صالح المسعودي يكتب.. لماذا السيسي الآن ؟

الثلاثاء 28 نوفمبر 2023 | 09:45 مساءً
صالح المسعودى
صالح المسعودى
كتب : بلدنا اليوم

على رسلك يا عزيزي القارئ المحترم فلست بصدد وصلة مدح في فخامة الرئيس وإن كان يستحق ذلك بالفعل ، ولكني أحاول أن أتحدث في سبب إختياري لعنوان هذا المقال بعقلانية بعد تجنب العواطف ( مع أو ضد ) بلا تحيز أعمى أو نفاق سمج فقط سأضرب مثالين من الطبيعة الحياتية والوقتية لتصل فكرتي بمنتهى السهولة لأبرهن لك على مدى أهمية ما يترتب على عنوان هذا المقال البسيط والبداية عندما جرت بي المقادير وأرغمتني الظروف على أن أسافر إلى ( الصعيد ) وكان لابد لي أن أمر في طريقي على مدينة ( العاشر من رمضان ) ثم على منطقة ( الروبيكي ) ومن بعدها ( العاصمة الإدارية الجديدة ) وهنا ليس الأمر متعلقا بالنسبة لي بكمية ما قام به الرئيس ولست بصدد وصلة مدح فالرجل عنده من أهل المدح من يفوقني ، ولكن أركز في كلماتي أولا على كمية العمران التي قابلتني ، لقد كنت في ذهول تام!. 

وهنا حدثتني نفسي وقالت لي ( هل يستطيع شخص آخر أن يكمل ما بدأ في عهد ( السيسي ) ،( وهل من الممكن أن يكون عندنا مثل الدول المتقدمة ( سستم ) عمل و( استراتيجية ) واضحة بحيث من يأتي أو من يعتلي المنصب ما عليه سوى السير في طريق ممهد ومعد مسبقا من خلال إستراتيجية واضحة وموضوعية ليسير قطار المستقبل بإتجاهه الموحد وما على من يتولى القيادة الا السير بالقطار ليصل إلى المحطة التالية بسلام وأمان ؟ وكان ردي عليها فاجعة ( لم ولن يحدث ) ( وهذه حقيقة مرة أتمنى أن يأتي الوقت القريب للخلاص منها ).

نعم يا أصدقائي الأعزاء فقد قلت لها ( لم يحدث منذ عهد الفراعنة إلى عهدنا هذا أن قام الخلف باستكمال ما بدأه السلف ، والدليل عندي وعندك وأمامك وأمامي مهما كان موضعك في حي أو قرية ، أو حتى محافظة فليخرج لي شخص ويقول أن رئيس الحي أو رئيس القرية ، أو حتى معالي الوزير قد أكمل ما بدأه سلفه ، لأنه للآسف الشديد لا أحد يكمل ما بدأه غيره حتى لا ينسب ما يكتمل للشخص الذي بدأ ،

لقد رأيت بعيني رأسي كمية الإعمار في محافظات مصر من بناء وطرق وبنية لم تكتمل بعد لكنها في طريقها للاكتمال وأنا على يقين الآن وعلى حسب ما قرأت من تاريخ مصر إن لم يُكمل السيسي ما بدأه فمن المستحيل أن يكمل غيره ، فنحن جميعاً تعودنا على تأليه الحاكم ( والعياذ بالله ) بل ونجيد صناعة الفراعين ، ولو أتى شخص بخلاف من بدأ ففي اعتقادي وقناعتي سيلقي كل هذا المجهود إلى ( الغربان وطيور المقابر لتتخذا منه مدنا وسكنا ).

أما الأمر الثاني الذي استوقفني هو ما تمر به المنطقة بشكل عام من حروب أقلها على غزة حيث قام العدو الغاشم بتدمير الأخضر واليابس فقتل وشرد أهل الرباط ومن يتلقون بصدورهم العارية الطعنات نيابة عن أمة ماتت اكلينيكيا و في وسط صمت مطبق من مئات الملايين من العرب والمسلمين الذين اقتصر دورهم على ( الشجب والإدانة البلهاء ) ومن أراد أن يخرج من وحل الخطيئة أرسل بعض المعونات ليستر بها عورته مع إخوانه المغلوب على أمرهم ، بل لم يقتصر الأمر على العرب والمسلمين ولكنه تطور لموت مقصود للضمير العالمي الذي لا يتذكر الا ما قامت به المقاومة لتحرير أرضها 

لكن نعود لموضوعنا الأهم وهو هذا الدور الكبير الذي لعبته مصر بقيادة ( السيسي ) في تأليب الرأي العام العالمي على ( الكيان الصهيوني الغاصب ) بالإضافة لقوة الدبلوماسية المصرية التي تحملت الكثير ناهيك عن كميات الاعانات الغذائية والدوائية التي قدمتها مصر للإخوة في ( غزة الأبية ) والتي تعادل أكثر من مجموع ما أرسلته دول العالم بأسره وكأن كلمات ( يوسف عليه السلام تتحقق ( إجعلني على خزائن الأرض )،والسؤال الحتمي الآن ( هل هذا هو الوقت المناسب لتغيير القيادة السياسية والتي لها خلفية عسكرية تتسق و الموقف الراهن والعالم يتجه إلى حرب عالمية ثالثة ؟ إن عاجلا أو آجلا. 

قد نتفق أو نختلف مع السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي على كيفية إدارة المرحلة ولكننا سوف نتفق جميعا على وطنيته ودوره الذي ألجم المشككين، لكن الآن هو الموعد الحقيقي للاصطفاف الوطني ، فمصر في حالة حرب حقيقة إن لم تكن بالسلاح فبالاقتصاد وبالتكتلات التي يموج بها العالم وكأنه يبحث عن نظام عالمي جديد لا مكان فيه للضعفاء ومصر عليها دور محوري لأمتها العربية وعالمها الإسلامي وقوة مصر هي قوة للجميع وأي انتكاسة لمصر ( لا قدر الله ) لن تقوم للعرب والشرق الأوسط قائمة ، من أجل هذا كان لزاماً علينا جميعاً أن نترك أي خلافات هامشية ونتحد خلف القيادة السياسية وخلف قواتنا المسلحة مصدر عزنا بعد الله تعالى ، فالعتاب وقد الأزمات خيانة ونحن شعب يتحد في الأزمات مهما بلغت الاختلافات.. دمتم بخير وعافية. 

اقرأ أيضا