أكد بيكا كوسونين سفير فنلندا بالقاهرة، أن أولويات فنلندا بعد الانضمام إلى حلف الناتو هى تعزيز تنمية التعاون بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وتطوير التعاون الدفاعي للاتحاد الأوروبي في المستقبل بصفتها عضوًا في الناتو، والمحافظة على نهج سياسة فنلندا الخارجية طويلة المدى.
وأشار سفير فنلندا على هامش حواره مع جريدة «بلدنا اليوم» إلى أن مصر تعد أهم شركاء فنلندا التجاريين في إفريقيا والشرق الأوسط على مدار السنوات الخمس الماضية، وأكبر مستورد من فنلندا في المنطقة حيث بلغت قيمته 420 مليون يورو في عام 2022 مقابل 366 مليون يورو خلال عام 2021.
وأكد ارتفاع الصادرات المصرية إلى فنلندا بشكل كبير خلال العام الماضي لتصل إلى 66 مليون يورو والتي منها الخضار والفواكه بشكل أساسي والسلع المصنعة المنسوجات والمنتجات المعدنية من مصر.
ولفت إلى أن الشركات الفنلندية لديها حلول ممتازة لتقدمها لمصر في مجالات مثل الاقتصاد الدائري والطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا الخدمات الصحية، وأيضا التميز في التعليم الفنلندي بدأ طريقه إلى مصر في فئة التعليم المهني وكذلك أيضا في التعليم العالي مع التركيز بشكل خاص على جامعات العلوم التطبيقية والتي سيكون لها بالتأكيد تأثير إيجابي على سوق العمل في مصر وكذلك لخدمة الصناعة بشكل أفضل في العثور على الكوادر المناسبة.
-ما تقيمك للعلاقات المصرية الفلندية المشتركة فى كافة المجالات؟
علاقات فنلندا بمصر جيدة وتعمل بشكل جيد جدًا، ومصر مهمة بالنسبة لفنلندا نظرًا لنطاقها الديموغرافي والجغرافي و العلاقات التجارية بين فنلندا ومصرمستمرة على مستوى كبير.
والمزيد عن التعاون الإنمائي الفنلندي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يركز على مجالين مؤثرين: وهما المجتمعات الشاملة والمتساوية بين الجنسين، والنمو الاقتصادي المستدام والشامل، وتؤكد الاستراتيجية على تحسين وضع المرأة في المجتمع من خلال تعزيز المشاركة المجتمعية للمرأة والتمكين الاقتصادي.
و لتعزيز المهام وجدنا صندوق التعاون المحلي الداعم لتنمية المجتمع المدني في مصر، يمكن استخدام الصندوق لدعم مبادرات المنظمات والمؤسسات غير الربحية في مصر، حيث ركزت المشاريع في السنوات الأخيرة على تعزيز المشاركة المجتمعية والتمكين الاقتصادي للمرأة.
-ما حجم التبادل التجاري بين البلدين وكيف نعمل على زيادته؟
تعد مصر من أهم شركاء فنلندا التجاريين في إفريقيا والشرق الأوسط على مدار السنوات الخمس الماضية، وأكبر مستورد من فنلندا في المنطقة حيث بلغت قيمته 420 مليون يورو في عام 2022 "من يناير إلى نوفمبر" حيث كانت في عام 2021 قيمته 366 مليون يورو عن نفس الفترة.
ويمثل قطاع الغابات ما يقرب من 50٪ من إجمالي الصادرات من فنلندا إلى مصر "خاصة الخشب والورق" التي كانت سلع التصدير الفلندية الرئيسية على مدار المائة عام الماضية، وتتنوع المنتجات الأخرى في قطاعات مختلفة من الرعاية الصحية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والآلات المميكنة.
ومع ذلك، زادت الصادرات المصرية إلى فنلندا بشكل كبير خلال العام الماضي لتصل إلى 66 مليون يورو "منها الخضاروالفواكه بشكل أساسي"، والسلع المصنعة "المنسوجات والمنتجات المعدنية" من مصر.
وهناك إمكانية للنمو في العديد من القطاعات التجارية في مصر، والشركات الفنلندية لديها حلول ممتازة لتقدمها لمصر في مجالات مثل الاقتصاد الدائري والطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات وتكنولوجيا الخدمات الصحية، وأيضا التميز في التعليم الفنلندي بدأ طريقه إلى مصر في فئة التعليم المهني وكذلك أيضا في التعليم العالي مع التركيز بشكل خاص على جامعات العلوم التطبيقية والتي سيكون لها بالتأكيد تأثير إيجابي على سوق العمل في مصر وكذلك لخدمة الصناعة بشكل أفضل في العثور على الكوادر المناسبة.
-ما هي أهم مجالات التعاون بين البلدين؟ هل هناك اتفاقيات ستوقع قريبا؟
لطالما كانت العلاقات التجارية الثنائية تركز على التجارة، ولكن هناك بعض الاستثمارات الفنلندية في مصر في مجال صناعات تغليف المواد الغذائية، ولكن بالتأكيد هناك مجال للنمو مع المبادرة الحالية في مصر لتوطين الصناعات، حيث يمكن أن تكون فنلندا مصدر لتكنولوجيا التصنيع الموثوقة في مختلف القطاعات.
