أكد دياب اللوح سفير فلسطين فى القاهرة أن ما شهدته الأراضى الفلسطينية المحتلة مؤخرا هو تصعيد خطير، وخاصة بعد عودة بنيامين نتنياهو مرة أخرى رئيسا للوزراء، على أكتاف الأحزاب الدينية المتطرفة.
وأشار على هامش حواره مع "بلدنا اليوم" إلى أن بن غفير صهيونى وحفيد كهانة الإرهابى المتطرف، محملا حكومة الاحتلال مسئولة التصعيدات الأخيرة.
وقال إن هذه الحكومة تريد زج المنطقة إلى حرب دينية، والمجتمع الإسرائيلى مجتمع عسكرى وكل مستوطن إسرائيلى هو جندى فى الجيش، متابعا أن فلسطين تعانى بعد قطع ترامب للمعونة الأمريكية، وجبهة التحرير الفلسطينية تدعو إلى مؤتمر دولى للسلام فى الشرق الأوسط.
وأضاف أن الحكومة الفلسطينية تشيد بدور مصر فى مبادرة إعمار غزة والوساطة المستمرة لحل الأزمة، مؤكدا أن ملف الأسرى الفلسطينيين ملف حساس لكل بيت فى فلسطين لكن إسرائيل فوق القانون، ومصر كانت وما زالت تدافع عن القضية الفلسطينية.
السفير الفلسطيني دياب اللوح في حوار لبلدنا اليوم
فى بداية الحوار كيف ترى الأحداث الأخيرة فى فلسطين وخاصة أحداث جنين والقدس والضفة الغربية؟
الحكومة الفلسطينية تحمل إسرائيل كامل المسئولية عن عمليات القتل والاغتيالات كما أنها مسئولة عن التصعيدات الأخيرة وهذه التصرفات تجر المنطقة إلى حرب دينية بسبب أفعال الحكومة اليمينية المتطرفة التى تتولى إدارة إسرائيل، ونؤكد أنه لا مصلحة لفلسطين فى المواجهات العسكرية بل إسرائيل تتعمد ذلك عن طريق تحركاتها العسكرية داخل الأحياء الفلسطينية وعن طريق الإعدامات المباشرة فى حق الفلسطينيين مما يشير إلى تعنتها فى استخدام القوة وزج المنطقة فى صراع عسكرى.
السفير الفلسطيني دياب اللوح في حوار لبلدنا اليوم
هل ترى أن اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى يعد إشعال فتيل هذه الأحداث والتصعيدات الأخيرة؟
بكل تأكيد لأن بن غفير صهيونى متطرف وهو حفيد كهانة الإرهابى المعروف وهذه ليست المرة الأولى التى يقتحم فيها المسجد الأقصى بل اقتحمه عشرات المرات ولكن هذا الاقتحام الأول وهو وزير داخل الحكومة الحالية مما يعنى دلالات سياسية كثيرة عنه شخصياً وعن الحكومة الإسرائيلية كلها، وهو ما يعنى أن الحكومة أرسلت وزيراً منها لإظهار أنها تريد تغيير الوضع القانونى والتاريخى القائم فى المسجد الأقصى المبارك والقدس وهذا ما نرفضه جملةً وتفصيلاً، ونحن نطالب بالحفاظ على الوضع فى المسجد الأقصى والقدس الشرقية وفقاً لميثاق الأمم المتحدة ووفقاً لاتفاقيات جنيف الرابعة التى لا تجيز للمحتل أن يجرى أى تغييرات جغرافية أو ديموغرافية على الأراضى المحتلة، ويجب أن نذكر أن القدس الشرقية هى أرض فلسطينية تم احتلالها عام 1967 ونحن نتمسك بالقدس عاصمة لدولة فلسطين العتيدة والمستقلة.
