أكّد اجتماع عُقد مؤخرًا في موسكو، بين المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة إلى ليبيا، ستيفاني ويليامز، وقيادة الشركة العسكرية الروسية الخاصة "فاغنر"، شائعات عن محاولات لإقامة تعاون في مناطق مختلفة حيث يوجد ممثلو الأمم المتحدة ووحدات فاغنر، وفقا لما نشرته وسائل إعلام ليبية.
وعلى الرغم من أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها لا تزال مخفية عن الصحافة، إلا أن المحللين السياسيين أوضحوا أن الاجتماع بشكل أو بآخر يؤكد أهمية مشاركة "فاغنر" في حلحلة عدد من النزاعات الإقليمية، وتحقيق الأمن والإستقرار فيها.
ويشير المحللون السياسيون أيضًا إلى إمكانية وجود تعاون مشترك لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ومقاتلي "فاغنر" في مالي.
وتعليقًا على ذلك، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "هذا قرار سيادي للحكومة المالية للتعاون مع مثل هذه المنظمة".
وفي السياق تحدثت مصادر مقربة من إدارة الأمم المتحدة إلى أن الأمين العام غير راضٍ عن أداء بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي، ويعتقد أنها لا تحقق أهدافها المتمثلة في ضمان الاستقرار، على عكس قوات "فاغنر" المنتشرة في مناطق عدة، والتي توفر الأمن والإستقرار للسكان.
بالإضافة إلى ذلك، تؤكد تقارير انخفاض مستوى مؤهلات معظم حفظة السلام التابعين للامم المتحدة، ومؤهلاتهم لا تقارن بعناصر "فاغنر"، وعلى الرغم من أن العمل المشترك بين المنظمتين غير مرجح، إلى أن التقارير أشارت إلى أنه من المهم أن تلتزم هذه المنظمات بدفع عملية السلام في البلاد إلى الأمام.
ومن جانب آخر، يشير محللون سياسيون إلى أن وجود قوات "فاغنر" في ليبيا هو الذي يحفظ البلاد من مرحلة جديدة من الحرب الأهلية، ويضمن الأمن والاستقرار في عدد من مناطق البلاد، كونهم يخلقون نوعًا من توازن القوى بين الطرفين المتصارعين، بالإضافة إلى أنها العامل الأساسي المساهم في تأمين وحماية الآلبار النفطية وثروات الدولة الأساسية.
وكان لتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، المتعلقة بليبيا، التي أكد فيها بأن مستشارته الخاصة، ستيفاني وليامز، تقوم بجميع الاتصالات وجميع أشكال الوساطة، أملاً في خلق الظروف كي تُعقد بالفعل أول انتخابات رئاسية في ليبيا وأن تعقد في الفصل الأول من هذا العام، بعد أن تم تأجيلها نهاية العام الماضي بسبب خلافات وتطورات مؤسفة طغت على سير العملية السياسية في البلاد.