خاص| خبراء: القمة الروسية الإفريقية لتحقيق الشراكة المتبادلة والتغلب على أمريكا

الاثنين 24 يوليو 2023 | 09:20 مساءً
القمة الروسية الإفريقية
القمة الروسية الإفريقية
كتب : أحمد عبد الرحمن

تهدف القمة الروسية الإفريقية المقرر إقامتها خلال الفترة المقبلة في مدينة سان بطرسبورغ إلى عقد شراكة متبادلة بين موسكو والدول الإفريقية وتعزيز التعاون الشامل في جميع أشكال ومجالات التعاون في ظل العزلة العالمية التي تعيشها موسكو بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في محاولة من روسيا للتغلب على العقوبات الأمريكية والغربية.

وأكد خبراء في حديثهم لـ«بلدنا اليوم» أن القارة الإفريقية تشهد تكالب من القوى العظمى المتمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين بعد تفاقم الحرب بين موسكو وكييف، مشيرين إلى أن العلاقات المصرية الروسية لها دور محوري في عقد شراكات بين روسيا والدول الإفريقية.

وأشاروا إلى أن الرد الأمريكي على تنامي الوجود الروسي في إفريقيا تمثل في مؤتمر القمة الإفريقية الأمريكية الذي عقد في واشنطن منذ فترة، حيث ستدخل أمريكا برؤية جديدة ومختلفة في القارة السمراء عما قبل في إطار العلاقات المتوازنة والشراكة التي تراعي مصالح القارة.

حليمة: العلاقات المصرية الروسية لها دور محوري داخل القارة الإفريقية

وقال السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الإفريقية، إن القمة الروسية الأفريقية ذات أهمية خاصة في ظل تنامي التواجد الروسي في القارة السمراء في إطار تنافسي مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية والصين.

وأضاف حليمة في تصريحات خاصة لـ«بلدنا اليوم» أن العالم شهد ظهور قوى جديد تقوم على تعدد الأقطاب مما أدى إلى تنامي قوى إقليمية في القارة الأفريقية مثل تركيا وإيران بالإضافة إلى اتحاد مصر والسعودية والإمارات وهذه قوى تنافسية في ظل تكالب جميع الأطراف على القارة الأفريقية لاعتبارات عديدة من جانب القوى القطبية والإقليمية.

وتابع نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الإفريقية قائلًا:" لا شك أن روسيا تسعى إلى التواجد في القارة الأفريقية بشكل أكبر خاصة بعد تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية، باعتبار أن الدول الإفريقية تواجه تحديات كبرى نتيجة الصراع في كييف وجائحة كورونا وتغيرات المناخ خاصة أنها الأكثر تضررًا والأقل سببًا في هذه القضايا".

وأشار السفير  إلى وجود تكالب كبير من جميع الأقطاب والقوى لاستغلال ثرواتها، مؤكدًا أن هذا التقارب يأخذ في الاعتبار الظروف والتحديات التي تواجهها القارة في ظل وجود أزمات قديمة وأخرى مستحدثة كالطاقة والغذاء والمياه في إطار عملية التنمية المستدامة.

وأكد أن القارة الإفريقية الروسية تأتي في هذا التوقيت لمحاولة لإيجاد شراكة وأسس جديدة في المجالات المختلفة سواء الأمنية أوالسياسية أوالاقتصادية أوالاجتماعية، مشيرًا إلى أن الدور الروسي في القارة السمراء متنامِ ومتعاظم في المجال العسكري في الدول الإفريقية.

وقال إن العلاقات المصرية الروسية لها دور محوري داخل القارة الإفريقية، مؤكدًا أنه من الضروري أن يكون هناك نوع من الشراكة في إطار علاقات موسكو مع القارة السمراء.

وأشار إلى أن رد الولايات المتحدة الأمريكية على التوسع الروسي داخل القارة الأفريقية تمثل في مؤتمر القمة الإفريقية الأمريكية الذي عقد في واشنطن منذ فترة، ودخلت أمريكا برؤية جديدة ومختلفة في القارة السمراء عن ما قبل في إطار العلاقات المتوازنة الشراكة التي تراعي مصالح القارة.

وأكد السفير صلاح حليمة، أن هناك برامج أمريكية داخل القارة الأفريقية بمليارات الدولارات تم إعدادها، مشيرًا إلى أن الديمقراطية وحقوق الإنسان لم يعد له الأولوية المطلقة للتقارب الأمريكي مع القارة السمراء في محاولة للحد من نفوذ وتمدد روسيا والصين داخل القارة.