السفير الفلسطيني دياب اللوح في حوار لبلدنا اليوم
كيف تنظر إلى قرار حكومة الاحتلال الخاص بالسماح للمستوطنين الإسرائيليين بحمل السلاح والتوسع فى امتلاكه؟
أود أن أوضح للقراء أن المجتمع الإسرائيلى مجتمع عسكرى وأن كل مستوطن إسرائيلى بلغ سن الجندية سواء ذكر أو أنثى هو جندى فى الجيش ويملك داخل بيته سلاحاً رشاشاً، حيث مصرح للمواطن الإسرائيلى أن يشترى السلاح من محلات بيع الأسلحة حسب القانون الإسرائيلى، ومن وجهة نظرى أن هذا القرار قرار شكلى، لأن المستوطن الإسرائيلى يحمل السلاح جهاراً نهاراً ويستخدمه فى قتل الفلسطينيين، فنجد المستوطن مسموحا له أن يطلق النار على مواطن فلسطينى أما إذا أراد الفلسطينى الدفاع عن نفسه حتى باليد المجردة فهو يعد جرما، وقبل عدة سنوات مستوطن يقتل مواطنا فلسطينيا فى مدينة "اللد" ثم يأتى وزير الأمن الإسرائيلى يفرج عنه بحجة الدفاع عن النفس، كما ساعدت قرارات الجيش والشرطة لحكومة الاحتلال فى سهولة الضغط على الزناد، إذا أين القانون؟ فمن الواضح أن إسرائيل دولة فوق القانون تطلق يد المستوطنين وعصابات المستوطنين فى استخدام الرصاص تحت أى شبهة على العكس بالنسبة للمواطن الفلسطينى إذا فكر فى الدفاع عن نفسه ضد مستوطن فهذا تعدٍ على القانون.
السفير الفلسطيني دياب اللوح في حوار لبلدنا اليوم
كيف ترى قرار البيت الأبيض بالسماح للحكومة الإسرائيلية فى استخدام القوة الغاشمة والمميتة ضد الفلسطينيين؟
نحن استمعنا لبيان البيت الأبيض الخاص بالرد على الفلسطينيين بالقوة الغاشمة ويجب أن نوضح أن الإدارة الأمريكية سواء كانت ديموقراطية أو جمهورية هى إدارة منحازة إلى إسرائيل، ولكن نحن نطالب الإدارات الأمريكية المتعاقبة وخاصة الإدارة الحالية إدارة الرئيس جون بايدن بالالتزام بما قطعته على نفسها من تعهدات والتزامات فيما يتعلق برؤية حل الدولتين كوسيلة لحل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، وبالرغم من أننا ندرك أنها إدارة منحازة لإسرائيل إلا أنها مطالبة بالنظر فى القضية لأنها مفتاح الحل فى الصراع الفلسطينى ونطالبها بالالتزام بواجباتها القانونية والإنسانية والسياسية تجاه الشعب الفلسطينى وتجاه حل الصراع المستمر فى المنطقة ولإنهاء الاحتلال القائم فى الأراضى الفلسطينية منذ 1967، وإيجاد حل عادل للاجئين الفلسطينيين المشردين حول العالم منذ عام 1948 .
