قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قبوله اعتماد السفير الليبي في موسكو محمد المغراوي، إنه يعلق أهمية كبيرة على العلاقات مع ليبيا ويهتم بالتوصل إلى تسوية عادلة ومستدامة للصراع الداخلي الذي طال أمده في ذلك البلد.
وفي كلمته الترحيبية بسفير ليبيا الجديد لدى بلاده، شدد بوتين على دعم روسيا لسيادة ليبيا وسلامة أراضيها ومساعدة الشعب الليبي الذي وصفه بالصديق في الدفاع عن حقه في حياة كريمة وسلام وأمن.
وأكد بوتين خلال كلمته، أنهم يتطلعون إلى استئناف التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، مع استقرار الوضع الداخلي في ليبيا.
وكان الرئيس الروسي قد قبل أوراق اعتماد 24 سفيرا جديدا لدى روسيا، بينهم 5 سفراء عرب جدد من ليبيا والجزائر ومصر والسودان والكويت.
يأتي هذا بعد أن أعلن نائب وزير الخارجية الروسيّ، مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول إفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، الاثنين، أنّ بلاده تنوي استئناف عمل سفارتها في طرابلس في المستقبل القريب.
وأشار بوغدانوف، في تصريحاته إلى أنّ تعيين السفير الروسي سيُعلَن قريبًا، مضيفًا أنّ الأمر يحتاج إلى حل المشكلات التنظيمية؛ "لأنه لا يوجد مكان للعمل الآن ونحتاج مؤقتًا إلى الفنادق" وفق قوله. وأكد أن هناك فرص إضافية ستظهر بعد استئناف العمل للسفارة الروسية بطرابلس، كما أنه من المقرر افتتاح قنصلية عامة روسية في بنغازي، متوقعاً عودة الشركات الاقتصادية الروسية إلى ليبيا، عقب استقرار الأوضاع.
فيما أعلنت السفارة الروسية في ليبيا إنها ستستأنف عملها في المستقبل القريب، وإنها بصدد البحث عن فندق مؤقت لعمل السفارة. وفي أوائل سبتمبر الحالي قال مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية الروسية، ألكسندر كينشاك، إن بلاده تعمل بنشاط في القضايا التنظيمية والفنية على هدف استئناف عمل السفارة، مع التركيز على «ضمان الأمن» في المقام الأول.
وقد أظهرت التصريحات الصادرة عن المسؤولين الروس رغبة روسيا في العودة إلى المشهد الليبي مع تصاعد وتيرة الأزمات في البلاد، بعد أن صرح فتحي المريمي، المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب الليبي، بأن رئيس المجلس المستشار عقيلة صالح، سيزور روسيا خلال الأيام القريبة المقبلة، وأن الزيارة ستتناول المصالح المشتركة بين كل من ليبيا وروسيا.
والجدير بالذكر ان المواقف الروسية كانت ومازالت حيادية تجاه أطراف الأزمة في ليبيا، فهي كانت أول من انتقد التدخل العسكري الذي قاده حلف شمال الأطلسي عام 2011، والذي أدخل البلاد في فوضى سياسية وعسكرية طويلة الأمد.
والآن تسعى روسيا للتواصل مع كل من الحكومتين المتنازعتين على السلطة، الإستقرار بقيادة فتحي باشاغا، والوحدة بقيادة عبد الحميد الدبيبة، لدرء مخاطر اندلاع حرب اهلية جديدة بين الطرفين ولصون اتفاق وقف إطلاق النار الذي كانت داعمًا أساسيًا له.