مع التحديات الحالية للوضع الاقتصادي في جميع أنحاء العالم، سيكون من الجيد استكشاف حوافز الاستثمار المصرية وكذلك العروض المقدمة من فنلندا والتي يمكن أن تكون ذات قيمة مضافة لكلا البلدين.
في ضوء تنفيذ مصر لبرنامج الإصلاح الاقتصادي، كيف ترى مناخ الاستثمار في مصر وما الذي يحتاجه لجذب المستثمرين من فنلندا؟
تستثمر فنلندا بالفعل في مصر في مثل صناعات التعبئة والتغليف، نعتقد أن هناك بعض العوامل التي يمكن أن تشجع المستثمرين على الانطلاق إلى العالمية وهى: المعلومات حول حوافز الاستثمار المختلفة، والاستقرار السياسي والاقتصادي بالإضافة إلى القوانين والسياسات النقدية المعمول بها، وتوقعات اقتصادية واضحة، وترتيب السوق المستهدف من حيث سهولة ممارسة الأعمال، وتكاليف الاستثمار CAPEX و OPEX
وتبذل الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة جهودًا كبيرة لتشجيع الاستثمار في مصر سواء في المناطق الصناعية أو المناطق الاقتصادية الخاصة أو المناطق الحرة وما إلى ذلك، ستكون فرصة عظيمة لو قامت الهيئة العامة للاستثمار بالتنسيق مع اتحاد الصناعات المصرية بعقد حدث في فنلندا حيث يمكنهم عرض إمكانات الاستثمار في مصر وكذلك تحديد الطلبات في السوق المصري لأن هذا سوف يؤدي إلى مناقشات إيجابية للغاية تجاه الخطوات القادمة.
قد يشجع وجود اتحاد الصناعات بعض الشركات الفنلندية على الدخول في مشاريع مشتركة مع الشركات المصرية وسيستفيد كلاهما من السوق الضخم في المنطقة وكذلك تقليل النفقات الرأسمالية لكليهما.
من الأفضل دائمًا تحديد نطاق المشاريع على أساس الطلب وبعد ذلك يمكن أن يتبعها وفد من الشركات المهتمة من فنلندا لزيارة مصر ويبدأ العمل من هناك.
-كيف تقيمون الأزمة الأوكرانية الروسية.. وما هو السبيل لوضع حد لهذه الحرب؟
أدانت فنلندا بشدة الغزو الروسي غير الشرعي لأوكرانيا منذ البداية، الغزو الروسي لأوكرانيا انتهاك صارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، الغزو الروسي غير القانوني لأوكرانيا هو هجوم ضد النظام الأمني الأوروبي بأكمله. نواصل حث روسيا على وقف العمل العسكري على الفور.
-كيف ترى العلاقة بين تركيا وفنلندا بعد انضمامها إلى الناتو .. وهل هناك تنازلات قدمتها فنلندا لتركيا من أجل الانضمام؟
نشكر تركيا على التقدم في عملية التصديق على بروتوكول انضمام فنلندا، حيث تدرك فنلندا التهديد الخطير للإرهاب ضد الحلف وتأخذ مخاوف تركيا الأمنية على محمل الجد، ونعمل على حماية الأمن من جميع التهديدات من جميع الاتجاهات وفقًا لمبادئ الناتو، كمساهمتنا في حماية الأمن في جميع الاتجاهات هو مشاركتنا المكثفة في عمليات إدارة الأزمات العسكرية والمدنية على حد سواء، من المهم لفنلندا أن نواصل حوارنا مع تركيا و آخرين للرد على تهديداتنا الأمنية المشتركة.
-ما هي أولويات فنلندا بعد انضمامها إلى الناتو؟
كانت شراكة فنلندا طويلة الأمد مع الناتو وواسعة النطاق، من خلال الانضمام إلى حلف الناتو ستجلب فنلندا خبرتها في إدارة الأزمات ومنطقة القطب الشمالي والتقنيات الجديدة إلى الحلف كعضو في الناتو، ستعمل فنلندا على تعزيز تنمية التعاون بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، ستدعو فنلندا إلى تطوير التعاون الدفاعي للاتحاد الأوروبي في المستقبل بصفتها عضوًا في الناتو، وستحافظ فنلندا على نهج سياستها الخارجية طويلة المدى.
-كيف سيؤثر انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو على منطقة بحر البلطيق؟
السويد هي الشريك الأقرب لفنلندا في السياسة الأمنية والدفاعية، حيث يفرض موقعنا الجغرافي مصلحة متبادلة واضحة للتعاون عن كثب قدر الإمكان في المسائل الدفاعية، تعزز عضوية فنلندا في الناتو استقرار منطقة بحر البلطيق وتساهم أيضًا في أمن السويد.
