الحرب على الإدمان مازال مستمر، وحملات الكشف المبكر مازالت تتجول في عدد من القطاعات والوظائف الحكومية، وأن الفترة المقبلة سيكثف صندوق مكافحة الإدمان جهوده للكشف عن المتعاطين وخاصة بين سائقي الحافلات المدرسية وكذلك سائقي الطرق السريعة في العديد من المحافظات"، تلك هي أهم الإجراءات التي أكدها مسؤلوا صندوق مكافحة الإدمان، تنفيذًا لمباردة الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن الكشف المبكر عن تعاطي المخدرات، التي تواصل عملها على أرض الواقع.
قال أحمد الكتامي، مدير الخط الساخن لصندوق مكافحة الإدمان، إن عدد الحالات المترددة على المصحات النفسية وصلت في آخر 8 شهور من بداية العام الحالي مايقرب من 76 ألف و52حالة، تم توزيعهم على 24 مركز بـ 14 محافظة على مستوى الجمهورية، ونقدم من خلالهم خدمات العلاج والتأهيل، وهذا مؤشر لاستقبال أعداد المرضى خلال هذا العام أكبر من السنوات الماضية، حيث تم استقبال مايقرب من 100ألف مريض خلال العام الماضي.
وأوضح"الكتامي" أنه في أول 8شهور وصلت عدد الحالات لمايقرب من 80 ألف حالة، وفي نفس التوقيت وصلت عدد الحالات المترددة على الخط الساخن مايقرب من 52 ألف اتصال، سواء أكانت من الأسر الذين يريدون الاستفسار على المواقف التي تواجههم أثناء علاج زوجها أو ابنها في البيت، أومن الأشخاص التي ترغب في العلاج، وفي تلك الحالة يتم توزيعهم على المصحات والمراكز العلاجية القريبة من أماكنهم.
وبالنسبة للمراكز الموجودة في مصر، أكد "الكتامي" أن هناك خطة طموحة لزيادة عدد المراكز، حيث كان في عام 2004 لـ12 مركز فقط، وكانت تلك الحالات لاتكفي لعلاج المرضى، ووصلنا لعام 2019 مايقرب من 24مركز، ونهدف في كل محافظة إنشاء مركز لعلاج المدمنين وخاصة المحافظات المحرومة، وخلال الشهرين القادمين سيتم افتتاح مركزين في بني سويف والفيوم.
وفي ظل الإمكانيات الموجودة نقدم خدمة العلاج بالمجان في كل المحافظات على مستوى الجمهورية، لا توجد أزمة في العلاج للمرضى، حيث يتم توفير العلاج للمريض في سرية تامة وبالمجان، ويتم تحديد العلاج طبقًا لحالة الشخص وللتقارير الطبية.
وعن عدد حالات الشفاء، قال "الكتامي" نحن نتعامل على الإدمان بأنه مرض ذو طبيعة انتكاسية، ونقيس التعافي عن طريق إكمال المريض للعلاج وبيحقق متابعات عالية خلال الفترات القادمة من تلقي علاجه والمتابعة، وأوضح أن البرامج العالمية بأكملها تؤكد أن نسب التعافي الكبيرة تصل لـحوالي 20 أو 22% ، وفي خلال السنة الماضية حققنا نسب تعافي عالية تفوق النسب العالمية، ووفقًا للبرامج العلاجية المعتمدة نسب التعافي خلال العام الأخير تفوق النسب العالمية.
أما الفئات المستهدفة للكشف عليها خلال الفترة المقبلة، قال "الكتامي" هناك اتجاه لاستهداف الكشف على طلاب الجامعات أو طلاب الثانوية العامة، ومن المرجح أن يكون الكشف على طلاب الثانوية العامة باعتبارها من المراحل الأخطرفي حياة الطلاب وطبيعة المراهقة فيها واردة بشكل كبير والتأثير عليه من المحيطين به أصعب، ولكننا لا نستطيع أن نعلن عن ذلك في الوقت الحالي، حتى لايحدث بلبلة لدى الأطفال نحن في غني عنها.
وعن متوسط الأعمار المترددة على الخط الساخن والمراكز العلاجية وصل لـ 12 عامًا، أما الفئة العمرية من 15 لـ25 هى الفئة الأكثر تردد، ويتم التعامل معهم من خلال الجلسات النفسية لزيادة الدافعية للعلاج والرغبة في العلاج، وتوضيح له الخسائر التي يواجهها جراء تلك المواد المخدرة، لأن من غير دافعية المريض لايحقق أي برنامج علاجي نجاح، فلابد أن يكون المريض لديه رغبة قوية في العلاج، وأهم خطوة في علاج الإدمان هي رغبة المريض نفسه، لأنها هي الأساس في العلاج، وهناك كثير من مرضى الإدمان يري أنه يستطيع التكيف مع الإدمان، وهناك أشخاص حاولت الأسر إنقاذها من الوصول لحالة خطرة، وبنسبة كبيرة المرضى الذين يترددون على المراكز العلاجية لديهم رغبة كبيرة في تلقي العلاج وبالتالي تكون درجة الشفاء عالية، وأكثر للتعافي.
