هنأ فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، الفائزين بجوائز المشروع الوطني للقراءة من أبناء مصر؛ طلابا ومعلمين من الأزهر الشريف ووزارة التربية والتعليم والجامعات المصرية، ناقلًا تحيات فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر لجميع الحضور وتهنئته لجميع الفائزين.
وأكد وكيل الأزهر، خلال كلمته في الحفل الختامي للمشروع الوطني للقراءة، أن اللقاء يتجدد كل حين حاملًا معه دليلًا جديدًا على أن المستقبل أكثر إشراقاً، ما دامت أمتنا تقرأ، وما دامت في أمتنا هذه المؤسسات الوطنية التي تدرك -عن وعي وبصيرة- ما تواجهه الأمة من تحديات، موجهًا الشكر لمؤسسة البحث العلمي بقيادة السيدة الموقرة نجلاء الشامسي على ما تقدمه من جهود تعزز الحس الوطني لدى المشاركين، وتثرى البيئة الثقافية داخل مؤسساتنا التربوية.
نرشح لك: بعد قليل.. النظر في دعوى شطب قيد الشيخ عبد الله رشدي وغلق صفحاته
وأضاف الدكتور الضويني أن سعادته الكبرى تغمره حين ينظر إلى تلك الوجوه المشرقة، حيث يجد العزيمة الماضية من الطلاب ومدربيهم على السواء في العمل على نشر ثقافة الإبداع، وتنمية المواهب والقدرات، وتحفيز الطلاب على القراءة والتميز في كافة المجالات العلمية المختلفة.
ولفت وكيل الأزهر، أنه تابع أعمال الدورتين الأولى والثانية من «المشروع الوطني للقراءة» والذي يهدف إلي تنمية الوعي بأهمية القراءة، وتمكين الأجيال من مفاتيح الابتكار، ودعم قيمهم الإسلامية والإنسانية؛ وإحداث نهضة عبر جعل القراءة أولوية لدى المجتمع، ويضرب بسهم وافر في إثراء البيئة الثقافية، ويؤسس لمزيد عناية بالمكتبات ورفع جودة محتوى كتب الناشئة، ويخلق مشروعات ثقافية ومنافسة مجتمعية داعمة، وكل ذلك في إطار رؤية مصر 2030م.
واوضح الدكتور الضويني، أن المشروع الوطني للقراءة وأهدافها؛ غاية سامية تتفق مع ما جاءت به الشريعة الإسلامية؛ فللقراءة مكانة عظيمة في الإسلام، ويكفي دليلا على هذا أن أول ما نزل من الوحي أمر بالقراءة على كثرة شعب الإيمان، فقال تعالى: «اقرأ باسم ربك الذي خلق»، وحث الرسول -صلى الله عليه وسلم- على طلب العلم والقراءة، وجعله فريضة على كل مسلم مسلمة.
وأردف فضيلته، أن من تأمل السيرة الشريفة وجد أدلة وشواهد كثيرة على عناية الإسلام بالعلم وفنونه، وظهر له هذا الجانب المشرق من شخصية سيدنا رسول الله ﷺ الذي استثمر به الطاقات الكامنة في نفوس أصحابه، والقدرات المتنوعة في كل واحد منهم، والمواهب الفذة التي اختص الله -جل جلاله- بها بعضهم، وكيف استطاع ببراعة القائد المؤيد بالوحي أن يعمل على تنمية هذه المواهب وصقلها وتوجيهها التوجيه الأمثل؛ بما يجعل من صاحب الموهبة مبدعا في مجال من مجالات الحياة، لخدمة الدين والمجتمع والوطن.
وواصل وكيل الأزهر كلمته قائلا: «إن مشاركة أكثر من ٣.٥ مليون قارئ من طلاب المدارس والمعاهد الأزهرية والجامعات والمعلمين، في المشروع الوطني للقراءة كل عام؛ يؤكد أهمية هذا المشروع الذي يرتكز على أربع منافسات رئيسة، وهي: منافسة في القراءة بين طلاب المدارس والمعاهد الأزهرية للحصول على لقب «الطالب المثقف»، ومنافسة في القراءة لطلاب الجامعات على لقب «القارئ الماسي»، ومنافسة في القراءة للمعلمين على لقب «المعلم المثقف»، وأخيرا منافسة خاصة بالمؤسسات المجتمعية للحصول على لقب المؤسسة التنويرية».
واختتم كلمته آملا ألا يتوقف الأمر، ولا ينبغي أن يتوقف عند احتفال بروتوكولي باكتشاف الموهبة فقط، رغم أهمية ذلك لأنه الخطوة الأولى، إلا أن هناك عمليات متتابعة لا تنتهي، يمكن أن نسميها: «إدارة المواهب»، لكي نتجاوز اكتشاف المواهب إلى استثمار المواهب؛ فرعاية الموهوبين، وتوجيه مواهبهم مهمة وطنية تستحق عناية خاصة، وهذه الرعاية هي الضمانة الحقيقية للحفاظ على المكتسبات الحضارية لأي مجتمع.