كما أن انضمام السويد السريع إلى الناتو يعزز التخطيط الدفاعي الجماعي في منطقة بحر البلطيق وشمال أوروبا، ولا يمكن لحلف الناتو أن يأخذ في الاعتبار أراضي أو قدرات دولة غير حليفة في تخطيط وتنفيذ الدفاع الجماعي، من مصلحة فنلندا أن يكون الناتو قادرًا على الدفاع عن دول البلطيق بأكبر قدر ممكن من الفعالية في أي أزمة عسكرية، سيؤدي انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو إلى دعم التعاون الدفاعي لدول الشمال والتعاون الدفاعي الثنائي بين فنلندا والسويد.
-برأيك، كيف يؤثر انضمام فنلندا إلى الناتو على الحرب الروسية الأوكرانية؟
أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تغيير عميق للبيئة الأمنية في فنلندا وأوروبا، تم اتخاذ قرار فنلندا بتقديم طلب لعضوية الناتو بناء على تقييم شامل للبيئة الأمنية المتغيرة، تم التوصل إلى قرار التقدم لعضوية الناتو عبر عملية ديمقراطية شاملة مع تعاون رئيس الجمهورية والحكومة والبرلمان. يستند قرار فنلندا إلى الدعم الشعبي القوي، والذي تم التعبير عنه في استطلاعات الرأي المكثفة والمناقشات التي أجرتها الأحزاب السياسية الفنلندية.
سيؤدي انضمام فنلندا إلى الناتو إلى تعزيز أمن فنلندا وأمن واستقرار منطقة بحر البلطيق وشمال أوروبا و سترتفع عتبة استخدام القوة العسكرية في منطقة بحر البلطيق كعضو في الناتو، تلتزم فنلندا بالمشاركة في الدفاع الجماعي لحلف الناتو وتتمتع فنلندا بقدرة دفاعية وطنية ذات مصداقية وقابلة للتشغيل المتبادل مع الناتو، وإرادة قوية للدفاع عن نفسها ومستوى عال من المرونة في المجتمع.
-من وجهة نظرك، هل انضمام السويد إلى الناتو قريبًا؟
سيتم إبراز الروابط المتبادلة بين فنلندا والسويد في حالة الأزمة؛ على سبيل المثال، إذا كان بحر البلطيق في خطر فستمر طرق إمداد فنلندا عبر السويد لكي ينجح هذا، يجب أن تكون هناك ثقة متبادلة قوية بين بلدينا، لا ينبغي تقويض هذه الثقة على أسس واهية.
إن التقدم في عملية عضوية السويد من شأنه أن يعزز قدرات الناتو ويعزز أمن منطقة بحر البلطيق وحلف شمال الأطلسي ككل، من مصلحة فنلندا أن يكون لها تحالف قوي، ونأمل أن تصدق المجر و تركيا أيضًا على بروتوكولات انضمام السويد في أسرع وقت ممكن.
-هل ترى أن العالم على وشك حرب عالمية ثالثة؟
لا، العالم في مرحلة محزنة، تحدث أشياء كثيرة بسرعة كبيرة، يحتاج العالم إلى التوقف لثانية، وربما أكثر.
المشكلة هي أن البشرية نسيت بسرعة حدوث عمليات الإغلاق المجتمعي بسبب Covid19، وفقدنا لأفراد عائلاتنا وأحبائنا؛ نحن بحاجة إلى النظر إلى العالم من منظور مختلف، منظور جماعي والتعاون مرة أخرى، وإعطاء فرصة لتوحيد قوى الخلق وتبادل المعرفة.
-في ظل توليك منصب سفير فنلندا في مصر، ما أبرز أولوياتك خلال هذه الفترة؟
الحفاظ على علاقات فنلندا مع مصر فتعتبر مصر مهمة بالنسبة لفنلندا بسبب أهميتها السياسية والجغرافية، أنا حريص على إبقاء العلاقات التجارية مع مصر على مستوى عال، كما يبرز مشاركة فنلندا في العمل المشترك للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في القاهرة.
-كيف تستعد فنلندا لإعادة الاستقرار الاقتصادي بعد جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية بعد النزاع الأوكراني الروسي؟
تم وضع عدد من المشاريع الفنلندية جنبًا إلى جنب مع الشركات المحلية من جميع الأحجام لتمهيد الطريق لمدن مستدامة، ومعالجة التحديات في مجال الطاقة والنقل والبيئة المبنية.
-كيف ترى الدعوات الرئيس عبد الفتاح السيسي والدول العربية لإنهاء الحرب في أوكرانيا؟
إن العدوان الروسي على دولة أوكرانيا أمر غير مقبول، نرحب بكل الجهود المبذولة لإنهاء الحرب و إعادة التأكيد على أن الحل يجب أن يكون من كلا الطرفين.
-أعطنا كلمة أخيرة لوسائل الإعلام المصرية؟
ما نحتاجه حقًا هو معالجة قضية التضليل والمعلومات المضللة التي تعد ظاهرة عالمية في الوقت الحالي.