السفير الفلسطيني دياب اللوح في حوار لبلدنا اليوم
ما هى فرص حل الدولتين بعد الأحداث الأخيرة وما هو الرد الإسرائيلى على مفاوضات السلام؟
نحن ما زلنا نتمسك بخيار السلام وما زلنا نتمسك بالمفاوضات فى إطار مؤتمر دولى للسلام فى منطقة الشرق الأوسط تحت رعاية اللجنة الرباعية الدولية التى تضم (الأمم المتحدة والولايات المتحدة والإتحاد الأوروبى وروسيا) من أجل إدارة مفاوضات مباشرة ذات سقف زمنى استناداً إلى المرجعيات والقرارات الدولية كافة، ووفق رؤية حل الدولتين ومبدأ الأرض مقابل السلام وأيضاً وفق المبادرة العربية للسلام، لكن الحقيقة أنه عملياً لا توجد مفاوضات مع إسرائيل لأنه لا يوجد شريك إسرائيلى فى الجانب الآخر فالحكومات الإسرائيلية منذ حكومة نتنياهو فصاعداً تعطل المفاوضات بشكل متعمد، وتعطل تنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين جبهة التحرير الفلسطينية وحكومة الاحتلال، وخاصة فيما يتعلق باتفاق "أوسلو"، وهو اتفاق مرحلى انتقالى عمره خمس سنوات، اليوم استمر هذا الاتفاق لمدة ثلاثين عاماً وتجاوز المفهوم المبنى عليه من أجل إقامة السلام العادل فى المنطقة، لذلك نحن نحمل الحكومة الإسرائيلية تعطيل الاتفاقيات وتأخير عملية السلام والوصول بالعملية السياسية إلى طريق مسدود، لذلك كل من المجتمع الدولى والإدارة الأمريكية واللجنة الرباعية ومجلس الأمن أيضا مطالبين بتحمل مسئولية الضغط على حكومة إسرائيل للانصياع للمجتمع الدولى وتلبية نداء السلام والجلوس على طاولة المفاوضات فى إطار مؤتمر دولى للسلام فى الشرق الأوسط .
السفير الفلسطيني دياب اللوح في حوار لبلدنا اليوم
كيف ترى حكومة نتنياهو الحالية وهل هناك فرق بين هذه الولاية والولايات السابقة له أو هل هناك خطط جديدة؟
حكومة يمينية متطرفة لكن الاختلاف أنه أدخل أحزابا صهيونية إلى الحكومة الإسرائيلية التى ساهمت بشكل كبير فى فوزه بالانتخابات وهى أحزاب يمينية متطرفة، مما يعنى أنه فضل نفسه وأهدافه السياسية على المصلحة العامة للبلاد ولم يهتم بالأمن والاستقرار فى المنطقة، لذلك هو شخصيا يتحمل المسئولية كاملة عن التصعيدات الأخيرة بسبب سياسة الحركات والأحزاب الصهيونية المتطرفة المنضمة إلى حكومته، ومن المعروف عن تلك الحركات أنها لا تريد التعامل مع الحكومة الفلسطينية بل لا تريد وجود دولة فلسطين أصلاً على الأراضى الفلسطينية كما أنها لا تريد استمرارية السلطة الفلسطينية وتطالب بتفكيكها بشكل علنى، كما أن نتنياهو سلم كافة الصلاحيات والقرارات المدنية الخاصة بالشعب الفلسطينى فى يد وزير متطرف كما وضع القدس والأماكن الدينية فى يد وزراء متطرفين، وكل هذه الأحداث تحذر من الانفجار القادم، والقيادة الفلسطينية تريد أن تشهد المنطقة أمنا واستقراراً متكاملاً ومتكافئاً لكلا الطرفين وأن يتم الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين صاحبة التاريخ والحضارة.
من بداية شهر يناير العام الجارى تم أسر 450 من الفلسطينيين، كما أن بن غفير زار السجون ما هى التوقعات بشأن ملف الأسرى الفلسطينيين بعد هذه الأحداث؟
ليس غريبا على "بن غفير" هذه الزيارة لأنه وزير الأمن القومى والمسؤول عن الشرطة ومصلحة السجون فى حكومة الاحتلال وأضيف له حرس الحدود الآن بالإضافة لبعض الصلاحيات الأخرى، ولذلك أول ما تسلم بن غفير مهامه قام بزيارة سجون الاحتلال القابع فيها الأسرى الفلسطينيون واصدر تعليماته بتشديد الإجراءات على الأسرى الفلسطينيين، وألفت النظر إلى أن ملف الأسرى الفلسطينيين ملف حساس من الناحية الوطنية والجماهيرية الفلسطينية، لذلك قام ببعض التغييرات بين صفوف الأسرى استهدف فيها نقل القيادات من سجن إلى آخر بين عده سجون إسرائيلية ومراكز توقيف إسرائيلية، كل ذلك يهدف الى إرباك الوضع الداخلى داخل السجون والمعتقلات ويهدف الى تضييق الخناق على الأسرى والمعتقلين، ونلاحظ أن "بن غفير" يلعب فى الملف الأكثر حساسية لدى الفلسطينيين، أما بالنسبة للأخوة والأخوات فى السجون والمعتقلات الإسرائيلية فهم يعرفون كيف يديرون معركتهم مع إدارة السجون الإسرائيلية ولديهم خطة مرحلية واستراتيجية فى كيفية التأقلم مع هذه التطورات، والحكومة الفلسطينية تحذر من خطورة المساس بوضعية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين الذين كما ذكرنا فى زيادة مستمرة لأن هناك اعتقالات يومية للفلسطينيين وخاصة القدس فقد اعتقلت مجموعة من الفلسطينيين فى أرض القدس لا علاقة لهم بالأحداث إلا أنهم مجرد أقرباء الأفراد الذين ساهموا فيما حدث .
