في ذكرى ميلاد أحمد زكريا.. عشق الموسيقى وتخلي عن هواية أبيه

السبت 06 يناير 2024 | 04:15 مساءً
زكريا أحمد
زكريا أحمد
كتب : منيه محمد

نشأ في كنف عائلة موسيقية، وهو شيخ الملحنين وزعيم المنشدين وأحد أعلام الموسيقى العربية، الذي بدأ حياته منشد ديني، إنه زكريا أحمد الذي يمر على ذكرى ميلاده 125 عاما، ورغم ذلك لا يزال حاضرا بقوة بأعماله وموسيقاه التي قدمها عبر رحلته الفنية. ووصف مشواره الفني بالطويل والشاق جداً.

نشأته

ولد زكريا أحمد، فى 6 يناير عام 1896 فى محافظة الفيوم، واسمه بالكامل زكريا أحمد جعفر، والده حافظ للقرآن، وكان يهوى سماع التواشيح، مما أكسبه الحس الموسيقى مبكرا، لكن الوالد أراد لولده الاتجاه نحو المشيخة والعلم الدينى فأدخله الكُتاب ثم المدرسة الابتدائية ثم التحق بالأزهر الشريف، ليتلقى العلوم الدينية وعلوم اللغة العربية وأجاد حفظ وتلاوة القرآن الكريم، نجح أحمد زكريا و لقب "بالشيخ زكريا" وذاع صيته بين زملائه كقارئ ومنشد ومن هنا بزغ نجمه، وتلمذ الموسيقى على يد الشيخ درويش الحريرى الذى ألحقه ببطانة إمام المنشدين الشيخ على محمود.

خلع العمامة من أجل الموسيقى

ورغم بكارة سنه إنجذب إلي الموسيقي، مما دفعه والده ولم يمنعه من سلك الطريق الفني منذ نعومة أظافره بعد أن عشق هواية أبيه.

ولكنه مال قلبه وعقله إلي الموسيقي، إلا إنه إالتحق بالكتاب وحفظ القرأن الكريم، وإتجه نحو المشيخة والعلوم الدينية، وهو ما جعل زكريا أحمد يبدأ في الكتاب قارئا ومنشدا، واكتسب من خلاله لقب "الشيخ" حيث كان يرتدي وقتها "العمة" (العمامة) الخاصة بالمشايخ، فقد حرص على حضور وسماع عبده الحامولي والشيخ سلامة حجازي، فضلاً عن حبه للموسيقي وإنتصر في أخر الأمر، ومن هنا بزغ نجمه، وتلمذ علي يد درس الموسيقى مع الشيخ درويش الحريري الذي ألحقه بالشيخ علي محمود وقتها. 

مؤسس السينما الغنائية

بلغ رصيده من الألحان 1075 أغنية خلال مشواره.

 شارك زكريا أحمد في العديد من الألحان في السينما خلال ثلاثينيات القرن الماضي، فكان صاحب ألحان أول فيلم مصري غنائي عام 1932، وهو فيلم "أنشودة الفؤاد" الذي غنت فيه المطربة نادرة في أول مشاركة لمطربة في السينما المصرية، بينما مثّل زكريا أحد الأدوار.

ثم عرض عليه العديد من الأدوار، كونه أظهر موهبة في تجسيد الشخصية، لكنه فضل أن يركّز على الموسيقى، خاصة أنه يعتبر من مؤسسي السينما الغنائية في مصر، فقدم ألحانا لحوالي 37 فيلما سينمائيا، منها ما هو مع أم كلثوم مثل أفلام: "وداد"، و"دنانير"، و"سلامة"، و"فاطمة". 

ولحّن أيضا أفلاما مثل "عاصفة على الريف"، و"ليلى بنت الفقراء"، و"البؤساء"، و"الآنسة بوسة"، و"آدم وحواء"، واستطاع أن يبرع في وضع ألحان الأغاني البدوية التي تعاون فيها مع صديق عمره الشاعر بيرم التونسي، مما جعله مميزا عن غيره في هذا اللون. وتعتبر صداقته مع بيرم من المحطات المهمة في مشواره، حيث قدما سويا العديد من "الأوبريتات" الناجحة. وقد توفي زكريا أحمد بعد وفاة بيرم التونسي بـ40 يوما فقط. 

علاقة أحمد زكريا بأم كلثوم

ونشأت علاقة بين أحمد زكريا وأم كلثوم وتوطدت صداقتهما، وإمتدت لما يقرب من 30 عامًا، منذ استمع لها أول مرة في قرية السنبلاوين، وكان له الفضل في إقناع والدها وشقيقها بضرورة النزوح إلى القاهرة من أجل تقديم حفلات غنائية، حتي وقوع خلاف بينهما، وحدث خصام، لعدم حصوله على حقوقه المادية عن الألحان التي قدمها لها، ففوجئت أم كلثوم بأستاذها زكريا أحمد يقيم دعوى قضائية يطالبها فيها بمبلغ 43 ألفا و444 جنيها مصريا منها ومن الإذاعة المصرية نظير حقوقه عن الأغاني، وانتهى الأمر بالصلح في قاعة المحكمة.  

إلا أن سرعان ما عادت علاقتهما لطبيعتها، حيث لحن لأم كلثوم عدة روائع من بينها "أنا في انتظارك، الأولة في الغرام، الورد جميل، غنيلي شوية شوية"، وكان آخرها "هوى صحيح الهوى غلاب" قبل وفاته بأشهر، وبعد تصالحه مع أم كلثوم.  

أبرز الأغاني التي لحنها زكريا أحمد لأم كلثوم:

أهل الهـوى، الآهـات، الأمـل، أنا في انتظارك، كل الأحبة اتنين، هوه صحيح، غنى لى شوي شوي، عن العشاق سألوني، الورد جميل،والليلة عيد هذه هي الأغاني الأشهر التي جمعتهم بالإضافة إلى شجاني نوحي آه يا سلام، ويا ليل نجومك، وآخر الهوى غلاب، عام 1960، حتى رحل بعد أقل من عام على تلحينها.