ومن جانبه، قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، إن الهدف من عقد موسكو للقمة الإفريقية الروسية هو مناكفة السياسة الأمريكية في مناطق نفوذها وحركتها.

فهمي: القمة الروسية الإفريقية تهدف لمناكفة أمريكا

وأضاف فهمي خلال تصريحات خاصة لـ «بلدنا اليوم» أن إفريقيا الآن محل تجاذب كبير بالنسبة للمصالح الكبرى للولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أن القمة الروسية الإفريقية تأتي في ظل حرص موسكو على نقل رسالة للدول الغربية وحلف الناتو وأمريكا أنها تقيم علاقات جيدة مع الجانب الإفريقي.

وأشار أستاذ العلوم السياسية أن القمة تأتي في توقيت الروس يتعرضون فيه؛ لاستهداف مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، مؤكدًا أن موسكو تريد أن تقول من هذه القمة إنهم متواجدون في مناطق نفوذ وحركة أمريكا.

ولفت إلى أن جدول أعمال القمة الروسية الإفريقية لم يأت بجديد حيث تركز على مجالات التنمية والاستثمار وريادة الأعمال، مؤكدًا أن مكاسب روسيا من القمة أكبر من المكاسب الإفريقية؛ لأن هذا الحوار يأتي من منظور دولي وليس قاري.

وأكد أن تقييد الولايات المتحدة الأمريكية للحركة الروسية في العالم يدفع موسكو للبحث عن دول خارج النطاق التقليدي، مشيرًا إلى أن الدول الإفريقية لم تلتزم بالعقوبات الأمريكية ضد روسيا.

ولفت إلى أن الدول الأفريقية ستتجاوب مع السياسية الروسية وفق مصالحها؛ لأنهم في حاجة إلى الاستثمارات ورؤوس أموال، وزيادة التنافس بين القوى الدولية.

وأوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية ترفض التوغل الروسي داخل القارة الإفريقية من خلال تقييد حركة الاستثمارات الروسية في هذه الدول وتغليظ العقوبات ضد الدول التي تقييم علاقات مع روسيا، بالإضافة إلى العديد من الآلات الأخرى التي تقلص من التعاون بين الأفارقة والروس.

حجاج: الأزمة السودانية لم تطرح جديد على جدول أعمال القمة

وبدوره قال السفير أحمد حجاج، الأمين العام المساعد الأسبق لمنظمة الوحدة الإفريقية، إن الأزمة السودانية لم تطرح على جدول أعمال القمة الروسية الإفريقية المقرر انعقادها خلال الفترة المقبلة.

وأضاف حجاج في تصريحات خاصة لـ«بلدنا اليوم» أن هناك العديد من الوفود الإفريقية التي تشارك في هذه القمة، مشيرًا إلى أن إفريقيا وروسيا عقدا العديد من الاجتماعات وتناولت وقف الصراعات داخل الدول الإفريقية، وتوفير الأمن الإقليمي والتركيز على الاستثمارات.

وأشار السفير أحمد حجاج إلى أن روسيا ظلت بعيدة عن القارة الإفريقية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، مؤكدًا أنها بدأت تعزيز تواجدها داخل القارة السمراء منذ عدة سنوات وبدليل عقد مؤتمر القمة الروسية الإفريقية للمرة الثانية على التوالي.

وأوضح الأمين العام المساعد الأسبق لمنظمة الوحدة الإفريقية، أن الموقف الروسي ليس له ضغوط على أرص الواقع في الأزمة السودانية، مشيرًا إلى أن دول الجوار يمكن أن تلعب دورًا محوريًا في تقريب وجهات النظر للتوصل لحل للصراع في السودان.

وأكد أن روسيا تعاني خلال الوقت الحالي من حالة من العزلة العالمية بسبب حربها مع أوكرانيا، مشيرًا إلى أن موسكو تسعى إلى تحقيق التكامل الاقتصادي مع دول الإفريقية بعد فرض الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية عقوبات على روسيا.

ولفت إلى أن موسكو تعمل على دعم سياسية الاتحاد الإفريقي لإعادة الإعمار والتنمية وإقامة علاقات اقتصادية جديدة للتغلب على العقوبات الأمريكية، مشيرًا إلى أن القارة الإفريقية منفتحة للتعاون مع كافة الشركاء وغير ملتزمة بالعقوبات الأمريكية ضد روسيا. 

أقرأ أيضًا| بيومي يكشف لـ«بلدنا اليوم» كواليس مركب الهجرة غير الشرعية المنكوب في اليونان

اقرأ أيضا