السفير الفلسطيني دياب اللوح في حوار لبلدنا اليوم
ما صحة ما تداولته وسائل الإعلام أن بعض المنظمات أطلقت صواريخ تجاه تل أبيب وهل أطلقت إسرائيل صواريخ كرد فعل؟
لقد تابعنا ما نشر فى وسائل الإعلام بهذا الخصوص ونذكر أن هناك مساعى وتحركات سبقت الفعل ورد الفعل من أجل عدم انزلاق الأمور أكثر، وهذا التصعيد تتحمل مرة أخرى الحكومة الإسرائيلية مسئوليته الكاملة حيث أنها تباغت المدن الفلسطينية صباحاً ومساءً، تلك المدن التى تعتبر تحت سيادة السلطة الفلسطينية تعتبر منطقة "أ" وتوجد هناك سلطة فلسطينية وأجهزة أمنية فلسطينية وبالرغم من ذلك حكومة الاحتلال تقتل وتدمر وتحرق منازل وتعتقل مواطنين كل ذلك استفز مشاعر المواطنين الفلسطينيين، فنحن هنا نتحدث عن دم يسيل على الأرض من أبناء الشعب الفلسطينى هذا المشهد الدموى الذى ترتكبه إسرائيل فى حق الشعب الفلسطينى يستفز أبناءه، لذلك كل الدول الصديقة والشقيقة والمجتمع الدولى طالبت إسرائيل بالتوقف عن هذا الممارسات وحذرت من خطورة التداعيات على مجمل الأوضاع فى المنطقة وخاصة كما نقول أن الأمن والاستقرار فى منطقه الشرق الأوسط جزء لا يتجزأ من الأمن الوطنى لذلك حكومة إسرائيل مطالبة بوقف الاقتحامات المستمرة فى المدن والمخيمات والأراضى الفلسطينية ووقف ما ترتكبه من أعمال قتل وجرائم مستمرة ضد الشعب الفلسطينى .
إلى أين وصلت آخر تطورات مبادرة إعمار غزة التى تقوم بها مصر فى الأراضى الفلسطينية؟
نحن نجدد ونكرر شكر دولة فلسطين للرئيس عبد الفتاح السيسى على هذه المبادرة الكريمة وإعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلى فى غزة، وأعتقد أن الأعمال جارية لبناء ٣ مدن مصرية على أرض قطاع غزة وفى القريب العاجل سوف تُستكمل ويتم وضع آلية حول كيفية استفادة المواطنين الفلسطينيين من هذه الشقق أو المساكن أو المنازل التى سوف تتوفر فى المدن الثلاث المصرية على أرض غزة.
