أصدر الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب اليوم الأحد، تقريرا تحت عنوان" الحصار والعقوبات الأمريكية.. كوارث إنسانية وتداعيات مستمرة"، حول آثار العدوان والحصار على بلدان "الربيع العربي".
وجاء نص التقرير كالآتي: "في الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة الأمريكية سياساتها برعاية ودعم الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، ودفعها المستمر لتنفيذ "صفقة القرن "وتهويد القدس " والعدوان السافر العسكري والاقتصادي على البلدان التي تأبى إملاءاتها وترفض سياساتها، وتحتضن الإرهاب وتحول دون محاولات القضاء كليا عليه في المنطقة العربية، إضافة إلى تأجيج الصراعات العربية ونشر الفوضى، تحت مسمى، "الفوضى الخلاقة" لإقامة "الشرق الأوسط الجديد".
وتابع: "التحكم في الثروات العربية ونهبها بكل الطرق، وتظهر نتائج تلك السياسات على أرض الواقع ان الذي يدفع الثمن هو الشعب العربي وفي القلب منه العمال الذين يتأثرون بشكل مباشر من حالة عدم الاستقرار، وتدهور الاقتصاد، وغلق المصانع وافلاس الشركات وضعف قطاعات الإنتاج. وتؤكد كل المؤشرات أن السياسة الأمريكية الراهنة هي التوسع بفرض العقوبات والحصار الاقتصادي على الدول العصية إملاءاتها والمقاومة لسياساتها. والتي باتت لا تهدد فقط عالم العمل والعمال في المنطقة العربية، بل وفي العالم كله الذي يدفع ثمن النظام الليبرالي الرأسمالي المتوحشة والهيمنة الإمبراطورية الإمبريالية الظالمة والتي تتزعمها الولايات المتحدة الأمريكية وادواتها المركنتلية منظمة التجارة العالمية وصندوق لنقد الدولي والبنك الدولي، التي عممت الفقر، وزادت معدلات البطالة، وغاب العمل اللائق في اقنية شبكات التوريد. وقلصت مظلة الحماية الاجتماعية".
على صعيد الوطن العربي أدت هذه السياسات الى ما يلي:
«1» - دمار كامل للبنية التحتية لأربع دول عربية هي: ليبيا واليمن والعراق وسوريا.
«2» – 14 مليون لاجئ،
«3» 8 ملايين نازح،
«4» – 1.4 مليون قتيل وجريح،
«5» – 30 مليون عاطل عن العمل،
«6» – 900 مليار دولار خسائر تدمير البنية التحتية والمواقع الإنتاجية، «7» - 640 مليار دولار سنويا خسائر فى الناتج المحلى العربي،
«8» - 50 مليار دولار تكلفة اللاجئين سنويا،
«9» 200 مليار دولار كلفة الفساد فى المنطقة العربية بسبب غياب القوانين والامن،
«10» ــ 70 مليون عربي يعيشون تحت خط الفقر المدقع،
«11» ــ 60 ٪ زيادة فى معدلات الفقر آخر عامين،
«12» - 90 ٪ من لاجئي العالم عرب،
«13» – 80 ٪ من وفيات الحروب عالميا مواطنون عرب!،
«14» – سوريا والعراق فقط تحتاج إلى تريليون دولار لإعادة الإعمار وإصلاح ما أفسده ذلك الإرهاب!!
على المستوى العالمي:
تتوقع البيانات والمعلومات الرسمية تجاوز معدل البطالة بنهاية 2019 لنحو 200 مليون شخص على مستوى العالم، وهو الأمر يستدعى خلق 600 مليون فرصة عمل، وفقًا لهدف التنمية المستدامة الذي وضعته الأمم المتحدة، والمتمثل فى توفيرعمالة كاملة، وعمل لائق للجميع بحلول عام 2030.. كما أن أعداد العمال الذين يقعون بين براثن الفقر فى ازدياد مستمر، فيما لا تغطي الحماية الاجتماعية الملائمة سوى 27% من سكان العالم، وأنه فى كل عام يفقد حوالي 2.3 مليون عامل حياتهم، فضلاً عن الأعباء الثقيلة المتمثلة فى الأمراض المهنية، إضافة إلى أنه لا يزال 168 مليون طفل يعمل فى أسوأ اشكال عمالة الاطفال، و21 مليون ضحية من ضحايا العمل الجبرى، كذلك وجود 168 مليون طفلٍ عامل، 85 مليون منهم يعملون فى أعمال خطرة، وأن عمل الأطفال موجود فى قطاعات عدة بدءا بالزراعة – 99 مليونا – ومرورا بالتعدين والصناعات التحويلية وانتهاء بالسياحة، وهو ينتج سلعا وخدمات يستهلكها الملايين كل يوم.. كما أن ظاهرة الفقر التي جاءت تفاصيلها فى تقرير حديث لمنظمة العمل الدولية أيضا خطيرة، بحيث رصدت زهاء 327 مليون عامل يعيشون فى فقر مدقع و967 مليون شخص يعيشون فى فقر متوسط او على حافة الفقر فى الدول النامية وذات الاقتصادات الناشئة على حد سواء.
رعاية الولايات المتحدة للاحتلال الاسرائيلي لفلسطين
كما أن دعم "الولايات المتحدة" للإحتلال الإسرائيلي بشكل متواصل أسفر عن تدهور شامل للحياة الإجتماعية للفلسطينيين حيث يوجد فى فلسطين نحو 320 ألف أسرة تعيش تحت خط الفقر، وأن نسبة البطالة فى غزة تصل لـ40%، وبين الشباب من سن 16 عاما إلى 29 عاما تصل لـ73%، وأن مليوني مواطن فلسطيني يعيشون فى غزة، 80% منهم لاجئون منذ العام 1948، على مساحة لا تزيد على 1.3% من مساحة فلسطين التاريخية، ويعيش الشعب الفلسطيني داخل الوطن فى حالة مستحدثة من الاحتلال بشكل جديد، فالواردات والصادرات والمعابر، والوقود والكهرباء وبطاقات الهوية وجوازات السفر والمواد الخام، كلها بإمرة اسرائيل ولا حق للفلسطينيين فى استخراج الغاز من الشواطئ، ولا البترول من الارض.
كما أن الاستمرار فى تهويد القدس ونقل السفارة الأمريكية وتأجيج الصراعات الداخلية بين القوى الفلسطينية، ومساندة الاحتلال فى العدوان المستمر على سوريا ولبنان، وقرار الإدارة الأمريكية بوقف تمويل «الأونروا» التي تدعم أكثر من خمسة ملايين فلسطيني، كلها تسير فى طريق مسلسل «صفقة القرن».. وهنا نؤكد في الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب أننا ضد نقل سفارة أمريكا إلى القدس، ومتضامنون مع مسيرات حق العودة للفلسطينيين، ومنددون بالعدوان على سوريا ولبنان، وقيام الولايات المتحدة وحلفائها بنشر الفوضى فى المنطقة العربية بدعمها للجماعات الإرهابية التي تعيث فى الأرض فسادا فى كل بقاع المعمورة، حيث تزايدت انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وفداحة ممارساته المتمثلة بقتل العمال العرب وإهانتهم وإذلالهم على المعابر فضلاً عن غطرسته وسرقة سماسرته جزءاً من أجور العمال واستغلال النساء والأطفال فى أسوأ الأعمال وفى العمل الجبري والتي تشكّل من وجهة نظرنا مظهراً من مظاهر إرهاب الدولة...)