الزواج عبر الانترنت بوابة الاحتيال.. والضحية الأطفال والأهل
رغم عمل دراسات عالمية: قالت أنه يقلل فرص الانفصال والطلاق
الشاهد "فيس بوك" و"تويتر" و"انستجرام" وعلماء يحذرون
ما بين مؤيد ومعارض لمسألة الزواج عبر الانترنت بعدما انتشرت وسائل عديدة للترويج لها عبر وسائل التواصل المختلفة سواء( الفيس بوك أو تويتر أو انستقرام) , حيث انتشرت خلال هذه الأيام ما يسمى بهواة التعارف أو أريد زوجا، وقد يحصل تعارف بين شاب وشابة، وكل منهما يعطي الآخر مواصفاته وربما تطور الأمر لأن يعطي كل منهما الآخر صوراً شخصية، وهذا الباب وإن كان يظن كثير من الناس أنه باب تسهيل إلا أن مفاسده كثيرة وذلك من عدة وجوه: منها أن هذه ليست هي الطريق الشرعية لمن أراد تحصين نفسه. وأن هذا قد يحصل به غش كبير، إذ قد تكون المعلومات غير صحيحة:.
فمن جهته أكد الشيخ أبو اليزيد سلامة، من علماء الأزهر الشريف، الزواج عن طريق الهاتف أو وسائل التواصل الإجتماعي، لا يمكن التحقق منها التحقق الكامل من الإيجاب والقبول.ولابد أن يكون العقد بمواجهة طرفي الزواج، وإذا تعذر الحضور المباشر فيتم توكيل لإيقاع عقد الزواج بحضور المأذون الشرعي والولي والشهود والزوجة , وأشار إلى أن الزواج عبر الهاتف، يكون فيه صعوبة بعد ذلك لإثباته، وكذلك الزواج عبر مواقع التواصل الإجتماعي، ونحن لا نحبذ ذلك ولا ندعو إليه.
وتابع: وإنما ندعو إلى أن ندخل البيوت من أبوابها، فيحضر الشاب الراغب في الزواج إلى بيت وأهل الزوجة أو الفتاة التي يرغب في الزواج منها، ويطلب يديها من أبيها من أجل الزواج منها.. موضحاً أن هذا الأمر يعد بوابة كبيرة للاحتيال والنصب والضحية هنا الأهل والأطفال.
ومن جهتها قالت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية، إن قول المرأة للرجل زوجتك نفسي، ورده عليها بكلمة «قبلت»، ليس هذا زواج عند جمهور الفقهاء سواء كان مواجهة أو عبر الهاتف؛ لعدم توافر ضوابط الزواج.
وأوضحت «البحوث الإسلامية» في إجابتها عن سؤال: «ما حُكم أن يقول الرجل للمرأة هاتفيا زوجينى نفسك وهى تقول زوجتك نفسي وهو يقول وأنا قبلت زواجك وإن لم يكن صحيحًا فكيف يكون صحيحًا؟»، أن قول المرأة للرجل زوجتك نفسي ، فيقول : قبلت، ليس هذا زواج عند جمهور الفقهاء؛ لعدم توافر ضوابط الزواج.
أما الدكتور على سالم أستاذ علم النفس الاجتماعي بكلية الآداب جامعة حلوان، للاسف الشديد إن السوشيال ميديا أدت إلى صدمة إعادة اكتشاف شخصيات كثيرة لا نعلم مصدرها الحقيقي وهذه كارثة كبري أن يتم التعارف عبر وسائل الإعلام والرسول صلي الله عليه وسلم يقول: ( لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل ) وقوله صلى الله عليه وسلم : ( أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل فنكاحها باطل فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له ) صدق رسول الله .
فقد يحصل أن يكون الرجل صادقا في الزواج لكن المرأة تكذب، وبالعكس أيضا قد تكون المرأة صادقة في طلب العفاف لكن الرجل يكون محتالا وهكذا.
أما أن يتخذ الإنترنت وسيلة للإشباع الجنسي عن طريق المراسلات الغرامية وتبادل الصور، بدعوى البحث عن بنت الحلال، فذلك لا يجوز ألبتة، وهو ذريعة لشر عظيم، وباب يلج منه المفسدون والمفسدات إلى ما لا تحمد عقباه.
والجدير بالذكر أن بعض الدراسات وضعت دراسة حدا للجدل الدائر حول الزواج عبر الإنترنت، بتأكيدها على أن هذا النوع من الارتباط "ناجح ويدوم لفترة طويلة".
وذكرت دراسة لباحثين من جامعة فيينا، أن الأشخاص الذين يجتمعون عبر مواقع الإنترنت، يتزوجون في وقت أسرع.وبحسب الدراسة، فإن الزواج من خلال الإنترنت، يقلل فرص الانفصال والطلاق. وتقول الدراسة إن أكثر من 17 في المئة من الزيجات تبدأ من خلال التعارف على الإنترنت، وأن 1 من بين كل 6 زيجات تتم عبر الإنترنت، ومن غير المرجح أن تنتهي الزيجات عبر الإنترنت بالطلاق خلال السنة الأولى, وهذا ما نفاه علماء الدين والنفس والاجتماع.