بعد توسع حركة الاستيطان داخل الأراضى الفلسطينية، ما هو دور الحكومة الفلسطينية لوقف ومكافحة هذه التوسعات؟
أخطر ما نواجهه نحن الشعب الفلسطينى والقيادة الفلسطينية والسلطة الفلسطينية هو التهام الأراضى من قبل هذا السرطان الاستيطانى والمستوطنين الإسرائيليين، ويجب التأكيد على أن الصراع هو على الأرض فالحكومة الإسرائيلية أطلقت يد المستوطنين لمصادرة الأراضى الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية تعمل من اجل مصادرة المنطقة "ج" بوضع اليد عليها حيث تبلغ ٦٢ ٪ من مجمل مساحة أراضى الضفة الغربية يعنى المنطقة "أ، ب" حوالى ٣٨٪ والمنطقة "ج" وحدها ٦٢ ٪ وهى المنطقة الزاخرة بالموارد وفيها موارد مائية وزراعية وطبيعية وتشكل ثروة بالنسبة لنا، حيث إن حجم الخسائر بالأرقام المباشرة وغير المباشرة يصل إلى حوالى ١٢ مليار دولار سنويا، لذلك يجب أن ينتهى الاحتلال وترفع يد المستوطنين عن مواردنا وإذا حصلنا على مصادرنا لن نحتاج إلى دعم من الإدارة الأمريكية أو من غيرها.
السفير الفلسطيني دياب اللوح في حوار لبلدنا اليوم
وهل بعد كل هذه المدة سيصبح الاحتلال قانونى شرعى؟ بالطبع لا، وبالتالى نحن ننتظر إجابة من محكمة العدل الدولية على القرار الدولى الذى حظى بموافقة ٨٨ دولة وهى الأغلبية فى الأمم المتحدة وذلك لإحالة السؤال والفتوى إلى محكمة العدل ونحن فى حالة تحرك مستمر، وأيضا فى كل جلسات مجلس الأمن التى تحدث يكون هناك تشخيص للحالة الموجودة فى الأراضى الفلسطينية، لكن للأسف الشديد مجلس الأمن عاجز عن تنفيذ قرارته وفى أواخر فترة أوباما السابقة فى عام ٢٠١٥ كان هناك قرارات لوقف الاستيطان لكن لم تنفذ، وإسرائيل لم تلتزم بتنفيذها، ولم تلتزم أيضا بقرار محكمة "لاهاى" الخاص بجدار العزل الذى كان يبلغ طوله حوالى ٨٠ كم مربع ليعزل الناس عن بعضها البعض .
هل تم تنفيذ أى قرارات أو توصيات من الأمم المتحدة أو جامعة الدول العربية؟
سؤال مهم جدًا نحن أولاً نشكر جامعة الدول العربية والأمانة العامة والأمين العام شخصيًا ونشكر الدول العربية الشقيقة على هذا الدعم والمساندة المستمرة للموقف الفلسطينى وكذلك نشكر الأمم المتحدة التى لها مواقف وبصمات واتخذت عدد من القرارات لصالح القضية الفلسطينية، كل ما نريده الآن وضع آلية لتنفيذ هذه القرارات على المستوى العربى والإسلامى والدولى، ثانيًا وضع استراتيجية فلسطينية عربية دولية للخروج بالمنطقة من هذا المأزق الذى تمر به، دون انزلاق المنطقة إلى حرب.
والعالم كله يشاهد الصور التى تخرج من فلسطين، ويرى أطفالها يبكون بسبب هدم منازلهم التى تأتى الجرافات الإسرائيلية وآلات الهدم لهدمها بحجة أنها ليست مرخصة، ويتم إلقاء ورمى عشرات المواطنين بدون مأوى فى الشارع، وهناك أحياء كاملة مستهدفة بمدينة القدس مثل (حى الشيخ جراح، مساكن خان الأحمر، المساكن البدوية، الأجوار الفلسطينية بجانب الأردن) نؤكد استهداف الوجود الفلسطينى واستمرارهم فى الدمار بشكل يومى.
