمرأة، ولاشك أ لها دور قوي وفعال في الشارع حاليا، حيث تتولي العديد من المناصب من ضمنها في الوزارة وفي الجهاز الإداري ومنهن أعضاء بمجلسي النواب والشيوخ.
وأوضحت عضو تنسيقية شباب الأحزاب أن دور المرأة في العمل السياسي، تحول من دور الدعم إلي التمكين في عدة مناصب بالدولة، مشيره إلى أن صياغة الدستور أضاف الكثير للمرآة ومكنها من بدء عصرها الذهبي منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي بدأ من الاهتمام بالتعليم وكان لها دورا مؤثرا في التوعية، علاوة على خوضها انتخابات مجلس النواب ودورها البارز في الإعلام والمؤتمرات في التوعية الوطنية، كذلك مشاركتها في المجال العام والعمل السياسي.
واستطردت: "لا يوجد مشاكل ولعبت التنسيقية دورا هاما من خلال مشاركة المرأة والشباب وهو ما شاهدناه في الانتخابات الرئاسية الماضية ليؤكد أن المرأة في عصرها الذهبي".
كما بينت دورها في العمل الخدمي ومشاركتها السياسية، موضحة أن الدستور ينص على تخصيص نسبة مقاعد لها بمجلسي النواب والشيوخ بجانب شؤونها الأسرية وشؤون الوطن الآخرى، مؤكدة أن المرأة طموحة وطموحها لا حدود له.
أقرا أيضا:خاص| تمهيدًا للإنتهاء منه.. «قوى النواب»: قانون العمل به خلافات في المواد.. واستمارة 6 أبرز مشكلاته.
التهميش والإقصاء:
أما النائبة "رشا إسحق" أمين سر لجنة حقوق الإنسان والتضامن الاجتماعي، فأكدت أن المرأة حققت انتصارات عدة خلال العشر سنوات الماضية، أي منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم البلاد، وذلك بعد ما عانت لعقود طويلة من التهميش والإقصاء عن المشاركة فى الحياة العامة.
وقالت "إسحق" فى تصريحات خالصة لـ«بلدنا اليوم » ، :"المرأة الآن أصبحت وزيرة وقاضية ومحافظ ونائب محافظ ومستشارة لرئيس الجمهورية، كما أصبحت تعيش عصرا ذهبيا حقيقيا وليس شعارات، منوهة إلى أن نسبة مشاركة المرأة فى المجالس النيابية لم تكن موجودة من قبل".
الحياة السياسية:
وأوضحت أن الزخم الذي شهدته الحياة السياسية المصرية بعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ المجيدة، دفع بالمرأة للمشاركة فى العمل السياسي والعمل العام والقيام بدورها نحو وطنها كما يجب أن يكون، فضلا عن مشاركتها فى الانتخابات الرئاسية ٢٠٢٤، ليس ذلك بحسب بل تصدرت المشهد كعادتها وضربت بحب الوطن أروح الأمثلة.
وشددت إسحق، على ضرورة توعية السيدات والفتيات فى القرى والنجوع بحقوقهن المشروعة فى التعليم والعمل والمشاركة البناءة من أجل رسم مستقبل أفضل لأولادنا، بالإضافة إلى دحر بعض العادات والتقاليد التي مازالت موجودة فى الريف، فالمرأة كرمتها الأديان السماوية جميعها ولابد من احترامها واحترام أرائها.
التحديات والقيود :
في سياق متصل، قالت مني شماخ أمين الإعلام بحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي إنه بعد أكثر من قرن على دخول المرأة المصرية مجال العمل السياسي ومشاركتها فيه، تبقى كثير من التحديات والمعوقات التي تقف حائلًا دون مشاركتها بالشكل اللائق.
وأشارت إلى أن التحديات والقيود المفروضة على العمل السياسي بصفة عامة تؤدي إلى ضعف المشاركة السياسية سواء بالنسبة للرجال أو النساء إلا أن المرأة أكثر تأثرًا بهذه القيود.
وتابعت شماخ خلال تصريحات خاصة لـ بلدنا اليوم قائلة : "بالإضافة لضعف الوعي السياسي وعدم وضوح مفهوم ومجالات العمل السياسي بصفة عامة والخلط بينه وبين العمل الخدمي، تعاني نظرة المجتمع للمرأة المشتغلة بالسياسة والصورة النمطية التي تروج لها وسائل الإعلام والدراما، وتناول قضايا المرأة العاملة في المجال السياسي بطريقة ساخرة وتعرض المرأة لعنف وضغوط نفسية وجسدية واقتصادية.
