نجحت جهود عبد المجيد تبون، رئيس جمهورية الجزائر، في تحقيق مصالحة فلسطينية بين فصائل منظمة التحرير وحركتي حماس والجهاد.
فعلى مدى عدة أشهر، عقد تبون اجتماعات لإحياء مسار المصالحة الوطنية الفلسطينية، انتهت بتوقيع 14 فصيلًا فلسطينيًّا على إعلان الجزائر، بعد 4 مصالحات سابقة لم تنجح؛ بسبب خلافات بين بعض الأطراف.
ووقعت الفصائل الـ14 الفلسطينية، وفي مقدمتها فتح وحماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، على إعلان الجزائر؛ لتحقيق المصالحة الوطنية، وذلك في قصر الأمم بنادي الصنوبر، المكان الذي تم فيه إعلان قيادة دولة فلسطين قبل 40 عامًا، ولقي الاتفاق ترحيبا عربيا واسعا، وفقا لصحيفة الشروق الجزائرية.
يذكر أن المحادثات بين قادة وممثلي الفصائل استمرت من يناير الماضي، حتى أثمرت اتفاقًا من 9 بنود لتكريس شراكة سياسية وخطوات عملية لإنهاء الانقسام.
ويتوقف نجاح الاتفاقات على تنفيذ استحقاقات مهمة تسببت في فشل 4 محاولات سابقة، على رأسها إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وتغيير هياكل السلطة الوطنية. وقد تضاربت ردود الفعل الفلسطينية على الإعلان، وعولت على الجهود العربية لمتابعة التزام الفصائل ببنوده.
وتضمن إعلان الجزائر عدة بنود، أهمها العمل على تطوير منظمة التحرير الفلسطينية وجمع الفصائل كافة تحت مظلتها، باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وإجراء انتخابات المجلس الوطني في الداخل والخارج بنظام التمثيل النسبي ووفق القوانين الفلسطينية.
كما حدد الإعلان مدة عام كحد أقصى لإجراء الانتخابات العامة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، على أن يتولي فريق عمل عربي برئاسة الجزائر الإشراف على تنفيذ بنود الاتفاق تبت فيه القمة العربية المقبلة.
واتهمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين حركتي فتح وحماس، ووصفتهما بـ "طرفي الانقسام"، بشطب البند السابع من إعلان الجزائر؛ بسبب تعنتهما ورؤيتهما الفصائلية الضيقة التي كادت تفضي إلى فشل الحوار لولا تدخل الراعي الجزائري، وذلك حسبما نقل موقع قناة الغد عن بيان الجبهة.
ووفقا لبيان الجبهة نص البند على تشكيل حكومة وحدة وطنية، مسؤولة عن إعادة توحيد المؤسسات وتبني استراتيجية كفاحية لتوفير عناصر الصمود والتصدي لدى أبناء شعبنا الفلسطيني في مواجهة الاحتلال ومقاومته، والتصدي لعربدات عصابات المستوطنين.
ورغم انتقادات الجبهة الديمقراطية، إلا أن الفصائل الأخرى رحبت بنتائج الاتفاق، وقال إسماعيل رضوان، القيادي بحركة حماس، إن إعلان الجزائر وضع خطوطًا أساسية كانت موجودة في اتفاق القاهرة 2011، وعلق نجاح الاتفاق على التطبيق العملي ببنوده، وفقا لما ذكرته وكالة سما الإخبارية.
وعوَّل الدكتور جمال نزال، المتحدث باسم حركة فتح، على الجهود الجزائرية في تحقيق تقدم بملف المصالحة الفلسطينية، ووضع القضية على رأس أولويات القمة العربية المقبلة في نوفمبر 2022 المقرر إقامتها بالعاصمة الجزائر.