"أصبحنا نعي مسئوليتنا كسفراء لمصر في الخارج"، هكذا أشار رؤساء الجاليات المصرية في الخارج، إلى وعيهم الكامل لدورهم تجاه الدولة المصرية، إبّان ثورة 30 يونيو، وما تبعها من تشريعات ومبادرات برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزارة الهجرة وشئون المصريين في الخارج، تهدف لتعزيز الانتماء لديهم بوطنهم الأم مصر.
ووجهت وزارة الهجرة، اهتمامها بالكيانات المصرية في الخارج، فعمدت إلى اعداد مؤتمر الكيانات، وزيارات لقناة السويس ومشاريع جبل الجلالة، بهدف ضمان آلية مؤسسية لتوحيد المفاهيم الوطنية، كون تلك الكيانات أمن قومي لمصر ولهم دور كبير خلال المرحلة الحرجة، وهو ما أكده رؤساء الجاليات الذين أشاروا إلى حرصهم على نقل تجربتهم لغيرهم من أبناء الجالية في الخارج، والدفاع عن مصر، وتصحيح الأفكار المغالطة والأخبار الكاذبة عنها بالصوت والصورة.
"الرئيس نصيرنا"
وفي هذا الصدد، قال المهندس إسماعيل أحمد علي، رئيس الاتحاد العام للمصريين بالخارج، إن وزارة الهجرة، نجحت في تجميع عدد كبير من المصريين في الخارج، وقياداتهم، في المؤتمر الأول للكيانات المصرية في الخارج، واصفًا لقاء الجاليات ببعضها البعض، بـ"العُرس".
وأضاف علي، في تصريح لـ"بلدنا اليوم"، أن كثير من أبناء مصر في الخارج والكيانات المشاركة في المؤتمر أعربت عن سعادتها لكونه فرصة لإلتقاء جميع الجاليات المصرية حول العالم ببعضهم البعض، موضحًا: "وهو إحساس بالوحدة الوطنية ، كون مصريي الخارج يشكلون الظهير المصري للحكومة المصرية".
ونادى رئيس الاتحاد العام للمصريين في الخارج، بتقنين أوضاع الكيانات المصرية في الخارج، للتأكد من وجودهم طبقا لقوانين البلد والأمن القومي، مطالبًا الكيانات الانضمام للاتحاد لتقويته، وأن يكون حائط الصد والمعبر عن مصريين الخارج في كيان واحد، وهو النجاح الحقيقي للمؤتمر.
وفيما يخص أهم مطالب الاتحاد، لفت إلى ضرورة توفير الدعم القانوني، للجالية المصرية الموجودة في دول الخليج، "أنا مش عاوز واحد يحصلة اي مشكلة ، ويصعب تدخل السفارة، أو توكيل محامي، ويصبح أمره في يد الأمن، ولذا فهناك حاجة ملحة إلى تفعيل الدعم القانوني، ووجود محامي مهمته الدفاع عن المصريين في الخارج، في حالة تعرضهم إلى القبض أو الحبس".
كما طالب بضرورة أن تكون الانتخابات البرلمانية المقبلة، تحت شروط نظامية معروفة و متنقاه، حتى يحصل على مقعد البرلمان، ممثلين حقيقيين للمصريين في الخارج، "أنادى الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأن يكون التعيين في الشورى أوالتعيين في مجلس النواب، من الأشخاص الأكثر دراية بمشاكل واهتمامات المصريين في الخارج، ومن الممكن الاستعانة بها لترشيح النواب، التي ستعمل على تحقيق أماني وطموحات أبناء مصر في الخارج".
ونوّه علي، إلى أن ثورة 30 يونيو، أنقذت العالم العربي من الضياع وليست مصر وحدها، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أعاد للمصريين هيبتهم، مشيرًا إلى أن هناك توجه عام من الدولة المصرية، بالنظر إلى المصريين في الخارج، نظرة ثقة كوننا حائط الصد لمصر في الخارج، وأي تحركات أو تشريعات أو سياسات من قبل الدولة تسعى لتوفيرها لنا، نجاح كبير بعد ثورة يونيو، التي تعد نجاح للأمة العربية بالكامل.
