صاحب الأداء السهل الممتنع وله مدرسة خاصة في الكوميديا، أضحك الجميع بخفة ظله وضحكته الطفولية، هو صاحب "سر طاقية الإخفا" و"عصفور السينما" الفنان عبد المنعم إبراهيم الذي يوافق اليوم ذكرى ميلاده.
ولد عبد المنعم إبراهيم في بني سويف وتعود جذوره إلي "ميت بدر حلاوة" بمحافظة الغربية، وحصل على دبلوم المدارس الثانوية الصناعية ببولاق، ثم التحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية وحصل على البكالوريوس في 1949، وتتلمذ على يد الفنان زكى طليمات، وفي إحدى المرات كان يؤدي دور جاد كما تتطلبه الشخصية ولكنه فوجىء بالجمهور يضحك وكان "طليمات" حينها عميد المسرح، فقرر عدم خضوع عبد المنعم إبراهيم لأي اختبارات معتبرا أن العرض الذي قدمه هو بمثابة امتحان ونجح به.
ضمه "طليمات" إلى فرقة المسرح الحديث، وشارك في عدة مسرحيات أبرزها "مسمار جحا، ست البنات" ثم تفرغ للتمثيل في مسرح الدولة وترك فرقة المسرح الحديث، ثم انضم إلى فرقة إسماعيل ياسين وقدم العديد من المسرحيات أبرزها"معركة بورسعيد، تحت الرماد، الخطاب المفقود، جمهورية فرحات".
اتجه عبد المنعم إبراهيم في بداياته للإذاعة ثم إلى التليفزيون وتألق فى العديد من المسلسلات التليفزيونية أبرزها "زينب والعرش، أولاد آدم، الهروب إلى السجن"، كانت ميزة "إبراهيم" وقدرته على الجمع بين اللون الكوميدي والتراجيدي فى أعماله.
قدم للسينما العديد من الأفلام السينمائية أبرزها "إشاعة حب، الوسادة الخالية، القصر الملعون، طريق الدموع" وغيرها من الأعمال في الأدوار المساعدة ولم يكن تعنيه أدوار البطولة بقدر حبه للدور الجيد وهو ما ظهر في فيلم "بين القصرين" فى دور "ياسين" الابن الأكبر للسيد أحمد عبدالجواد.
كما تألق في أدوار صديق البطل الذي يضفي جوا من الكوميديا على الأفلام التي يشارك بها أبرزها "الزوجة 13، عدو المرأة، جمعية قتل الزوجات، خطيب ماما" وكان يفرض نفسه بموهبته وبرع في تقديم الشخصية النسائية في فيلم "سكر هانم" مع كمال الشناوى وعمر الحريرى وعبد الفتاح القصرى، وجاءته البطولة المطلقة مؤخرا في فيلم "سر طاقية الإخفا" وجسد واحد من أجمل أدواره "عصفور" ولقبه النقاد بـ"عصفور السينما".
لم تكن حياة عبد المنعم إبراهيم كوميدية كما كانت على الشاشة ولكنها كانت تغلفها التراجيديا إذ رحلت والدته وهو يؤدى اختبارات القبول بمعهد الفنون المسرحية، ثم رحلت زوجته فى شبابها بعد رحلة مرض تاركة له 4 أطفال أكبرهم 8 سنوات وأصغرهم لا يتجاوز عاما واحدا، كما رحل والده تاركأ أشقاءه فى رقبته، ورحل شقيقه فى شبابه قبل أن يتزوج.
وفي أواخر أيامه تأثر برحيل صديق عمره الفنان محمد رضا وأصيب بمياه على الرئة وصمم على الخروج من غرفة الرعاية المركزة رغم تحذيرات الأطباء لأنه كان مرتبطًا بتصوير مسلسل "أولاد آدم" وكان الطبيب يذهب معه إلي موقع التصوير وبعد خروجه من المستشفى وفى أثناء عرض مسرحية "5 نجوم" على مسرح السلام كان ذاهبا للمسرح ولكنه شعر بالتعب وسقط على الأرض، ودحل المستشفى، وتوفى فى 17 نوفمبر وخرجت جنازته من المسرح القومى كما أوصى ودفن في قريته ميت حلاوة يوم 19 نوفمبر 1987 بعد أن أوصى بدفنه بجوار والده ووالدته وشقيقه.
رحل عبد المنعم إبراهيم وترك خلفه أعمالا شاهدة على موهبته وحب للفن وسيرة طيبة وضحك لا ينتهي كلما مر على الشاشة.