أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس الأربعاء، أن العالم على بعد خطوات من حرب نووية عالمية بانتظار من يشعل فتيلها، وهي الحرب العالمية الثالثة التي يترقبها العالم بخوف شديد، متعهدا بأن روسيا لن تكون من يحوز عصا السبق لها، ولن تكون أول من يلجأ إلى الأسلحة النووية في أي صراع.
لن نكون الطرف البادئ لـ الحرب النووية
وقال بوتين، في اجتماع عقده بالكرملين مع مجلس حقوق الإنسان الروسي؛ ردا على سؤال إحدى الحاضرات بأن خطر التهديد بالحرب النووية يتزايد: "أنت محقة.. هذا التهديد آخذ في الازدياد. أما بالنسبة لفكرة أن روسيا لن تكون الطرف الذي يستخدم تلك الأسلحة أولا، تحت أي ظرف من الظروف، فهذا يعني أننا لن نكون قادرين على أن نكون ثاني طرف يستخدمها أيضًا؛ لأن إمكانية القيام بذلك في حالة وقوع هجوم على أراضينا ستكون محدودة للغاية".
لدينا استراتيجية للدفاع
ولفت بوتين إلى أن روسيا لديها "استراتيجية للدفاع تحديدًا، ونعتبر أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية، كل ذلك قائم على ما يسمى الضربة الانتقامية، أي عندما نتعرض للضرب، فإننا نرد على ذلك".
الأسلحة النووية الأمريكية منتشرة في أوروبا
وكشف الرئيس الروسي أن الأسلحة النووية الأمريكية موجودة بأعداد كبيرة في القارة الأوروبية، بينما روسيا لم تنقل أسلحتها النووية إلى مناطق أخرى، ولا تخطط للقيام بذلك، مشددا في ذات الوقت على أن روسيا "ستحمي حلفاسها بكل الوسائل المتاحة لها في حالة الضرورة".
لدينا أسلحة نووية أحدث من أي دولة
وتابع بوتين "لم نُصب بالجنون، نحن ندرك ماهية الأسلحة النووية. لدينا هذه الوسائل بشكل أكثر تطورًا وحداثة من تلك الموجودة في أي دولة نووية أخرى، وهذا واضح. لكننا لن نلوح بهذه الأسلحة لتدور حول العالم. بالطبع، ننطلق من حقيقة وجودها. هذا عامل رادع لا يؤدي إلى اتساع الصراعات، ولكنه عامل رادع، وآمل أن يتفهم الجميع ذلك".
مستمرون في حرب أوكرانيا بكل الوسائل
وبسؤاله عن الحرب في أوكرانيا، أكد بوتين أن روسيا ستواصل "القتال من أجل مصالحها الوطنية بكل الوسائل المتاحة إذا لزم الأمر".
وأضاف: "سننطلق مما نملك، يمكن أن يكون هناك إجابة واحدة فقط من جانبنا، وهي: قتال متواصل من أجل مصالحنا الوطنية، وسنواصل القيام بذلك، وسنفعل ذلك بمختلف الطرق والوسائل، أولا وقبل كل شيء، سنركز بطبيعة الحال على الوسائل السلمية، ولكن إذا لم يبق شيء آخر، فإننا سندافع عن أنفسنا بكل الوسائل المتاحة لنا".
لا معنى لأي تعبئة إضافية حاليا
وأوضح الرئيس الروسي أنه من بين 300 ألف رجل تم استدعاؤهم للتعبئة الجزئية، يوجد حاليا 15 ألف منهم في أوكرانيا، ومن بينهم 77 ألف فقط في وحدات قتالية، بينما البقية في قوات الدفاع الإقليمية أو يتلقون تدريبات إضافية". واعتبر بوتين أنه لا معنى لأي تعبئة إضافية في الوقت الحالي. وقال: "الحديث عن بعض إجراءات التعبئة الإضافية ببساطة لا معنى له، ولا داعي لذلك اليوم لا للدولة ولا لوزارة الدفاع".
تم حل نقص المعدات
وتابع: "فيما يتعلق بمشكلة نقص المعدات، بدا لي أن كل شيء قد تم حله بالفعل. ومع ذلك، إذا كان هناك شيء آخر يتطلب اهتمامنا الخاص في مكان آخر، فعندئذ بالطبع، سأطلب منك تقديم معلومات إضافية، وسنقوم بالتأكيد بالنظر في هذا الأمر وفي أسرع وقت ممكن".
العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا طويلة
وأكد بوتين أن "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا ستكون عملية طويلة، لافتا إلى أن ظهور مناطق جديدة وبحر آزوف كجزء من الاتحاد الروسي هو "نتيجة مهمة".
وعن القصف الأوكراني على إقليم دونباس قال إنه ناقشه مع الرئيس المعين من قبل روسيا لجمهورية دونيتسك الشعبية، دينيس بوشلين.
الرؤوس النووية الروسية في حالة تأهب قصوى
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر منذ نهاية شهر فبراير الماضي بوضع قوات الردع النووية الروسية في حالة تأهب قصوي، كخطوة ردا على مسئولي الغرب الذين لم يكتفوا باتخاذ خطوات عدائية اقتصادية وحسب، بل أدلى مسئولوهم في حلف الناتو بتصريحات عدوانية ضد روسيا.