"أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصًا على النظام الجمهوري، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضية".. بتلك العبارات جاء نواب مجلس الشعب إلي قبة البرلمان، مرددين ذلك القسم، حريصين على خدمة الشعب، وتخفيف العبء عن المواطنين.
وبالرغم من أنه كانت تلك المقاعد بمثابة الحلم الكبير لهم لخدمة المواطن، إلا أنهم وبمجرد أن أصبحوا النخبة الراقية، وضيوف الفنادق الشهيرة التي يقضون بداخلها أوقاتهم ويعقدون فيها مقابلاتهم، تناسوا كافة آمال وطموح أهالي دوائرهم، متوجهين إلى أعمالهم الأساسية خاصة كونهم رجال أعمال، ليصبح البرلمان مجرد وقتًا للترفية فقط.
وخلال انطلاق دور الانعقاد الأول من برلمان 2015، تطرق رجل الصناعة إلى عالم السياسة، وتسبب حصوله على مقعد رئيس لجنة الصناعة في إثارة البلبلة بسبب توليه منصبًا آخر، ومع الدورة البرلمانية الثانية، ظهر اسمه مجددًا ولمع بعد ترشحه على ائتلاف دعم مصر، التكتل المسيطر والغالبية البرلمانية الكبرى، كخليفة للواء سامح سيف اليزل، رغم توليه مناصب عدة في مؤسسات وأماكن مختلفة، بعضها حكومي وتنفيذي والآخر خاص.
"محمد زكي السويدي".. رجل الأعمال ورئيس اتحاد الصناعات المصرية الحالي، ورئيس ائتلاف دعم مصر في دور الانعقاد الثاني والثالث، ويعد المسؤول عن التشريعات الصادرة عن البرلمان في ذلك الوقت، خاصة وأنه كان المسؤول عن ائتلاف الأغلبية، ليس فقط ذلك، وإنما كان يرأس مجلس إدارة شركة السويدي للصناعات الهندسية.
لم يستمر "السويدي" كثيرًا في منصب زعيم الأغلبية، ولكن بعد الصراعات والمنافسات الانتخابية التي شهدتها الدورة الانتخابية لدور الانعقاد الرابع لتشكيل الائتلاف وتوسيع رقعة أعضائه، تغيب "السويدي"،
عن البرلمان نظرًا لسفره إلي خارج البلاد في وقت الجلسات العامة الهامة وبدون الحصول على إذن من الدكتور علي عبد العال، رئيس البرلمان، وتفويض النائب طاهر أبو زيد، نائبه، لقيادة الائتلاف خلال الفترة المقبلة.
الأمر الذي لم يمر مرور الكرام، حيث أثار حالة من الجدل، مما جعله لم يستمر طويلا مع خروج السويدى عن صمته، موضحا أن سفره للولايات المتحدة الأمريكية، السبب وراء الرسالة، ليتولى الدكتور عبد الهادي القصبي، رئيسًا للائتلاف، وينحسب "السويدي" من المشهد البرلماني، منعزلاً عن العمل، ولم يُذكر اسمه على الإطلاق في أي جلسة من ذلك الوقت.
أين ذهب المهندس محمد زكي السويدي، بالرغم أن دور أعمال برلمان 2015 لا زالت على قيد الحياة، تساؤلات كثيرة، تتردد في عقول أهالى دائرته بشكل خاص، والساسة بشكل عام، ولكن دون إجابة.!