تظل مصانع تجميع السيارات محليًا، ملفًا مهمًا في طريق توطين الصناعة في مصر، حيث تُعد جيلًا من الفنيين والمهندسين المستوعبين لأنماط التشغيل المختلفة.
وتدعم مصر مصانع السيارات المحلية من خلال خفض الجمارك المفروضة على مستلزمات الإنتاج الواردة لها، كميزة تفضيلية تجعلهم قادرين على المنافسة في ظل الإعفاءات الجمركية الكاملة للسيارات الواردة من دول الاتحاد الأوربي وتركيا بموجب الاتفاقيات الجمركية الموقعة من مصر مع الجانبين.
مصانع تجميع السيارات لم تحقق المنتظر منها
ويرى اللواء مهندس رأفت مسروجة، رئيس مجلس الإدارة الأسبق للشركة الهندسية لصناعة السيارات، أن مصانع التجميع في مصر لم تحقق الأهداف المنتظرة للصناعة المصرية إلا أنها لم تضرنا أيضا.
وقال "مسروجة" في تصريح خاص لموقع «بلدنا اليوم»: إن مصانع التجميع في مصر أضافت فرص عمل للمواطنين بشكل كبير باعتبارها صناعة كثيفة العمالة، واعتمدت على جلب طرازات أقل تكلفة وقديمة نسبيا تلائم الشريحة الوسطى من عملاء السيارات، إلا أنه ليس الدور المنتظر منها في جميع الأحوال.
رفع المكون المحلي أهم الأهداف من مصانع تجميع السيارات
وأكد رئيس مجلس الإدارة الأسبق للشركة الهندسية لصناعة السيارات، أن مصر كانت تأمل من دعم مصانع التجميع المحلي؛ رفع نسبة المكون المحلي للسيارة إلى 60% على الأقل، والتصدير للخارج وليس الاعتماد على التوزيع المحلي فقط، لافتا النظر إلى عدم قدرة مصانع التجميع الموجود في مصر على التصدير للخارج، باستثناء مصنع تجميع نيسان اليابانية في مصر وكذلك الهيئة العربية للتصنيع.
وكشف اللواء مهندس رأفت مسروجة، أن إنتاج مصانع السيارات المحلية يقتصر توزيعه على السوق المحلي فقط ولا يمتلك أصحاب هذه المصانع حق التصدير للخارج ما يعكس تواضعا في الأهداف لدى المصنعون المصريون.
توطين صناعة السيارات يحتاج التخلي عن الوكالة في التصنيع
وأضاف رئيس مجلس الإدارة الأسبق للشركة الهندسية لصناعة السيارات، أن الرهان الآن على جذب وجلب الشركات الأم في صناعة السيارات باستثماراتها إلى مصر، وعدم الاعتماد على نظام الوكالة في التصنيع، وتطبيق النموذج التركي في ذلك حيث تكون أغلب الأسهم للشركات الأم مع شراكة رجال أعمال مصريين لا تتعدى نسبتهم الـ30% على الأغلب، مستطردا أن هذا الوضع يسمح بالتصدير حينها باعتبار أن الشركة الأم تعطي أسواقها المختلفة من مصانعها الأقرب.
وتابع، صناعة السيارات يجب أن يتم التركيز عليها بشكل أكبر لمجاراة التطور الرهيب الذي يحيط بنا، ودخول المملكة العربية السعودية في المنافسة على جلب مصانع السيارات العالمية وآخرها هيونداي.
وحذر "مسروجة" من المنافسة الشرسة التي تسيطر على توطين صناعة السيارات في الشرق الأوسط بعد نجاح تجارب المغرب وتونس وتركيا وأخيرا المملكة العربية السعودية، ما يُلزم مصر بتسريع وتيرة العملقبل فوات الفرص تلو الأخرى وضياع مشروع توطين صناعة السيارات في مصر.