قبل غزو روسيا لأوكرانيا، كانت التوقعات تشير إلى أن النمو الاقتصادي العالمي في عام 2022 سيبلغ حوالي 5%، وفي هذا التقرير نستعرض أبرز السيناريوهات المتوقعة للحرب الروسية الأوكرانية ومتى تنتهي وكيف.
كانت الحرب في أوكرانيا بمثابة "صدمة طاقة هائلة وتاريخية" للأسواق، وفقًا لتقرير صدر في نوفمبر 2022 عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، حيث كانت "صدمة" الحرب أحد العوامل الرئيسية التي أدت إلى تباطؤ النمو الاقتصادي في عام 2022 إلى 3.1 في المائة فقط، وهو السبب وراء توقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن يتباطأ إلى 2.2 في المائة في عام 2023. ووجد التقرير أن الحرب كان لها أكبر الأثر وتأثير ذلك على الاقتصاد الأوروبي، حيث من المتوقع أن يبلغ النمو في عام 2023 0.3 في المائة فقط.
البنك الدولي: تكلفة إعادة بناء أوكرانيا ستبلغ حوالي 349 مليار دولار
في سبتمبر 2022، قدر البنك الدولي أن تكلفة إعادة بناء أوكرانيا ستبلغ حوالي 349 مليار دولار، وهو رقم أكبر من الناتج المحلي الإجمالي لأوكرانيا قبل الغزو وأكبر بثلاث مرات من جميع التزامات المساعدة العسكرية والإنسانية والمالية لأوكرانيا في بداية الحرب، ومن المؤكد أنها أعلى بكثير الآن.
وتطالب أوكرانيا بالتعويضات، وهو ما يبدو من غير المرجح أن يحدث؛ وبدلًا من ذلك، يبدو أن روسيا تستعد لصراع أطول وأوسع نطاقًا. اعتبارًا من يونيو 2022، استولى الحلفاء على 30 مليار دولار من الأصول المملوكة للنخبة الروسية وقاموا بتجميد 300 مليار دولار مملوكة للبنك المركزي الروسي.
باحث: أحد انتصار روسيا هو الاحتمال الأبرز للحرب الأوكرانية
قال الدكتور يسري عبيد، الباحث في العلاقات الدولية، أن السيناريوهات المستقبلية للصراع الأوكراني الروسي، ربما لم تخرج عن عدة احتمالات، الاحتمال الأول وهو انتصار روسيا في النهاية، إذا استمرت هذه الحرب فروسيا لديها القوة العسكرية القادرة علي حسم المسألة.
وأضاف الباحث في العلاقات الدولية في تصريحات خاصة لـ«بلدنا اليوم» أن إمدادات الأسلحة الغربية والناتو إلي أوكرانيا، هي التي تطيل أمل الصراع، وروسيا لا تريد أن تستخدم أسلحة فتاكة وأسلحة نووية تستطيع بها حسم الحرب، أو احتلال العاصمة الأوكرانية كييف، لأن هذا في النهاية سيؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح، وهو ما لا تريده موسكو حتي لا تضرر بسمعتها الدولية.
ووضح "عبيد"، أن تصريح الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، منذ يومين بأنه قال للرئيس الروسي، لماذا لم تقم باحتلال للعاصمة كييف، فقال له أن الأمر سيترتب عليه ضحايا كثيرة بين المدنيين الأوكرانيين وهو مالا نريده، وبالتالي روسيا تعتمد في النهاية علي أنها ستحسم هذه المعركة، أما الاحتمال الآخر فهو تجميد الصراع, وأن يتم وقف إطلاق النار علي الوضع الذي ربما يؤدي إلى انقسام أوكرانيا.
وكشف الدكتور بذلك تستطيع روسيا الاحتفاظ بالمناطق التي سيطرت عليها في أوكرانيا، وهى الأربع مقاطعات وشبه جزيرة القرم، مرجحًا أن يتم الضغط علي الرئيس الأوكراني، بخصوص القبول بشروط السلام وأن تحتفظ روسيا بالمناطق الأربعة التي سيطرت عليها، وبالتالي يتم اقتطاع جزء كبير من أوكرانيا لصالح روسيا، وهذا احتمال وارد إذا طالت هذه الحرب.
وأردف أن الغرب يُستنذف بشكل كبير في الحرب والامدادات والأسلحة التي تقوم بإرسالها لأوكرانيا، لم تستطع أن تحدث فارقا في هذه الحرب حتى الآن، ولم يستطع الهجوم الأوكراني المضاد أن يحقق أي نتائج رغم امدادات الأسلحة الغربية من دبابات ومدرعات وأنظمة دفاع جوي وغيرها من الأسلحة الأوروبية الحديثة.
اقرأ أيضًا| وصول رئيس بيلاروسيا إلى جنوب إفريقيا للمشاركة في "البريكس"