بعد الدعم العسكرى اللامحدود لأوكرانيا.. بوتين يحذر الغرب من الرد القاسى

العمليات الانتحارية الأوكرانية آخر أنفاس نظام كييف

الاحد 26 فبراير 2023 | 08:18 مساءً
الأزمة الروسية الأوكرانية
الأزمة الروسية الأوكرانية
كتب : هبه حرب

تستمر الأزمة الروسية الأوكرانية فى السيطرة على المشهد العالمى، وذلك بالرغم من مرور عام على انطلاقها.

ومنذ اللحظات الأولى للحرب، دخل الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على الخط بدعم غير محدود لأوكرانيا، من أجل التصدى لروسيا.

وقد كان آخر تطور فى هذا الدعم، هو إعلان الغرب تعهده بتقديم دبابات متطورة إلى كييف، حيث ذكرت الولايات المتحدة أنها ستقدم 31 دبابة، كما وافقت ألمانيا على إرسال 14 دبابة، بجانب تعهد بريطانيا بإرسال 14 دبابة.

إلا أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين رد على هذا الأمر، معتبراً أن ذلك تهديدا من الغرب لبلاده، مؤكداً أن الرد سيكون قاسيا، وهذا من خلال قوله " لدينا إمكانيات الرد عليهم، لن يقتصر على الأمر على الأسلحة المدرعة"، كما ذكر أيضا "نحن لا نرسل دباباتنا إلى حدودهم، لكن لدينا ما نرد به عليهم"، وشدد بوتين خلال تصريحاته، على تحذيره للغرب من الانجرار إلى حرب مع روسيا.

استهلاك إعلامى

ومن جانبه فقد أكد اللواء تامر الشهاوى عضو مجلس النواب ولجنة الدفاع والأمن القومى السابق خلال تصريحات خاصة لـ بلدنا اليوم، أن تصريحات الغرب حول دعم أوكرانيا بالأسلحة ما هى إلا استهلاك إعلامى فقط، كما شدد على أن الروس لن يسمحوا بدخول مثل هذه الأنواع من الأسلحة إلى الأراضى الأوكرانية.

وخلال تصريحاته أوضح اللواء تامر الشهاوى، أن الحرب الروسية الأوكرانية من الناحية العسكرية انتهت، ومن الناحية السياسية والاستراتيجية فإن روسيا حققت ما تريد، فقد سيطرت على المناطق التى تريدها.

كما أشار الشهاوى إلى أن القوات الروسية تحاصر كييف ولا تريد دخولها، وليس كما يردد البعض إنها لم تستطع ذلك، موضحاً أن السبب فى ذلك يعود إلى أن أسوأ المعارك بالنسبة للجيوش النظامية حروب المدن والحروب الجبلية، حيث أن دائماً لا تحسم مثل هذه الحروب.

روسيا حققت ما تريد

وتابع اللواء تامر الشهاوى بقوله إن كل حرب لها هدف، وروسيا حققت هدفها من هذه الحرب، فقد كانت ترغب فى نزع السيطرة بالمنطقة الشرقية وربط أراضيها بجزيرة القرم، وقد وصلت موسكو لهذا الهدف.

وأضاف أيضا أن منذ بداية العملية العسكرية، وسماوات أوكرانيا بالكامل مستباحة لروسيا، حيث أن القوات الروسية دمرت مراكز القيادة والسيطرة ومخازن الذخيرة ومراكز التمركز والدفاع الجوى، بجانب فرض السيطرة على كل الأهداف الحيوية مثل المواقع النووية.

كما ذكر عضو مجلس النواب السابق، أنه وفقاً التقديرات العسكرية، فمن المستحيل خسارة روسيا للحرب، إلا فى حالة واحدة دخول أمريكا والناتو بشكل مباشر، إلا أنه أكد أن هذه الحالة لن تحدث.

وعلى أثر ذلك فقد أكد الشهاوى أن كل ما يدور فى الأزمة الروسية الأوكرانية حالياً وفى المستقبل لا يتعدى المناوشات فقط، فـ أوكرانيا بالوقت الحالى لا تمتلك شيئا أمام الآلة العسكرية الضخمة التى تمتلكها روسيا.

وأشار اللواء تامر الشهاوى إلى أن ما يدور بين موسكو والغرب حالياً هو صراع اقتصادى، حيث يمارس الغرب ضغطا اقتصاديا على روسيا، والأخيرة أيضا تضغط على الغرب من هذه الناحية، وهو ما يفسر موجات الاحتجاجات التى تضرب العواصم الأوروبية، جراء الأزمات الاقتصادية التى يعيشها شعوب القارة العجوز.

التفاهمات

لافتاً إلى أن الصراع الدائر بين موسكو والغرب، يأتى من أجل ما يهم جميع الأطراف حالياً، سواء كان الجانب الروسى أو الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، هو الوصول إلى تفاهمات فى الوقت الحالى، وذلك من خلال التفاوض.

واختتم اللواء تامر الشهاوى تصريحاته، بتأكيده على أن المفاوضات بين موسكو والغرب جارية الآن عبر وسطاء، وإن كان هذا الأمر غير معلن بشكل رسمى فى هذا الوقت.

إمدادات الغرب لأوكرانيا

أما الدكتور نور ندا المتخصص فى الشأن الروسى خلال تصريحات خاصة لـ بلدنا اليوم، أكد أن إمداد الغرب خصوصاً ألمانيا وأمريكا بنوع متطور من الدبابات لكييف، بالطبع سيكون لها أثر فى العلمية العسكرية الروسية فى أوكرانيا، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيشكل نقلة نوعية، لكن لن يحقق انتصارا لأوكرانيا.

