التأمين على السيارات.. مفترى عليه من الجميع

عبادة: نتعرض للتحايل من العملاء ووكلاء السيارات يبالغون في الأسعار

السبت 28 أكتوبر 2023 | 11:32 صباحاً
التأمين على السيارات - صورة أرشيفية
التأمين على السيارات - صورة أرشيفية
كتب : محمد الإمبابي

مع ارتفاع أسعار قطع الغيار والصيانات الدورية للسيارات، أصبح التأمين أحد أهم الوسائل التي تساعد أصحاب السيارات على تقليل النفقات في حالة تعرض السيارة لحادث لا قدر الله، وتتعدى فائدة التأمين على السيارات تحمل تكاليف الإصلاح، حيث تكفل للعميل تعويض مناسب في حالة الحوادث الكبيرة التي تجعل السيارة غير قابلة للإصلاح.

وعلى الرغم من العلاقة المتوترة بين قطاع التأمين على السيارات والعملاء إلا أن القوانين المنظمة للعلاقة تعد الضامن الأساسي للعلاقة بين العميل وشركة التأمين.

التأمين على السيارات ضروري ونواجه مشاكل عدة

يؤكد المهندس صلاح عبادة نائب مدير عام الشؤون الفنية لقطاع السيارات بشركة المهندس للتأمين أن التأمين على السيارات أصبح ضروري حاليا أكثر من أي وقت مضى مع ارتفاع تكاليف الإصلاح وقطع الغيار بنسبة تتجاوز الـ70%، وذلك بالتوازي مع نسب التضخم المرتفعة والتي أدت لتراجع قيمة دخل الفرد، أصبح مالك السيارة قلقا بشأن هذه التكاليف في حالة تعرض سيارته لحادث لا قدر الله، لذلك فالتأمين يوفر للعميل القدرة عامل الأمان النسبي حيث يدفع العميل القسط التأميني السنوي مقابل تحمل الشركة فواتير الإصلاح وقطع الغيار، مع الانتباه أن قيمة القسط التأميني التي يختارها العميل تحدد قيمة تحمل الشركة للإصلاح وهو ما يعرف إجمالا بشرط النسبية أي نسبة القسط التأميني وما تمثله من قيمة السيارة، يحدد قيمة التعويض، لذا فإن كلما رفع العميل من قيمة القسط كلما ضمن الحفاظ على قيمة سيارته بالأخص حالة تعرض السيارة لحادث كبير يعرضها للإهلاك الكلي.

وأضاف عبادة أن مع ارتفاع أسعار السيارات المستمر يجب على العميل التواصل مع جهة التأمين التابع لها لرفع قيمة التأمين على السيارة بما يوازي الزيادة لأن ذلك يجفظ له قيمة رأس ماله باعتبار السيارة الآن وسيلة لحفظ الأموال لدى البعض، وبصفة عامة فإن شركات التأمين توفر للعميل وثائق بمزايا مختلفة وفقا لاحتياجاته وقدرته المادية بداية من وثائق التأمين على السيارات التي تكفي لتغطية أقساط السيارة المشتراه بالتقسيط وحتى وثائق التأمين الشاملة والتي لا يتحمل العميل فيها أي مبالغ مقابل الإصلاح.

شركات التأمين تتعرض للاحتيال

وأكد أن أهم مشاكل تواجه التأمين على السيارات في مصر تكمن في استغلال بعض مراكز الصيانة والإصلاح للعملاء من أجل الاستيلاء على تعويضات حوادث وهمية، بمعنى أن تكون السيارة سليمة ولم يقع لها حادث إلا أن العميل يقوم بوضع قطع غيار تالفة بالتعاون مع الورشة أو بنفسه لإيهام الشركة بوقوع الحادث إلا أن هذا يضر العميل والشركة حيث تقوم الشركة بتصنيف العميل على أنه متحايل وبالتالي ترفض تجديد الوثيقة له، ويمكن أن ترى جانب آخر من الخلافات التي تقع بسبب مغالاة وكلاء السيارات في قيمة الإصلاح بمجرد معرفة أن السيارة مؤمن عليها ولذا يحدث الخلاف ما بين الأطراف الثلاثة العميل والوكيل وشركة التأمين؛ وبسبب هذه الممارسات يتكبد قطاع التأمين على السيارات خسائر كبيرة مقارنة بباقي قطاعات التأمين ولهذا تجد بعض الشركات ترفض التأمين على السيارات بشكل فردي وترهنه بقطاعات أخرى مثل التأمين على المنشآت الصناعية والتجارية وعلى الحياة وغيرها

وأشار خبير التأمين على السيارت أن الوعي التأميني لدى المواطن المصري لا يزال يحتاج للمزيد من التوعية ونشره بين الفئات المختلفة لذلك تتبنى هيئة الرقابة المالية خطة متكاملة للتوعية بأهمية التأمين للمواطن، وأرى أن من المهم أن تفرضه الحكومة على المواطنين في البداية كالتأمين الإجباري الذي يقوم به المواطن عند ترخيص السيارة وبالمقارنة مع دول عربية شقيقة، نجد أن جميع السيارات هناك مؤمن عليها ولن تجد سيارة بلا وثيقة تأمين، بينما ملايين السيارات تسير في مصر بلا تأمين، ويجب معرفة أن ما يأخذه التأمين من أقساط تأمينية يتم استثماره مرة أخرى داخل البلاد وبالتالي فشركات التأمين تلعب دورا هاما في ضخ الاستثمارات المختلفة.

التأمين على السيارات يساء استخدامه

قال المهندس صلاح عبد العظيم خبير معاينة السيارات أن التأمين على السيارات في مصر يساء استخدامه من قبل العملاء بصورة كبيرة حيث نواجه حالات مختلفة يقوم خلالها المؤمن له بالاستهتار أثناء قيادة السيارة بدعوى أن التأمين سيعوضه في حالة التعرض للحوادث بل أن البعض يصدم سيارته قاصدا للاستفادة من التأمين، كما أن توكيلات السيارات تغالي في أسعار الإصلاح وقطع الغيار إذا كانت السيارة خاضعة للتأمين ولانرى ذلك مع السيارات الغير مؤمن عليها، لذا نجد قطاع التأمين على السيارات في مصر يستنزف من العملاء والوكلاء وربما حقق خسائر في بعض الشركات ما يضطرها لوضع قيود أكبر على العميل، ونصح عبد العظيم بنشر ثقافة التأمين والتوعية بأهميته للعملاء والوكلاء من أجل تغيير الثقافة التي ستنعكس سلبيا على القطاع طالما استمر الاستنزاف من جانب الوكلاء والعملاء.

وعلى الرغم من لجوء بعض العملاء للتلاعب من أجل الحصول على تعويضات أكبر من شركة التأمين إلا أن التأمين على السيارة يبرز حاليا كضرورة للاحتياط من فواتير الإصلاح المرتفعة والحفاظ على قيمة السيارة.

اقرأ أيضا