بلدة صغيرة في صعيد مصر، منازل بسيطة أغلبها على وشك السقوط، شوارع خاوية مواطنون بدا على ملابسهم البساطه، ملامحهم علتها الشقاء والمرض، المكان أشبه بقرية مهجورة لا يملك قاطنيها أيًا من ملذات العيش، لكن في الحقيقة أنّها نموذجًا لقرية مصرية تجاوز سكانها خط الفقر.
تلك القرية الصغيرة لم تكن النموذج الأوحد للفقر والمرض، لكنّها كانت ضمن عشرات بل مئات القرى في صعيد مصر ممن أصابهم الإهمال، يحصلون على قوت يوميهم بصعوبة بالغة، يسكنون بمنازل غير آدمية يعانون بداخلها من برد الشتاء القارص وحرارة الصيف الملتهبة، تلك الحياة التي عاشوها لعشرات السنين، تغيرت الأنظمة وتبدل الحكام ولا زال هؤلاء يواجهون الحياة بسلاح الفقر والمرض.
"في مستهل عام ميلادى جديد.. تأملت العام الماضي باحثا عن البطل الحقيقي لأمتنا فوجدت أن المواطن المصري هو البطل الحقيقي.. فهو الذي خاض معركتي البقاء والبناء ببسالة، وقدم التضحيات متجردا، وتحمل كلفة الإصلاحات الاقتصادية من أجل تحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة.. ولذلك فإنني أوجه الدعوة لمؤسسات وأجهزة الدولة، بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني، لتوحيد الجهود بينهما والتنسيق المشترك لاستنهاض عزيمة امتنا العريقة شبابا وشيوخا.. رجالا ونساء.. وبرعايتي المباشرة.. لإطلاق مبادرة وطنية على مستوى الدولة لتوفير حياة كريمة للفئات المجتمعية الاكثر احتياجا خلال العام ٢٠١9".
"حياة كريمة" مبادرة أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، تلك المبادرة التي أصبح هدفها الأول والآخير البحث عن الحياة لهؤلاء البسطاء، في كآفة محافظات المحروسة، اعتبرها البعض مجرد أحاديث بداخل قاعة مؤتمرات، لا يمكن تنفيذها على أرض الواقع، لكن الحديث أصبح واقعًا، وبدأت المبادرة بالفعل على الأرض، في 722 قرية في مصر، لتدخل مصر معركة حقيقية للقضاء على الفقر.
البداية كانت مع القرى الأكثر فقراً فى الصعيد، والتي ستعمل المبادرة بها على تطوير 413 قرية خلال عامى 2019 و 2020، بتكلفة 1.14 مليار جنيه للمرحلة الأولى، كما أنّ أنشطة المبادرة تشمل فرص عمل وحضانات أطفال وتطوير الوحدات الصحية، مما سيستفيد حوالي 6.6 مليون مواطن ، بالإضافة إلى 82 مليار جنيه لجودة الحياة وتحسين المعيشة بنمو 159 %.
تعد حياة كريمة خطوة جديدة ضمن قطار التنمية التي يسير عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، من أجل تنمية وإصلاح الوطن ضمن رؤية مصر 2030، التي تضمن حياة كريمة ومستقبل مشرق للوطن وأبنائه، تحديدا مبادرة حياة كريمة التي ستساهم بشكل كبير في تلك الرؤيا كونها ستعمل على توفير حياة كريمة للفئات الأكثر احتياجا فى 2019، بمشاركة منظمات المجتمع المدني في تنفيذ المبادرة، والتي ستشهد زواج اليتيمات، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة يوميا للمواطنين، ورفع كاهل المعاناة عن الأسر الفقيرة.