كما أوضح ندا أن هذا الأمر يعد تدخلا مباشرا من الولايات المتحدة الأمريكية والناتو بالحرب، وهو ما يمثل تحولا نوعيا فى سير المعارك.

لكنه لفت إلى تأخر وصول هذه الأسلحة إلى النظام الأوكرانى، مؤكداً أنها لن تصل إلى أوكرانيا قبل عدة أشهر.

كما أشار إلى أن هذا الأمر يفسر التقدم السريع للقوات الروسية على محور زاباروجيا ودونيتسك، وذلك من أجل قطع الطريق على أوكرانيا فى القيام بالهجوم على شبه جزيرة القرم، متطرقاً أيضا للإشارة إلى نجاح مجموعة فاجنر فى إحكام السيطرة على باخموت.

الاستعداد لمعركة الدبابات

وخلال تصريحاته أيضا تناول الدكتور نور ندا المتخصص فى الشأن الروسى، تولى رئيس أركان الجيش الروسى الجنرال فاليرى غيراسيموف قيادة العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا شخصياً، هو الأمر الذى وصفه الرئيس فلاديمير بوتين بالمهم، حيث أن الجنرال الجديد ملقب بـ رجل الدبابات، مؤكداً أن هذا التطور يعنى استعداد الجانب الروسى لهذا النوع من المعارك.

وهو ما فسره الدكتور نور ندا، أن الرئيس الروسى قرر تغيير خطة العملية العسكرية الروسية، بعد قرار الغرب إمداد الغرب لأوكرانيا بالدبابات.

هذا وقد رأى ندا أن هناك مواجهة شاملة خلال الفترة المقبلة، إلا أنه أكد استعداد الجانب الروسى لهذه المواجهة بكامل قوتهم.

مشيراً إلى أن الأسلحة الغربية لن تستطيع إحداث الفارق فى الحرب الروسية الأوكرانية، وأن كل ما ستحققه هو إطالة زمن الحرب لفترة من الزمن.

العمليات الانتحارية

كما أكد الدكتور نور ندا، أنه يرى أن التقديرات تشير إلى أن مع التقدم السريع للقوات الروسية فإن الحرب ستنتهى خلال هذا العام.

وقد دلل المتخصص فى الشأن الروسى، على رؤيته لهذا الأمر، بالإشارة إلى الاستعدادات الدفاعية التى اتخذتها السلطات الروسية فى العاصمة موسكو، من خلال نصب أنظمة دفاع على المبانى الحيوية والحكومية بالعاصمة.

وذلك فى إطار التحسب من قبل السلطات الروسية، من أى عمل عسكرى متهور من النظام الأوكرانى، ضمن المعارك النهائية للحرب.

التضحية بـ أوكرانيا

هذا وقد أفاد الدكتور نور ندا خلال تصريحاته، بقوله إنه "يبدو أن هناك اتفاقات تتم خلف الستار للتفاوض بين أمريكا وروسيا"، مؤكداً استعداد الغرب التضحية بـ أوكرانيا.

فيما تطرق ندا خلال تصريحاته إلى المأزق الذى يمر به حلف الناتو، والممثل فى نقص مخزون الأسلحة لدى معظم دول الحلف، وذلك فى الوقت الذى تضخ فيه الصناعة العسكرية الروسية أعدادا كبيرة من الأسلحة المتنوعة، مما يشير إلى أن النفس الروسى طويل.

كما أشار المتخصص فى الشأن الروسى، إلى مخاوف الغرب من سقوط الدبابات الألمانية والأمريكية فى يد الروس، وهو ما يعنى تعرى تكنولوجيا الناتو العسكرية أمام موسكو.

فيما أوضح احتمالية أن يكون قرار الغرب بإمداد أوكرانيا ببعض الأسلحة فى الوقت الراهن، يمكن أن يكون إحدى أوراق الضغط التى يعتمد عليها الغرب لخلق وضع تفاوضى يحافظ على ماء الوجه له مع موسكو.

وخلال تصريحاته أيضا، أوضح الدكتور نور ندا، أنه يرى أن المعركة الكبرى فى الحرب الروسية الأوكرانية، ستكون فى لفيف فى الغرب الأوكرانى بالقرب من الحدود البولندية و ليس كييف ولا أوديسا، مشيراً إلى أن السبب فى ذلك، هو أن لفيف تجمع أكثر متطرفين قوميين أوكرانى يعد انتمائهم إلى ستيبان بانديرا هو الذى كون مجموعات قتالية قاتلة بجانب هتلر فى الحرب العالمية الثانية ضد الجيش السوفيتى فى هذا الوقت، و استمر فى ذلك لمدة عشر سنوات بعد انتهاء الحرب، لذلك فإن هؤلاء بمثابة هدف أمام السلطة الروسية، حيث أنه هم "النازيين الجدد" الذين أكد الرئيس فلاديمير بوتين مراراً وتكراراً أنهم أعداء روسيا.

وأكد المتخصص فى الشأن الروسى، أن هذا الأمر لا يريده الغرب، لأن بذلك المعركة ستصبح على حدود الناتو، فـ بولندا دولة فى حلف شمال الأطلسى.

واختتم الدكتور نور ندا تصريحات، بأن الروس حققوا نصرا كبيرا فى العملية العسكرية، من خلال السيطرة على الأقاليم الأربعة تمتلك ثروات هائلة على المستوى الزراعى والثروات الطبيعية فهو ما يمثل مكاسب تساوى تكليف الحرب، بجانب تأمين الطريق إلى شبه جزيرة القرم وسيطرت على طريق برى لأراضيها فى القرم، وهو الأمر الذى يعد استرجاع موسكو لأراضيها التاريخية.