أوضح الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، إن كلمة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في “كوب 27” رسمت رؤية واضحة لنهج الإمارات نحو المناخ المستدام.
وقال الدكتور سلطان الجابر أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات أكد أمام اجتماع قادة العالم ضمن فعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP27، في مدينة شرم الشيخ المصرية، أن العمل المناخي الفعال يسرع فرص التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.
وأشار وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، إلى أن هذا النهج يستند إلى نظرة شاملة ومتكاملة وواقعية حول الارتباط الوثيق بين ضمان أمن الطاقة والعمل المناخي، لأنه في حال عدم تلبية احتياجات الطاقة الأساسية للعالم، سيتباطأ النمو الاقتصادي، مما يؤثر بشدة على الموارد اللازمة لدعم العمل المناخي وتحقيق انتقال عملي وواقعي ومجدٍ اقتصادياً في قطاع الطاقة.
ولفت إلى أن ما أكده الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من أن دولة الإمارات ماضيةٌ في دورها مورداً مسؤولاً للطاقة منخفضة الانبعاثات وللطاقة النظيفة بما يضمن استمرارية النمو ويتيح الموارد اللازمة لدعم العمل المناخي.
وقال الدكتور سلطان الجابر إن كلمة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، أوضحت أن دولة الإمارات تعتمد نهج الاستمرارية والمثابرة، كما أنها تدعم جمهورية مصر العربية في رئاستها لمؤتمر الأطراف COP27 وستتعاون مع المجتمع الدولي لاستيعاب أولويات كافة الأطراف، وستركز على ربط النتائج والمخرجات بين مؤتمر شرم الشيخ، و”مؤتمر الإمارات للمناخ” COP28 الذي ستستضيفه دولة الإمارات في مدينة إكسبو دبي العام القادم، والذي ستحرص أن يكون شاملاً ويحتوي الجميع لضمان مشاركة واسعة النطاق في رسم ملامح العمل المناخي في المستقبل.
وأوضح أن الدورة المقبلة من هذا المؤتمر تكتسب أهمية خاصة كونها ستشهد أول تقييم للحصيلة العالمية للتقدم في تحقيق أهداف اتفاق باريس، وسنركز على توفيق الآراء ورفع سقف الطموح لتحقيق تقدم فعليّ في مختلف المسارات، بما في ذلك دعم الدول الأكثر تعرضاً لتداعيات تغير المناخ وتحديد إجراءات التكيف ومعالجة الخسائر والأضرار.
كما أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في كلمته أن نهج التنمية المستدامة راسخ منذ عقود عديدة في دولة الإمارات فقد كان الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أول من أرسى ركائز الاستدامة وصون البيئة والموارد الطبيعية، فقد وجّه، طيب الله ثراه، بوقف حرق الغاز قبل 30 عاماً من إطلاق البنك الدولي مبادرة لتحقيق هذا الهدف.
وتحرص دولة الإمارات على الاستمرار بمضاعفة العمل لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة باستمرار خفض الانبعاثات من قطاع النفط والغاز بالتزامن مع الاستثمار في منظومة الطاقة المستقبلية النظيفة ودفع التقدم في العمل المناخي.
وقال سلطان الجابر: “لدينا العديد من الإنجازات في هذا المسار، فكانت دولة الإمارات أول دولة في المنطقة تعلن عن استراتيجية وطنية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، وتحتضن دولة الإمارات اليوم ثلاثةً من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم وأقلها تكلفة في العالم. كما سجلنا أرقاماً قياسية جديدة لتوليد طاقة الرياح الأكثر تنافسية من حيث التكلفة محلياً ودولياً. ونحن أول دولة في المنطقة تستخدم الطاقة النووية السِلمية، ونعمل كذلك على بناء سلسلة قيمة لأنواع الوقود الجديدة والنظيفة مثل الهيدروجين. كما نستمر في مدّ جسور التعاون مع المجتمع الدولي وبناء شراكات نوعية لتعزيز أمن الطاقة، ومن أحدثها توقيعنا مع الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً شراكة للاستثمار في الطاقة النظيفة”.
وأضاف: “وفي مجال الطاقة التقليدية، يعتبر النفط والغاز الذي تنتجه أدنوك في دولة الإمارات من الأقل كثافة في انبعاثات الكربون في العالم، ونستهدف مواصلة خفض الانبعاثات بنسبة 25% إضافية بحلول 2030. وسجلت أدنوك أدنى معدلات في كثافة الميثان في قطاع الطاقة قبل عقدين من إبرام التعهد العالمي الذي دعا إلى خفض الميثان تدريجياً”.
وتابع، “كما تتخذ أدنوك خطوات ملموسة لخفض البصمة الكربونية من عملياتها التشغيلية، فقد كانت دولة الإمارات أول دولة في المنطقة تطبق تقنية التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه على نطاق صناعي واسع، وستواصل أدنوك توسيع قدراتها في مجال التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه إلى نحو 5 ملايين طن سنوياً بحلول عام 2030”.
وأردف: “وأصبحت شبكة كهرباء عمليات أدنوك البرية تعتمد على الطاقة الشمسية والنووية الخالية من الانبعاثات لتأمين 100% من احتياجاتها، إلى جانب بدء العمل لتوفير الكهرباء النظيفة لعملياتها البحرية، والاستمرار في رفع كفاءة استهلاك الطاقة والمياه في كل مجالات ومراحل عملياتها. وتمثل هذه الخطوات ركائز مهمة لتحقيق انتقال منطقي وواقعي وعملي في قطاع الطاقة، يمكن تلخيصه بضمان أمن الطاقة من خلال العمل بشكل متزامن على خفض الانبعاثات من مصادر الطاقة الحالية، إلى جانب بناء منظومة جديدة للطاقة المستقبلية النظيفة، وبدأت أدنوك بالفعل في بناء سلسلة القيمة لأنواع الوقود الجديدة مثل الهيدروجين”.
ولفت إلى أن كلمة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في المؤتمر قدمت خريطة طريق واضحة ورؤية شاملة لمعالجة التحديات.
وقال: ونحن مستمرون في الاسترشاد برؤية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في التعامل مع التحديات بذهنية إيجابية والعمل على إيجاد حلول مناسبة بالتعاون مع شركاء يتبنّون نفس الرؤى والأفكار والتوجهات، لأن السعي الدائم لتحقيق التقدم هو في صلب وجوهر نهجنا.