يبدو أن العلاقات بين واشنطن و تل أبيب تشهد خلال الفترة الحالية توتر ملحوظ, و قد ظهر ذلك علي السطح في العديد من المواقف خلال الفترة الماضية, خصوصاً في الإنتقادات الرسمية وغير الرسمية التى صدرت عن واشنطن ضد تل أبيب.
ومن بين هذه الإنتقادات جاء إنتقاد الملياردير اليهودي الأمريكي مايكل بلومبرج اليوم, الذي أكد من خلاله أن إسرائيل تسير نحو كارثة، وذلك على خلفية خطة الإصلاح القضائي الذي تمضي حكومة بنيامين نتنياهو قدما في تنفيذها وتحد من سلطة القضاء لصالح السلطة التنفيذية.
ويشار إلى أن إنتقاد بلومبرج في مقال رأي نشرته صحيفة نيويورك تايمز، حيث أكد أن الحكومة بقيادة نتنياهو"تغازل الكارثة من خلال تعريض تحالفات إسرائيل حول العالم، وأمنها في المنطقة واقتصادها في الداخل والديمقراطية ذاتها التي بُنيت عليها البلاد للخطر", وذلك بحسب وصفه.
وخلال المقال أوضح مايكل بلومبرج بقوله "لم أتدخل قط في السياسة الداخلية (لإسرائيل) ولم أنتقد مبادرات حكومتها"، قبل أن يضيف أنه "بسبب حبي لإسرائيل، فإن احترامي لشعبها وقلقي على مستقبلها يقودني الآن إلى التحدث علنا ضد محاولة الحكومة الحالية لإلغاء القضاء المستقل في البلاد بشكل فعال".
هذا و قد تطرق الملياردير اليهودي الأمريكي خلال مقاله, إلى الأضرار الاقتصادية لخطة نتنياهو, وذلك بقوله "لقد بدأ بالفعل الشعور بالضرر الاقتصادي، كما أظهر هبوط الشيكل, تحدثت شريحة واسعة من قادة الأعمال والمستثمرين ضد اقتراح الحكومة، علنا وسرا. وفي علامة مقلقة، بدأ بعض الناس بالفعل في سحب الأموال من البلاد وإعادة تقييم خططهم للنمو المستقبلي هناك. بصفتي مالكا لشركة عالمية، لا ألومهم".
وأضاف بقوله "تعطي الشركات والمستثمرون أهمية كبيرة للأنظمة القضائية القوية والمستقلة لأن المحاكم تساعد في حمايتها - ليس فقط من الجريمة والفساد ولكن أيضًا من تجاوزات الحكومة, وبنفس القدر من الأهمية، فإنهم يحمون أكثر ما يقدّره موظفوهم: الحقوق والحريات الفردية".
وخلال المقال أيضاً حذر الملياردير الأمريكي من أن الأمر لا يتعلق بالاقتصاد فقط, بل بأمن إسرائيل, وذلك من خلال قوله "يعتمد أمن إسرائيل جزئيا على علاقة مع الولايات المتحدة مبنية على قيم مشتركة - الحرية، والمساواة، والديمقراطية - والتي لا يمكن الحفاظ عليها إلا من خلال الالتزام بسيادة القانون، بما في ذلك قضاء مستقل".
و تجدر الإشارة إلى أن الملياردير اليهودي الأمريكي مايكل بلومبرج الذي يبلغ من العمر 81 عام, هو الرئيس التنفيذي لشركة "بلومبرج" المالية والإعلامية , كما شغل سابقاً محافظ مدينة نيويورك السابق.