كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن أسباب جوهرية دفعت صانعي الأفلام الإسرائيليين للابتعاد عن حرب أكتوبر أو كما يطلق عليها الإسرائيليين حرب يوم الغفران.
وأوضحت أن الأمر يتعلق بحقيقة أن هذه أن حرب أكتوبر اعتبرها المجتمع الإسرائيلي كحرب دفاعية، من الصعب النظر إليها بشكل نقدي سواء سينمائيًا أو سياسيًا أو عسكريًا، فمثلا حرب لبنان عام 1982 حتى عام 2000 أفضت إلى النقد منذ البداية، لقد كانت حربًا اختيارية، ودخلت إسرائيل الحرب بتهور ودون تفكير في الآثار طويلة المدى، مما وفر مادة ممتازة يمكن لصانعي الأفلام الخوض في تفاصيلها بسهولة.
ووفقا لتقرير الصحيفة الإسرائيلية فإن أهم فيلم عن حرب «يوم الغفران» كان فيلمًا وثائقيًا تجريبيًا لديفيد بيرلوف بعنوان يوميات (1983)، وهو عبارة عن يوميات شخصية تقدم رؤية للعالم من خلال عيون أسرة واحدة وتوضح كيف يؤثر الواقع المتغير عليهم. يتضمن الجزء الأول من هذا الفيلم ومدته ست ساعات حرب يوم الغفران وكيف تتسلل إلى حياة الأسرة.
يذكر أن صناع الأفلام الإسرائيليون يمارسون الرقابة الذاتية عند التفكير في صنع أفلام تتناول الهولوكوست وهو أكبر اعتراف بعدم التكافؤ في المقارنة بين الهولوكوست وحرب يوم الغفران، فعند التعامل مع الهولوكوست، تعامل صانعو الأفلام الإسرائيليون أكثر مع الناجين وما تلاها وليس مع الفظائع ومعسكرات الموت في حد ذاتها، وبالمثل مع موضوع حرب يوم الغفران.
في فيلمين روائيين رئيسيين للمخرج ياكي يوشا، الذي تم إنتاجه عام 1981 ، وللمخرج يويل شارون في عام 1988 تعامل صانعو الأفلام مع الناجين من الحرب وكلاهما نجح في الابتعاد عن الحرب نفسها، وبدلاً من ذلك ركزوا على تداعياتها، والطرق الجادة للغاية التي أثر بها ذلك على المجتمع الإسرائيلي.
اقرأ المزيد
أسرار نارية حول الصدمات النفسية لحرب أكتوبر على صانعي الأفلام الإسرائيلية