قال وزير الداخلية الأفغاني السابق عبد الستار ميرزا كول، إن الولايات المتحدة تجري مباحثات مع حركة طالبان وليس الحكومة الأفغانية.
وأضاف ميرزا كول، في مداخلة مع قناة "العربية" أن ظروف خروج الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني من البلاد لا تزال غامضة.
وأوضح ميرزا كول، أن الجيش الأفغاني لم يقاتل طالبان بسبب عدم ثقته بالسياسيين، وأن الفساد في صفوف الجيش أبرز أسباب سيطرة طالبان.
وتابع وزير الداخلية الأفغاني السابق "الجيش لم يكن قويا وقياداته ضعيفة، وفوجئنا بسرعة سيطرة طالبان".
وقال ميرزا كول "واشنطن لطالما اعتبرت الحكومة شريكا غير جدي، والعلاقة بين الرئاسة وواشنطن كانت سيئة مؤخرا".
وأضاف "طالبان تريد إقامة نسختها من "دولة الخلافة" والشعب الأفغاني يريد شخصيات معتدلة يثق بها".
وكشف مصدر مقرب - لم يذكر هويته - للرئيس الأفغاني السابق أشرف غني، عن تفاصيل هروب “غني” من أفغانستان، بعد دخول حركة طالبان العاصمة كابول، مفيدًا بمعلومات صادمة وغير متوقعة عن أسرار الهروب، تتناقض مع ما قالته السفارة الروسية في كابول، التي قالت إنه هرب ومعه أربع سيارات محملة بالأموال.
وقال المصدر لشبكة "CNN" الأمريكية، إن "الرئيس أشرف غني ومستشاريه ذهلوا من سرعة تقدم طالبان نحو كابول"، وهو ما عمل على ارباكهم وتفتيت قواهم.
وأشار المصدر إلى أن "غني لم يكن مستعدا لوصول طالبان إلى ضواحي كابول السبت الماضي، وفر الأحد بالملابس التي كان يرتديها فقط".
وأوضح المصدر أن أحد كبار أعضاء حكومة غني اجتمع في كابول مع عضو بارز في جماعة متحالفة مع كل من طالبان والقاعدة، والذي أخبره بصراحة أن الحكومة يجب أن تستسلم.
وقال المصدر المطلع: إنه "في الأيام التي سبقت وصول طالبان إلى كابول، كان هناك عمل يجري للوصلول إلى اتفاق مع الولايات المتحدة ليقوموا بتسليم السلطة سلميًا إلى حكومة شاملة واستقالة الرئيس غني".
وذكر المصدر: إنه" قبل تقدم طالبان كانت تصل معلومات استخبارية على مدار أكثر من عام تفيد بأن الرئيس (غني) سيقتل في حالة سيطرة طالبان".
ولفت المصدر، إلى أن أمر الله صالح، نائب الرئيس الأفغاني، فر صباح الأحد الماضي، متوجها شمالا إلى وادي بنجشير، وفر كثيرون آخرون من المجمع الرئاسي بعد فترة وجيزة عندما كان هناك إطلاق نار خارج القصر.
وكشف المصدر عن حجم الارتباك والتفكك الذي كان يسيطر على الحكومة الأفغانية وعدم تحلي الأفراد في هذا النظام بالقوة المطلوبة في مواجهة طالبان، وهو الأمر الذي استغلته طالبان، ولم تمهل أحدًا فرصة، لتقوم بالسيطرة والوصول إلى العاصمة بسرعة قياسية، وهو ما أصاب الناس بالذعر في كابول وجعل بعض قوات الأمن تترك مواقعها وتهرب".