"ثقة في القيادة السياسية"
وأكدت غادة داوود، رئيس الجالية المصرية في نيوزيلندا، أن هناك اهتمام كبير من القيادة السياسية بمصريين الخارج، والتواصل معهم، والممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، لافتة إلى أن ذلك يظهر بشكل واضح في أن أصبح لهم حق إنتخابي، ووزارة هجرة، تعبّر عنهم وتستمع لمشاكلهم.
وأعربت داوود، لـ"بلدنا اليوم"، عن تمنيها أن تستطيع الدولة الاستفادة من مصريي الخارج، بطريقة تعود بالنفع على مصر في كافة المجالات، متابعة: "من خلال عملي مع سفير مصر في نيوزيلندا، طارق الوسيمي، خلال 4 سنوات، كانت مطالبنا يتم تنفيذها بصورة سريعة من خلال الخارجية المصرية، وهو ما كوّن لديّ ثقة في القيادات المصرية، فحرصت على المشاركة بالمؤتمر الكيانات المصرية بالخارج، لأعرض أفكاري وما اللذي نستطيع تقديمه كجالية لمصر".
وثمّنت رئيس الجالية المصرية في نيوزيلندا، بدور وزيرة الهجرة، في الاهتمام بهم، ومتابعة جميع الأحداث التي تمس المصريين بدول العالم، كما حدث في حادث المسجدين، وسفر مكرم، مسافة طويلة لمواساة أسر الشهداء، وهو ما اعتبرته داوود، أمر لم يكن موجود في السابق، علاوة على سهولة التواصل مع الخارجية المصرية، في البلد المضيف.
واستطردت: "هذا التواصل مع المسئولين لم يكن موجود في السابق، فقد كان هناك صعوبة شديدة، وفجوة كبيرة بيننا، والآن أصبح هناك قنوات اتصال مفتوحة مع المسئولين، وهو ما نجح عدد كبير منهم".
وأوضحت داوود، إلى أن توجهها الأساسي لداخل مصر، قائلة: "الحقيقة أنا لم أشارك في المؤتمر من أجل عرض مطالب المصريين في الخارج، بل جئت من أقصى بقاع الأرض، لأعرف ماذا تحتاج مني مصر، فقد قمت بعمل مبادرة في السفارة المصرية في نيوزيلندا، تحت عنوان "رد الجميل"، وهو واجب كل مصري يعيش خارجها، ليرد إليها جميلها، فبشهادة جامعاتها استطاع أن يهاجر إلى دول أوروبا، ولذا فأنا قررت القدوم لمصر لأرد لها الجميل، وأتحرى ماذا تريد مني مصر".
"سفراء لتصحيح المفاهيم"
أعرب مدحت شنودة، رئيس البيت المصري في السويد، عن فخره لما لمسه من مشروعات ضخمة، تقوم بها القيادة السياسية الحكيمة على أرض مصر، لافتًا إلى أنها تدل على عظمة المصريين.
وتابع شنودة، في تصريح لـ"بلدنا اليوم"، إلى أن رؤيته لتلك المشاريع التنموية على أرض الواقع، وبنائها بأيدي مصرية كوّن لديه صورة كاملة عمّا يحدث في مصر، وآليات نهوضها من جديد على يد الرئيس عبد الفتاح السيسي، موضحًا: "ما شاهدته شكّل عندي وعي كبير بما نمر به في تلك المرحلة الفارقة من عمر الدولة المصرية، وهو ما جعل على عاتقي مسئولية الدفاع عنها في الخارج، وأن أكون سفير ينقل الصورة الصحيحة ويدحض بالمنطق الإشاعات التي يروجها العديد من المشككين والساعين لتشويه سمعة مصر بالخارج".
وأعلن رئيس البيت المصري في السويد، أنه سيقوم بنقل الصورة كاملة للمجتمع السويدي، والتطورات الموجودة على أرض الواقع، وكيفية مساعدة الدولة في هذا النمو، موضحًا: "سيأتي ذلك خلال الأحاديث، والمقابلات الصحفية، وبالفعل بدأت عبر الصفحة الرسمية للبيت المصري في السويد، ببث الفيديوهات الايف، خلال زيارتي لقناة السويس، وجبل الجلاة، وسيكون لي لقاء مع الجالية المصرية في السويد، لتعريفهم بالإنجازات المصرية، وأن مصر تتغير وتتطور كما شاهدتها بأم عيني".
