بدأ موسم حصاد قصب السكر في محافظات الصعيد وبعض الأماكن الأخرى، حيث ينتظره الفلاحين وأيضا الدولة كلا منهم لغرض خاص به، فالمزارع لجني ثمار جهده طوال الموسم والبيع وتحقيق أرباحه لتحسين مستوى معيشته، والدولة لاستخراج السكر منه حسب الكميات المستهدفة للحد من تفاقم أزمة أسعار السكر التي تشهدها البلاد، وزيادة المعروض من السكر في الأسواق المحلية، وتغطية احتياجات المواطنين.
وكان أعلن الدكتور على المصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية أنه سيبدأ إنتاج السكر المحلى من 3 مصانع للقصب اعتبارًا من يوم 5 يناير الجاري الأمر الذى سيزيد من المخزون الاستراتيجى من السكر وبالتالى سيزداد معدلات الضخ في المجمعات الاستهلاكية والأسواق المحلية.
وتقوم وزارة الري والموارد المائية بالتحول في زراعة قصب السكر باستخدام الري بالتنقيط في زمام 325 ألف فدان باعتبار أن قصب السكر يُعد من المحاصيل الشرهة لاستهلاك المياه، وتم البدء في تنفيذ منطقة تجريبية رائدة على ترعة بلوخر بمركز إدفو بمحافظة أسوان والتي تهدف لتطوير مساحة منزرعة بمحصول قصب السكر.
وكانت دشنت وزارة الزراعة المشروع القومي لتطوير قصب السكر وإنشاء محطتي كوم أمبو ووادي الصعايدة لإنتاج شتلات القصب بطاقة إنتاجية حوالي 200 مليون شتلة سنوياً وبتكلفة تزيد عن 2 مليار جنيه حيث تم الانتهاء من محطة كوم أمبو وجاري تشغيلها تجريبياً كما جاري الانتهاء من انشاء محطة وادي الصعايدة
ويتم زراعة 650 ألف فدان من محصول البنجر، ونستهدف أن تصل إجمالى المساحة المنزرعة منه إلى 750 ألف فدان، خاصة فى ظل التوسع فى الأراضى الجديدة مثل غرب المنيا ومشروع مستقبل مصر والدلتا الجديدة.
الفندي: من المتوقع إنتاج 3 مليون طن سكر هذا الموسم
ويقول حسن الفندي رئيس شعبة السكر في تصريحات صحفية خاصة ل "بلدنا اليوم" أن مع بداية موسم حصاد قصب السكر يشير إلى بدء انخفاض مؤشر أسعار السكر في الأسواق ، وزيادة المعروض في الأسواق من السكر لتلبية احتياجات المواطنين.
وأشار رئيس شعبة السكر إلى أن رفع سعر توريد قصب السكر للمصانع هذا أمر مستبعد لأنه سيزيد من تفاقم الأسعار للسكر المصنع في الأسواق ويكون المتأثر الوحيد بهذا الأمر هو المواطن المستهلك للسكر.
ولفت الفندي إلى أن كل 9 أطنان من السكر يستخرج منها طن سكر صافي، ومن المتوقع أن يصل الانتاج هذا العام من القصب والبنجر إلى حوالي 3 مليون طن.
ونوه الفندي إلى أن أسعار السكر ، من المتوقع أن تصل إلى 20 ألف جنيه للطن خلال الأيام المقبلة خاصة بعد انخفاض الأسعار العالمية بحوالي 100 دولار للطن، لافتاً إلى أن مصر تصدر كميات قليلة من السكر لا تؤثر على الاستهلاك المحلي.
أبو الفتوح: سعر توريد القصب مرضي للفلاحين
ويقول النائب الدكتور جمال أبو الفتوح وكيل لجنة الزراعة بمجلس الشيوخ في تصريحات صحفية خاصة ل "بلدنا اليوم" أن أسعار السكر في الوقت الحالي مبالغ فيها نتيجة الاستغلال من بعض التجار، بجانب الرغبة المحمومة من المواطنين في تخزين أي كميات يستطيعون الحصول عليها، ولابد من تشديد الرقابة على الأسواق لضبط الأسعار.
ولفت أبو الفتوح إلى أن مصر وصلت إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من السكر إلا أن الزيادة السكانية وزيادة الاستهلاك أدى إلى فجوة تقدر بحوالي 300 ألف طن سكر يتم استيرادها على مراحل.
ونوه وكيل لجنة الزراعة بمجلس الشيوخ إلى أن سعر توريد طن القصب والذي حددته الدولة منذ حوالي 4 شهور ب 1500 جنيه للطن هو سعر مرضي ومحقق للأرباح التي يسعى المزارع للحصول عليها، وتم وضعه بعد عدة دراسات لكافة الجوانب من بدء التجهيز حتى الحصاد، فهو سعر متوازن بين التكلفة والبيع.
وذكر الدكتور جمال أبو الفتوح إلى أن الدولة تدعم المزارع بكميات كبيرة من الأسمدة في زراعة القصب، حيث يحصل على الطن بمبلغ 4800 للطن في حين أن السعر العالمي وصل 18 ألف للطن، لافتاً إلى أنه من المحتمل تقريبا أن تكون كميات القصب حوالي 8 مليون طن هذا الموسم.
وفي جانب تقليل مساحات الأراضي المزروعة بالقصب نظرا لشراهته للمياه، قال: أن الدولة لن تقلل المساحات المزروعة بالقصب بينما تتجه إلى زراعة نوع شتلات اخر غير شره للمياه.
وقال الحاج محمد الراوي أحد أصحاب حقول القصب في سوهاج، أن حصاد محصول القصب هذا الموسم مبشر بإنتاجية عالية، وحالياً في مرحلة التجهيز للتوريد لمصنع السكر، وذلك بعد 9 أشهر في الأرض، منذ شهر مارس وتنتهي في ديسمبر، ويتم تركه في بعض الأحيان حتى نهاية يناير ليخرج إنتاجية أكثر، قد تصل إلى 55 و60 طناً للفدان.
وحكى الراوي أن المزارعين يحصلون على أسمدة مدعمة من الدولة خلال فترة الزراعة، وعندما تم وضع سعر 1500 جنيه للطن كان الأمر مبشر ومفرح للفلاحين، وفي خلال أزمة السكر ظننا أن أسعار التوريد سترتفع لكن حتى الآن لا يوجد أي حديث عن ذلك الأمر خاصة بعد بدء الانفراجة في توافر السكر.
ونوه صاحب حقل القصب إلى أن محصول قصب السكر من الزراعات والمحاصيل اللتي تدر نفعاً على الكثير من الأشخاص وليس فقط على صاحب المحصول لأنه يحتاج عمالة كثيرة في تكسير المحصول ونقله وتنظيفه، حتى بعد ذلك في عصره داخل عصارات العسل الأسود.