ونذكر أن هناك مواطنا فلسطينيا بنى منزله مرة واثنتين وثلاث وتم هدمه مرة واثنتين وثلاث من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلى، بالإضافة إلى موضوع الأسرى، وهناك ٢٣٣ شهيدا بين الحركة الفلسطينية الأسيرة من بينهم الشهيد (ناصر أبو حميد) الذى رفضت إسرائيل الإفراج عن جثمانه حتى الآن بالإضافة إلى جثامين شهداء آخرين محفوظة فى الثلاجات الإسرائيلية ومقابرهم، وهنا أسأل بأى عرف أو قانون دولى أو حقوق إنسانية يحدث هذا، أين حقوق وأخلاق الإنسان مما يحدث فى فلسطين وشعبها؟
مع كل التطورات فى القضية الفلسطينية ومحاولة حكومة الاحتلال للاستيلاء على الأحياء هل ممكن أن نرى انتفاضة قادمة من الشعب؟
هنا نتحدث عن الوجود الفلسطينى على الأراضى الفلسطينية ونحن فى حالة صمود على الأراضى والرئيس أكد مرارًا وتكرارًا أننا متمسكون بحقنا على أرضنا ولن نغادرها ولن نتركها ولن نرحل عنها هذا أولًا، وثانيًا نحن نتمسك بحقنا المشروع بالدفاع عن النفس من خلال الوسائل والمقاومة السلمية المشروعة، حيث نرى أن الفلسطينى لا يحمل السلاح أثناء المواجهات، لكننا نجد السلاح فى يد الجيش والشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود والمستوطنين وعصابات الإسرائيليين.
ولدينا خارج فلسطين ٧ ملايين فلسطينى ما بين لاجئ ونازح، ممنوع من العودة إلى فلسطين هؤلاء أيضًا بحاجة إلى إيجاد حل لهم عادل بموجب قرار الأمانة الدولية رقم ١٩٤، وبموجب ما جاء فى المبادرة العربية للسلام، فبأى حق ينفى حوالى ٧ ملايين مواطن فلسطينى بين مشرد ومشتت فى كافة أنحاء العالم وهم أيضًا يعيشون فى ظروف صعبة ليست عادية، فهناك مخيمات فلسطينية يعيشون فيها فى ظروف صعبة وهناك فلسطينيون يلقون حتفهم فى البحر بحثًا عن لقمة العيش فمن يتحمل مسئولية ذلك.
السفير الفلسطيني دياب اللوح في حوار لبلدنا اليوم
القضية الفلسطينية مهمة لكل العرب خاصة المصريين، كيف تنظر إلى الدور المصرى فى الفترة الأخيرة؟
فى البداية أقدم كل الشكر والتقدير للشعب الفلسطينى شعبًا وحكومة وقيادة إلى الشعب المصرى والرئيس عبدالفتاح السيسى على كل ما تقدمه مصر من دعم مستمر للشعب الفلسطينى، حيث شاركت مصر مع فلسطين بالرجال والدماء والمال والسلاح و كانت ولا زالت تدافع عن القضية الفلسطينية، ونحن نشكر مصر على كل هذه المواقف الوطنية القومية الأصيلة، كما نعلم أن مصر حريصة كل الحرص على عدم انزلاق وانفجار الوضع وتتدخل فى كل مرة لتمنع أى تصعيد أو عدوان ضد الشعب الفلسطينى، ولذلك نحن نقدر عاليًا هذا الجهد المصرى المبذول والمستمر من الرئيس السيسى ونحن أيضا نعتبر أن العلاقة بين مصر وفلسطين علاقة تاريخية.
ونؤكد أن هناك تشاورا وتعاونا وتنسيقا مستمرا بين القيادتين والرئيسين وأيضا هناك المحور المصرى والأردنى الفلسطينى المشترك الذى عقدت قمته قبل عدة أيام فى القاهرة بمشاركة الرئيس السيسى والرئيس محمود عباس والملك عبدالله الثانى ملك الأردن، ونحن كما قلنا هذا المحور منفتح على العمق العربى والإقليمى والدولى وليس منغلقا على نفسه ونتطلع إلى وضع استراتيجية لوقف ما تقوم به إسرائيل من إجرام ضد الشعب الفلسطينى.