انتهى اليوم الثالث والأخير من العملية الانتخابية لانتخابات رئاسة الجمهورية، بعد أن كتب الشعب المصري التاريخ كعادته، بإقبال غير مسبوق في كافة المحافظات، حيث احتشد الشعب المصري بالملايين أمام اللجان منذ الصباح الباكر في الثلاثة أيام المخصصة لعملية التصويت، وقد شاركت كافة فئات الشعب المصري العظيم بكثافة كبيرة، حيث تقدم الصفوف المرأة المصرية والشباب وكبار السن، وذوي القدرات الخاصة.
وقد أجريت الانتخابات الرئاسية بتنظيم محترف من الهيئة الوطنية للانتخابات، طبقت فيه الهيئة كافة المعايير الدولية الخاصة بالنزاهة والشفافية، مع متابعة واسعة من المنظمات الحقوقية الدولية والعربية والمصرية، ومع متابعة إعلامية من كافة وسائل الإعلام الدولية والعربية والمصرية، كما ساهم إجراء هذه الانتخابات بإِشراف قضائي كامل في مزيد من الضمانات لتحقيق الحياد وتكافؤ الفرص بين الجميع.
واستعدت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين لمتابعة العملية الانتخابية لانتخابات رئاسة الجمهورية، بغرفة عمليات مركزية وغرفة للمتابعة الإعلامية، وبفريق من المتابعين على الأرض بلغ عددهم نحو 20 ألف متابع، من أعضاء التنسيقية ومتطوعين وبتنسيق مع غرف عمليات مشتركة، وقام متابعو التنسيقية برصد كافة اللجان الفرعية على مستوى الجمهورية في كافة المحافظات.
وقد رصد متابعونا في مختلف المحافظات الآتي :
أولا: استمر احتشاد المصريين بشكل غير مسبوق أمام كل اللجان الفرعية على مستوى الجمهورية في مشد بديع لممارسة العملية الديمقراطية، وتأكيدهم على حقوقهم الدستورية، والتعبير عن فرحتهم باحتفالات أمام اللجان مصطحبين أطفالهم ومرددين الأغاني الوطنية.
ثانيًا : لم ترصد غرفة عمليات التنسيقية مخالفات تؤثر على سير العملية الانتخابية، ولكن كانت هذه الانتخابات مثالًا للالتزام بقرارات الهيئة الوطنية للانتخابات، وما رصدته غرفة العمليات المركزية بالتنسيقية من مخالفات طفيفة لا تكاد تذكر تتعلق بكسر الصمت الانتخابي أمام بعض اللجان لم تؤثر على سير العملية الانتخابية، حيث حرص السادة القضاة على عدم وجود أي دعاية انتخابية في حرم جمعية الانتخاب في كافة اللجان، مطبقين في ذلك ما أقرته الهيئة الوطنية للانتخابات.
ثالثًا : تابعت المنظمات الحقوقية الدولية والعربية والمصرية ووسائل الإعلام العملية الانتخابية على مدار أيامها الثلاثة ، وتأكدوا من تطبيق المعايير الدولية للنزاهة والشفافية، ومن وجود ساتر يدلي الناخب من خلاله بصوته دون أن يطلع أحد عليه، كما توافر الحبر الفسفوري في كافة اللجان على مستوى الجمهورية.
رابعًا : ضربت حملات الأربعة مرشحين للرئاسة مثالًا مخلصًا في الإدارة الحرفية للعملية الانتخابية، ورغم التنافس الانتخابي إلا أنه لم يخرج أي من هذه الحملات عن سياق الاحترام المتبادل فيما بينهم مما يرسخ قواعد الديمقراطية.
خامسًا : إن المشاركة الشعبية الواسعة كما أنها تعكس الوعي الكبير للشعب المصري العظيم بحقوقه الدستورية، وبأهمية المشاركة الديمقراطية، فإنها كذلك تعكس الإيمان العميق لدى المصريون بمشروع الجمهورية الجديدة الذي بدأ بثورة الشعب العظيمة في 30 يونيو 2013، وبعد 10 سنوات يتأكد أن اختيار الشعب المصري لمشروع الدولة الوطنية هو الاختيار الصحيح في مواجهة مشاريع التطرف والإرهاب التي انتصر عليها المصريون بوحدتهم وتماسكهم وثقتهم الكبيرة في مؤسسات الدولة.