يعدوا من فناني الزمن الجميل الذين يعيشون أطول من أعمارهم ويخلدون بفنهم وأعمالهم فى وجدان وذاكرة الملايين ويتصادف اليوم ذكرى ميلاد أحدهما ووفاة الآخر.
نرشح لك: ملك العود يكشف عن سر اسم الأطرش.. وحكايته مع المخدات التي صنعت أعظم ألحانه
الموسيقار الكبير فريد الأطرش الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم الموافق 26 ديسمبر من عام 1974، والفنان الكبير كمال الشناوي الذى ولد أيضًا فى مثل هذا اليوم الموافق 26 ديسمبر من عام 1921.
قد يظن البعض من الوهلة الأولى إنه لا يجمع الثنائي اي شىء، ولكن هذا لم يحدث فقد اجتمع الثنائي في أشياء كثيرة.
عرض فريد الأطرش، على كمال الشناوي، الاشتراك معه في فيلمه "رسالة غرام"، والذي وافق عليه مُرحبًا وقال عنه: "كان الدور الذي عرضه عليّ، جديدًا، بالنسبة لي، لذلك وافقت لأن الدور أعجبني، ولأنني ضد التجمّد في إطار معين"، أما فريد فقد توقع اعتذاره عن الفيلم بعد أن اعتاد الناس قيامه بأدوار العاشق المرح الطيب.
قرر كمال الشناوي، أن يكسر قاعدة النمطية في أدوار الشر فقد رأى أن أغلب من قاموا بأدوار الشر أصبغوا عليه لمسات كوميدية، لذلك قدم صورة الشرير خالصةً دون أيّة إضافات «وكانت هذه نقلة كبرى، والفضل فيها لفريد الأطرش، وهو النهج الذي سرت عليه، عندما قدّمت شخصية "عباس أبو الدهب"، في فيلم "المرأة المجهولة"، فكان من أقوى أدواري إن لم يكن: أقواها!".
ولكن الجمهور لم يتقبّل بمثل تلك البساطة، أن يخطف الشناوي حبيبة الأطرش، وخاصة الجمهور العربي حيث يتمتع الثاني بشعبية كبرى، وعندما زار الدنجوان المرح المغرب العربي بعد عرض الفيلم بقليل، فإذا بالاستقبال يأتي فاترًا على غير ما اعتاد في زيارات سابقة، ثم اكتشف السبب حينما فوجئ بمن يقول له: «كيف تجرؤ على ارتكاب هذا الذنب الشنيع يا "حلاليتو".
وكان بالنسبة لهم سلب فريد الأطرش، حبيبته جريمة لا تغتفر حتى لو كانت تمثيلًا واعتذر "حلاليتو"، وهذا الاسم أطلقه عليه الأستاذ زكي طليمات، قاصدًا به "الحليوة" كما يقول العامة.
قد لا يعرف الكثير أن كمال الشناوي، كان يهوى الغناء وسعى كي يكون مطربًا، بل وغنى بالفعل من ألحان الموسيقار الكبير فريد الأطرش، وهو ما نشرت تفاصيله مجلة الكواكب في عدد صدر عام 1958، تحت عنوان "كمال الشناوي ينتقل إلى دنيا الطرب".
وذكرت المجلة في عناوينها أن الموسيقار فريد الأطرش يلحن لكمال الشناوي أغنية من كلمات الشاعر حافظ إبراهيم عن الوحدة بين مصر وسوريا، مشيرة إلى أن الإذاعة تعاقدت مع الشناوي لتقديم 10 أغنيات على أن يغنى أولى هذه الأغنيات يوم صدور المجلة في الأول من شهر أبريل عام 1958.
وأكدت المجلة أن جان السينما كان يتمنى دائمًا أن يصبح مطربًا وأن كل من سمعه أكد جمال صوته، موضحة أن كمال الشناوي كان يغنى وهو تلميذ في حفلات المدرسة وكان مشرفًا على فريق الموسيقى والغناء وهو يعمل مدرسًا للرسم.
وأتيحت الفرصة لكمال الشناوي لدخول مجال السينما من أوسع أبوابها كممثل وليس كمطرب ولكنه في قرارة نفسه كان يتمنى أن يصبح ممثلا ومطربا، ورغم نجاحه لم يشأ أن يفرض صوته واكتفى بالمشاركة في دويتوهات قليلة مع الفنانة شادية في إطار الحبكة السينمائية في بعض الأفلام، فشارك فى أغان " سوق على مهلك، ودور عليه تلقاه، ويا دنيا زوقوكي".
وبعد إذاعة هذه الأغاني بالراديو انهالت الرسائل على الإذاعة والملحنين والمنتجين لتقترح تقديم كمال الشناوي كمطرب، وهو ما جعل نجم السينما يتحين الفرصة التي يستطيع أن يخرج بها على الجمهور كمطرب.
وعندما قامت الوحدة بين مصر وسوريا عثر كمال الشناوي على قصيدة "سورية ومصر" للشاعر حافظ إبراهيم، فأعجبته، واختار من أبياتها ما يعبر عن الوحدة، وأسرع بها إلى الموسيقار فريد الأطرش وطلب منه أن يضع لها لحنًا يغنيه، ورحب فريد بالفكرة خاصة وأنه سيكون أوّل ملحّن يقدّم لحنًا كاملًا لـ كمال الشناوي.
وبالفعل انتهى كمال من تسجيل أغنيته، التي تدرب عليها وقام ببروفاتها مع فرقة أحمد فؤاد حسن في منزل فريد الأطرش،وحضر التّسجيل عدد كبير من مسئولي الإذاعة، وأقبل الجمهور على الشناوي لتهنئته والترحيب به كصوت جديد في دنيا الغناء.
وتحمس فريد الأطرش لصوت كمال الشناوي وأشاد به، مؤكدا أن له نبرات عذبة حنونة، وسيكون مفاجأة كبيرة في عالم الغناء ودنيا الطرب.
وأسرع مدير الإذاعة وقتها – كما أشارت مجلة الكواكب – للتعاقد مع كمال الشناوي على أن يقدم 10 أغنيات فى العام ويختار المؤلف والملحن الذى يرغب فى التعاون معه، وأشارت الكواكب وقتها إلى أن الشناوي سيغني الليلة وسيقدمه للجمهور الموسيقار فريد الأطرش، ولكن الغريب أن هذا اللحن وتلك الأغنية اختفت في ظروف غامضة.