قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن علماء الدين على عاتقهم دور كبير ومهم في معالجة القضايا المعاصرة، والتعامل مع القضايا المستجدة بما يناسبها من أحكام في ضوء مقاصد الشريعة وقواعدها العامة، وتحقيق مصالح الناس.
وأضاف الإمام الأكبر - خلال استقباله اليوم الأربعاء الدكتور قطب مصطفى سانو الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي- أن الأزهر يضطلع بهذا الدور على مدار تاريخه الذي يمتد لأكثر من ألف عام، وقد حظي مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في العلوم الإسلامية، والذي عقد في العام الماضي بانتشار وقبول واسع بفضل اجتهاد العلماء المشاركين فيه في قضايا تمس بشكل مباشر حياة الناس ومصالحهم.
وأكد الإمام الأكبر أن العالم العربي والإسلامي يجب أن يعتز بهويته وثقافته، وأن يكون يقظًا أمام هجمات الغزو الثقافي والفكري الذي يحاول أصحابه فرض ثقافاتهم على مجتمعاتنا الإسلامية التي لها شخصيتها المستقلة الخاصة، ونحن الآن في معركة التيه التي بات فيها بعض شبابنا بلا هوية فلا هم شرقيون ولا هم غربيون، مؤكدًا أن تراث المسلمين وتاريخهم يزخر بما يجعلهم يفتخرون به، ويكفل لهم سبل التقدم والفلاح، ويدعوهم إلى الاستفادة من المستجدات ومواكبة العصور.
بدوره، أعرب الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي عن تقديره واعتزازه بما يقوم به الأزهر من دور تاريخي في خدمة قضايا الأمة، وأن المجمع يولي التعاون مع الأزهر اهتمامًا كبيرًا، ويسعى دائمًا للاستفادة من خبرات الأزهر في مجال التجديد وتصحيح المفاهيم المغلوطة، مشيرًا إلى أنه تولى مهمته قبل 8 أشهر ولديه خريطة عمل تركز على معالجة القضايا المعاصرة، والاستفادة من تنوع ثقافات وأفكار أعضاء المجمع في طرح النقاش في مختلف القضايا الفقهية ومعالجتها بما يوافق مقاصد الشرع ومصالح العباد.