نماذج رائدة:
وأضافت "أمين الإعلام بحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي"، أن هذه التحديات تشمل صورة المرأة عن نفسها فترى كثير من النساء أنفسهن أقل قدرة على المنافسة في البيئة السياسية من الرجال وربما استطاعت "الكوتة" التغلب على هذا الأمر فيما يتعلق بتمثيل المرأة في المجالس المنتخبة، لكن المشاركة في العمل السياسي بصفة عامة لايمكن إخضاعها لـ"كوتة" محددة.
واستطردت:" لاشك أن هذه المعوقات يمكن التغلب عليها بفتح المجال العام والاهتمام بالتنشئة والتوعية السياسية والتعريف بالنماذج النسائية الرائدة في التاريخ والسياسة وإقرار تشريعات لحماية المرأة من جرائم العنف المختلفة".
المساواة والتمكين:
وقالت الدكتورة "نيفين جورج الأنطونى"، عضو مجلس الشيوخ، في تصريحات خاصة "لبلدنا اليوم" ، إن مشاركة المرأة فى العمل السياسى فى الأونة الأخيرة أصبح أمرا ذات أهمية بالغة خاصة أنه منذ أواخر القرن الماضي، تنامى الوعي العالمي والوعى العربى خاصة بقضايا المساواة والتمكين والديمقراطية، حيث صدّقت معظم الدول العربية على صكوك دولية تُعنى بضمان حقوق الإنسان، لا سيما المرأة، وأدرجتها في دساتيرها، كما أنشأت آليات وطنية لدعم مشاركة المرأة في شتّى المجالات.
نهضة المجتمع:
وتابعت "الأنطونى" :" إذا نظرنا إلى المرأة المصرية فنجدها نالت مكانة عالية فى الجمهورية الجديدة وأصبحت لها دورا بارزا بين مصاف الدول المتقدمة؛ بفضل توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي أصبح للمرأة دور فعالا فى الحياة السياسية وذلك لقناعته التامة بأن المرأة هى من تشكل نهضة المجتمع وتقوده نحو المستقبل، لتأثيرها العام في صناعة القرار وتشكيل فهم ووعي الأجيال القادمة والتي ستتحمل مسؤولية ضخمة في الجمهورية الجديدة.
وأضافت "عضو الشيوخ": "منذ تولى الرئيس السيسى لمقاليد الحكم استبدلت المفاهيم السلبية عن المشاركة السياسية للمرأة وصارت إيجابية، وتعاظمت المشاركة السياسية للمرأة، إذ شملت تمثيلها البرلماني بصورة أكثر عددا عما سبق، كذلك مشاركتها فى النقابات المهنية، ولا نسطتيع أن ننكر أن المرأة المصرية وصلت إلى مراكز صنع القرار، ورسم السياسات العامة، والتمثيل الخارجي للدولة أيضا، وما عزز ذلك هو اتخاذ القيادة السياسية للكثير من الإجراءات التى تتسم بالعدالة وتحقق المساواة، وترتبط بتشريعات دستورية تضمن القضاء على ممارسات التمييز، والتهميش، والإقصاء للمرأة المصرية ذات التاريخ النضالى الكبير على مدى العصور".
الفرصة الذهبية للمرأة:
وتحدثت النائبة غادة عجمي بمجلس النواب "لبلدنا اليوم" قائلة إن المرأة لديها دور قوي وبشكل كبير وقد أبرزت مهام دور المرأة في الأونة الأخيرة على أعلى مستوي مرة به مصر بأحداث مختلفةً.
وأوضحت عجمي أن المرأة قبل أن تواجه التحديات، لا بد أن تقوم بتحليل للمواقف التي تريد بأن تخوضها، مشيره إلي أن التحديات بالنسبة للمرأة غير المتعلمة والدارسة للموقف والتي ليس لديها وعي للمواقف ستكون صعبةـ، كما أن الرئيس السيسي أعطي للمرأة الفرصة الذهبية ولقبها بعظيمة مصر ، واستطاعت أن تكون داخل جميع المجالات بموقف إيجابي ناجح، أما بالنسبة العمل السياسي فلابد أن يكون لديها الوعي السياسي والاجتماعي والاقتصادي وبكافة الجوانب السياسية حتي تستطيع مواكبة هذه التحديات التي تمر بها.