وبخصوص المجتمع السويدي، فأشار إلى أنه يشترك في بعض الكيانات السويدية، فسيقوم بعرض ما قام بتصويره، لتعريفهم بما يتم على أرض مصر، متابعًا: "هدفنا بعد نجاح مؤتمر الكيانات المصرية في الخارج، أن يأتي بثمار تعود على مصر بالخير الوفير في قطاع السياحة والاستثمار".
وطالب من الدولة الاهتمام أكثر بالمصريين في الخارج، منوهًا إلى التحسن الملحوظ في مجال السياحة بعد 30 يونيو، قائلاً: " السياحة بين السويد ومصر، بدأت تعود مرة اخرى بفضل معالى السفير المصري في السويد، فهناك أكثر من 100000 سويدى قدموا إلى مصر سياحة خلال الآونة الأخيرة، وهناك تعاون مستمر بين شركات سويدية وأخرى مصرية في مجال الاستثمار والذي بدوره سيخلق نوع من الازدهار لمصر".
وثمّن شنودة، دور وزارة الهجرة، على إنجاح مؤتمر الكيانات المصرية في الخارج، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، واصفًا إياه بكونه فرصة للم شمل الجاليات المصرية منبقاع المعمورة تحت مظلة الدولة.
"شعب لا يعرف المستحيل"
ولفتت سحر رمزي، رئيس اتحاد المرأة العربية في هولندا، والمتحدثة باسم المجلس الأعلى للجالية المصرية، إلى كم التغييرات الكبيرة التي حدثت على أرض مصر، لافتة إلى أن وجود مشاريع عملاقة، والتطور الملحوظ في خريطة مصر، واستيعاب المصريين في الخارج ومقترحاتهم كجزء لا يتجزء من وطنهم الأم، أمر لم يكن موجود في العهود السابقة.
وقالت رمزي، إلى أن مصريين الخارج إبّان30 يونيو، شعروا بعودة وطنهم الغائب، والذي كان منهوبًا في عهد الإخوان، لتأتي الثورة لتغيّر المفاهيم، مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، زمام الأمور، وهو ما ظهر جليًا في حرصه على مصر، وحديثه عن المرأة والمصريين في الخارج ومساواتهم بمصريين الداخل في نفس الحقوق والواجبات.
وأوضحت رئيس اتحاد المرأة العربية في هولندا، إلى أن زيارات الكيانات المصرية لمشروع قناة السويس وجبل الجلالة، برعاية وزارة الهجرة، تم خلالها شرح كافي ووافي لجميع المشروعات العملاقة المذهلة للانتاج البشري، والذي تم في فترة وجيزة رغم التحديات التي تمر بها مصر.
وأعربت عن فخرها واعجابها بما يحدث على أرض مصر، وهو ما يثبت للعالم أن مصر لديها القدرة على تحقيق الحلم ولا يوجد في قاموس شعبها كلمة مستحيل.
وتابعت: "وجدنا بلد تبنى بشكل تاني مختلف باستخدام الأساليب الحديثة والتكنولوجيا، واكتشفنا أن الكلام التي يتم ترويجه من قبل الكيانات المغرضة أكذوبة، من أن الجيش المصري مستولي على كل قطاعات الدولة، لا صحة له، فالجيش يدير وهناك مؤسسات مسؤولة عن التنفيذ بأيادي مصرية".
وكشفت رمزي، إلى أن نهضة مصر دليل على أنها تحارب التطرف بالبناء، واحترام المرأة والمؤسسات والجيش، لافتة إلى رفع أعضاء الكيانات المصرية القبعة للجيش خلال الزيارة، على ما يقومون به من جهود من أجل مصر.
ونوهت إلى استعداد الكيانات المصرية في الخارج، بنقل الصورة كاملة للبلاد المضيفة، قائلة: "عدنا بحالة من الذهول، لوجود أشخاص حتى الآن تشكك في الدولة المصرية رغم ما فيها من تطور، وأصبحنا نملك كم كبير من المعلومات والرؤى سننقلها صوت وصورة، عن المؤتمر والمشاريع وقيمة وطننا الأم، فمصر أكبر وأعظم من أن يتحدث عنها أحد بجهل، ولا يجب أن نهدر حق رئيس يقوم بانجازات غير مسبوقة، ونحن نثق في الرئيس وأن القادم أفضل".