شهدت العلاقة بين القاهرة و نيودلهي خلال الفترة الماضية تطور بشكل ملحوظ، حيث تسعى كلا البلدين لتعميق التعاون فيما بينهم على كل الأوجه سواء السياسية أو الإقتصادية، ظهر ذلك جلياً في زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للهند، التي وصفتها الأخيرة بالتاريخية، وسط ترحيب واسع على كل المستويات بالرئيس.
وليس هذا فقط بل قامت الهند بدعوة مصر لحضور اجتماعات مجموعة العشرين، بإعتبارها ضيفة شرف رئيسة الدورة الحالية وهي الهند.
لذا فقد نسلط الضوء على أوجه المكاسب الاقتصادية المحققة والمرجوة جراء تعميق التعاون بين مصر والهند، ولما لا والأخيرة تعد خامس أكبر اقتصاد في العالم، كما يعتبرها البعض المحرك التالي لنمو الاقتصاد العالمي بعد الصين، بالإضافة إلى التركيز على إمكانية إعتبار الهند بديلاً عن روسيا و أوكرانيا في توريد المواد الغذائية لمصر، في ظل الحرب الروسية الأوكرانية الجارية.
أوضح الدكتور علي الإدريسي الخبير الاقتصادي في تصريحات خاصة لـ بلدنا اليوم، أن مصر تعمل على عدم الاعتماد على دولة واحدة للحصول على المواد الغذائية.
وتابع الإدريسي بقوله أن استراتيجية الدولة المصرية، تتبنى تنويع مصادر إمدادها بالمواد الغذائية، يأتي ذلك في إطار خطواتها للحفاظ على الأمن القومي الغذائي.
مصر لا تعتبر دولة بديل عن آخري فى استيراد السلع الغذائية
وخلال تصريحات، أشار الخبير الاقتصادي إلى أن مصر على سبيل المثال، تعتمد على الهند بشكل جزئي في استيراد بعض السلع الغذائية مثل الأرز، مؤكداً على أن الخطة المصرية لا تجعل دولة بديلاً أساسياً عن أخرى فى الاعتماد بالسلع الغذائية، وخصوصاً الأساسية منها.
ميزة لصالح روسيا في إستيراد السلع
بالرغم من ذلك فقد أفاد الإدريسي خلال تصريحاته، أن روسيا الآن لديها ميزة تمثل لها الأفضلية في إستيراد السلع الغذائية منها، وتتمثل في التعامل بالعملات المحلية، وفقاً للإتفاق السابق توقيعه.
بريكس مكسب مهم لمصر
هذا وقد أكد الخبير الاقتصادي على الإدريسي خلال تصريحاته، أن انضمام مصر لتحالف بريكس يعد خطوة مهمة، والسبب في ذلك يرجع إلى إنه يعود بـ زيادة في معدلات التبادل التجاري والاستثمار بين مصر ودول التحالف.
واختتم الإدريسي تصريحاته، بالإشارة إلى أن دول بريكس بتعتمد بشكل أساسي على عملات الدول الأعضاء، وهو ما يعني تخفيف الضغط على الطلب الدولار، مؤكداً أن ذلك مكسب مهم للدولة المصرية.