مر 46 عامًا على انتصار الجيش المصري في حرب الكرامة، حرب أكتوبر والتي أسقط فيها المصريين أسطورة الجيش الذي لا يقهر والغطرسة الإسرائيلية بعد نكسة عام 1967، ومن بداية لحظات الانتصار أذاق المصريون مرار الهزيمة للصهاينة الذين تكبدهم الخوف والذل جراء هذا النصر العظيم.
كيف يتناول الإسرائيليين هزيمة الحرب؟
كان في بداية الأمر، يسيطر على الإسرائيليين الصمت دون غيره، فهذا اليوم هو الذي يحتفلون به بـ "عيد الغفران" أو كما يُطلق عليه اسم "يوم كيبور"، فيظلون في منازلهم يصلون ويتضرعون دون التطرق إلى شئ آخر.
بجاحة إسرائيلية..
ولكن خلال الـ 10 سنوات الماضية، اتجه الإسرائيليون إلى شئ آخر خلال انتصارات حرب أكتوبر، فبدأت الصحافة لديهم تزعم بأن ما حدث لم يكن انتصارًا من قبل الجانب المصري ولكنه كان مخطط له من قبل كلا الطرفين.
ولم تكتفٍ إسرائيل بنشر تلك المزاعم، بل إنها عملت على توثيق هذا الزعم عبر إنتاجها لفيلم "الملاك" والذي تتحدث فيه عن أشرف مروان، زوج ابنه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وكيف أنه كان عميلا مزدوجًا، وكان الرد المصري قوي في هذا الأمر.
إقرأ أيضًا: "هل سنلتقي ثانية؟".. رسالة شهيد مصري قبل دقيقتين من انطلاق حرب أكتوبر
اعترافات جنرالات إسرائيليين بالهزيمة..
ولكن الصدمة حين تأتيك الخيانة من عُقر دارك، فلقد خرج جنرالات إسرائيليين عن صمتهم وشهدوا بالهزيمة النكراء التي تلقاها الصهاينة على أيدي المصريين وعلى رأسهم رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك، جولدا مائير.
وكانت الهزيمة على أيدي المصريين ثقيلة على جولدامائير والتي كانت تخشى الكتابة عنها في مذكراتها، قائلة :" ليس أشق على نفسي في الكتابة من بين كل الموضوعات التي كتبت وتحدثت عنها قدر الكتابة عن حرب أكتوبر"، فكانت الهزيمة في نظرها كارثة ساحقة وكابوس عاشته بنفسها، وسيظل باقيًا معها طوال حياتها.
وقالت مائير إنه من بين أسباب الهزيمة التوقيت، حيث أنه قد وقع في يوم الغفران، وهو أكثر أيام التقويم اليهودي خشوعاً وقداسة، ويمتنع فيه اليهود عن الطعام والشراب، ويقضون أوقاتهم في المعبد للصلاة والاستغفار عن الخطايا التي ارتكبوها طيلة العام.
وفي سياق متصل، اعترف موتي اشكنازي قائد حصن بودابيست بما وقع وكيف أصدرت القيادة الإسرائيلية أوامر بالانسحاب من الحصن عقب ضربات الجيش المصري وكذلك كيف كان المنظر مروعًأ بالنسبة له وهو لا يستطيع إلمام أمره.
إقرأ أيضا: "خدع أهل بيته".. شقيق السادات يكشف الخطط الاستراتيجية في حرب أكتوبر
وقال اشكنازي في اعترافاته:" بعد الضربة الجوية الأولى بدأ الجحيم، لا أستطيع وصف ما حدث فيتم قصف 30 قذيفة في الدقيقة الواحدة"، حيث أنهم قاموا بإرسال رسائل للإستغاثة ومن ثم الجيش المصري استطاع تدمير الدعم بالكامل الموجه لهم.
ومن جانبه، قال شمعون جيلبوع، مساعد قائد سرية الانقاذ لاميد:"نحن فتحنا النار ولا نستطيع أن نميز العدو".