المرأة في العمل السياسي:
وأشارت "النائبة غادة" إلي أنه من أصعب التحديات التي تواجه المرأة في العمل السياسي ، هو الوصول إلى المعلومات الكافية لدراسة أي مشكلة، ويجب على الرجل أن يعي تماما أن دور المرأة أصبح قويا، وله وجود ومكانه لابد أن تخوض هذه التجربة بقوة، نرظا لأن المرأة المصرية مصابرة و وجادة في العمل، مشيرة إلى إنها يجب أن تكون أكثر صلابة وجديه ووعي سياسي حتي تواكب كافة المشاكل بأسلوب علمي ومتطور .
واستطردت: المرأة تعي جيدا الفارق بين مفهوم العمل السياسي، والعمل الاجتماعي ، والثقافي، فالعمل السياسي يتطلب حرفة، ووعي معلوماتي سياسي قوي.
أهمية حماية المرأة:
وقالت الدكتور "نسرين البغدادي" عضوة المجلس القومي للمرأة إن المرأة المصرية تعيش عصرها الذهبي من حيث الحصول على العديد من المكتسبات سواء أكان على مستوي التشريعات المنصفة .
وأشارت البغدادي في تصريحات خاصة " لبلدنا اليوم" إلي أن التعيين في مجلس الدولة والقيادة العامة ،وزيادة أعضاء الغرف النيابية،وزيادة الكوتة المخصصة لها موضحة : أن المرأة كانت الرقم الرابح في كل الاستحقاقات الدستورية ومشاركتها الفعالة في جميع الانتخابات وعيا منها بأهمية حماية المرأة.
وأكدت "البغدادي" يتبقي أن تقوم الأحزاب السياسية بتأهيل المرأة لخوض الانتخابات وخلق الكوادر النسائية السياسية على مستوي جميع المحافظات ،كذلك أن تثق المرأة في قدراتها وتقوم برفع قدراتها في المجال السياسي ،وعلى المرأة الناخبة تدعيم المرأة التي ترشح نفسها ، وعلى المجتمع تدعيم المرأة وعدم تكسير قدراتها في المجال السياسي.
مجالات العمل السياسي :
وقالت المهندسة مروة الطحاوي، أمين عام المرأة بحزب ”المصريين“، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه إدارة شئون البلاد ساهم بشكل كبير في إعادة تشكيل الوعي لدى جموع المصريين، واستطاع استبدال المفاهيم السلبية عن المشاركة السياسية للمرأة وتحويلها إلى إيجابية، ومن ثم نالت الرضا الشعبي، بعد إتاحة الفرصة كاملة للمصريات في إطار من الحماية التي كفلت لها العمل باطمئنان في مُناخ مستقر وديمقراطي.
وأضافت ”الطحاوي“ خلال تصريحات خاصة لـ ”بلدنا اليوم “ أن المرأة المصرية نالت مكانتها التي تستحقها داخل الدولة وخارجها إذ تعد مشاركتها السياسية حقًا أصيلًا من تمكينها بالجمهورية الجديدة بفضل توجيهات القيادة السياسية لقناعته التامة بأنها تشكل نهضة المجتمع وتعد إحدى قاطرات تقدمه نحو المستقبل.
وأوضحت أمين عام المرأة بحزب ”المصريين“ أن المرأة المصرية تتحمل مسئولية كبيرة في المجتمع، ولها تأثير واضح في تكوين النشء وفي سائر مجالات الحياة حيث إنها نصف المجتمع وتربي النصف الأخر، مشيرة إلى أن المرأة تؤدي عبر المشاركة السياسية دورًا رائدًا في الحياة بوجه عام لما تمتلكه من قدرات خاصة.
وتابعت: المرأة المصرية استطاعت من خلال مشاركتها السياسية الفاعلة أن تحقق ذاتها وتعزز من قدراتها وتنمي مهاراتها، ويرجع ذلك لوعيها الكبير والمتكامل بكل ما يحيط بالساحة السياسية، خاصة بعد أن استطاعت اكتساب الخبرات وفتح آفاقًا متعددة في مجالات العمل السياسي وتدرجه.
واختتمت: تجارب المرأة المصرية تعاظمت في الآونة الأخيرة حيث شملت النقابات المهنية، والتمثيل الخارجي للدولة، والتمثيل البرلماني، ورسم السياسات العامة، والوصول إلى مراكز صنع القرار، وفي هذا الخضم تتبع الدولة إجراءات تتسم بالعدالة وتحقق المساواة، وترتبط بتشريعات دستورية تضمن القضاء على ممارسات التمييز، والتهميش، والإقصاء للمرأة المصرية.