وبالنسبة للإجراءات التي تتبع منذ خضوع الشخص للعلاج حتى الشفاء، أكد مدير الخط الساخن لصندوق مكافحة الإدمان، هو الاتصال على الخط الساخن 16023، ويتم من خلال الرد على الحالة يتم توجيه الشخص المريض لأقرب مستشفى تقدم الخدمة له، ويتم توقيع الكشف الطبي عليه، وعمل التحاليل اللازمة وتحديد حالته هل هي تستدعي الحجز أم يتم علاجتها من العيادة الخارجية، فإذا كانت حالته تستدعي الحجز يتم تحديد الحجز له، وإذا كانت تستدعي العيادة الخارجية تتم المتابعة من وقت لآخر، وهنا يقضي المريض مدة الحجز وفقا لكل مستشفى والتي تتراوح من 30 لـ70 يوم كجد أقصى، وتتم المتابعة معه من خلال المستشفي، وسيتم تحديد أيام له يتم متابعتها من داخل المركز العلاجي، لحضور الجلسات والدورات التي تحفزه على عدم العودة للإدمان أوتعاطي المخردات مرة أخرى.
وبعد مرور 10 شهور على التعافي يتم الاستفادة من الخدمات التي يقدمها صندوق مكافحة الإدمان، وهى المشروعات الخاصة بالدمج المجتمعي، مثل مشروع بداية جديدة وهو الذي يوفر فيه قروض للمتعافين للذين ليس لديهم أى حرفة أو مهنة لايستطيعون العمل بها، ومن خلال تدريبهم على بعض الأعمال مثل تصليح الهواتف وتركيب أطباق الدش وغيرها من الأعمال السريعة التي يتطلبها سوق العمل، وبعد التدريب يتم توفير له شنطة عدة للمهنة التي تدرب عليها، وتكون بالنسبة له مصدر دخل له، وبنحاول نساعدهم بأن يكون لهم مصدر دخل مختلف لحياتهم، لأن كثير من الدراسات والأبحاث التي أعدت لتلك الحالات أثبتت أن نسب الانتكاسة مرتفعة جدا للمتعافين وبدون عمل، وبنحاول بتلك المشاريع حمايتهم من الانتكاسة لإيجاد فرص عمل وتكون مصدر دخل له تبعده عن العودة للمخدرات وللإدمان.
وعن الكشف عن الموظفين، أكد"الكتامي" أن العلاج يقدم لهم في سرية تامة، وأي موظف حكومي لديه مشكلة بالمخدرات عليه أن يتصل على الخط الساخن 16023 ويتم تحديد الجهة التابعة، وحتى لايعلم صاحب العمل يتم تكثيف وضغط الكورس العلاجي حتى يتم شفاؤه في أقرب وقت، ويمكن معالجته عن طريق العيادة الخارجية، وفي هذه اللحظة يتم تسليمه كارت المتابعة وهو كارت متسجل عليه تاريخ الدخول والمادة التي يتم تعاطيها، لأن وحدة الكشف المبكر إذا جاءت لمكان العمل، يستطيع الشخص إثبات أنه اتخذ خطوة إيجابية بمجرد رؤية الكارت، وفي نفس الوقت لابد أن يعرف الأشخاص أننا في الصندوق نستطيع أن نعرف الوقت التي تم فيه تعاطي المخدرات، لأن هناك تعتقد إنها بمجرد الذهاب للكشف تكون رخصة بإثبات أنهم تم علاجهم، ويتمادى في التعاطي.
وأكمل "الكتامي" أن الترامادول والحشيش هي أكثر أنواع المخدرات انتشارًا، وظهر في الآونة الأخيرة أنواع حديثة من المخدرات وهي الجودو الليرولين واللاريجا، ولكن ليس بنسبة كبيرة، وأوضح أن دول العالم لن تستطيع القضاء على الإدمان، وأثبتت الدراسات المسحية الأخيرة على المجتمع المصري أن نسبة التعاطي وصلت لـ10%، ونحن الآن بصدد دراسة بحثية جديدة ونتائجها تنشر خلال الشهرين ومن المقترح أن تقل النسبة عن ذلك.